أوتا.. مدينة النوافير الجوفية تستضيف الفريق العربي الثاني!!

&# 1645;&# 1645; مدينة أوتا Oita هذه المدينة اليابانية تحتضن اللعبة الثانية للفريق التونسي الذي يشارك في منافسات كأس العالم لعام &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1634;م، والتي تقام في اليابان وكوريا معا، ويقابل الفريق التونسي في لعبته الثانية الفريق البلجيكي على ملعب هذه المدينة المسمى ملعب العين الكبيرة. وهذا اسم على مسمى، فالملعب الذي شيد خصيصا للمشاركة في تقديم ألعاب كأس العالم لكرة القدم، بني على شكل بيضاوي، وصمم على أساس أنه ملعب مفتوح، ويمكن إغلاقه في أوقات الأمطار، لذا فإن له فتحة كبيرة وترى من العلياء كحدبة العين، لذا فقد سمي العين الكبيرة. ملعب متعدد الأغراض صمم هذا الملعب ليكون مقرا للألعاب الرياضية المعروفة هناك، وهي كرة القدم وكرة الركبي، لوجود فريق في المدينة ينافس على مسابقات هذه اللعبة المنتشرة في اليابان، ولو أنها ليست بمقدار شعبية كرة القدم. والملعب مزروع بالعشب الطبيعي حسب مواصفات وشروط منظمة الفيفا لكرة القدم، وحيث إن العشب يتأثر كثيرا بالبرد الشديد، لذا فإن هناك تدفئة أرضية للعشب، ليكون دائما في لون أخضر ونشيط. ويتسع هذا الملعب ليستقبل &# 1636;&# 1635; ألف متفرج، بما فيهم أصحاب الكراسي المتنقلة أو الكراسي المطبقة، والتي يمكن تحريكها ونقلها. ويتم تحويل هذا الملعب من ملعب رياضي إلى مركز احتفالات، فهو مصمم ليمكن تحويله وتقسيمه إلى أجزاء، يمكن لكل جزء منها أن يتسع إلى &# 1633;&# 1632; آلاف مقعد أو عشرين إن كان الاحتفال يستدعي ذلك. واستفاد مصممو الملعب من الأمطار الغزيرة التي تسقط على المنطقة، فجعلوا السقف يصرف المياه لتخزنها في صهاريج سفلية، يسقى منها عشب الملعب، كما يستفاد منها في الحمامات الكثيرة في الملعب. مدينة الكبار سيلاحظ الزائر لهذه المدينة الهدوء والرتابة التي تميز سكانها، فأغلبهم من كبار السن، لما تتميز به هذه المدينة من مقومات صحية طبيعية وعلاجية. والمدينة تشكو من تناقص عدد السكان، فقد كان عدد سكانها يزيد عن مليون ونصف المليون، وأصبحت الآن مليونا ومائتي ألف نسمة، والسبب هو الهجرة منها، لأنها تفتقد الأعمال الصناعية التي تجذب الشباب وتبقيهم فيها، فهي مدينة وهبتها الطبيعة ثروة باطنية وأصبحت بلد الاستشفاء والراحة، لذا فإن الشباب لا يقدمون عليها، ولكنها المدينة المفضلة عند الكبار وعند السياح أيضا. واستفادت المدينة من كرم الطبيعة عليها بوفرة الينابيع والمياه الساخنة والمعدنية، وجعلت منها عاصمة الاستشفاء للكبار، فأنشئت فيها المصحات الطبية المتخصصة، وأنشئت فيها معاهد التمريض، ومعاهد العناية بالمسنين وكبار السن. بل إن الجامعة فيها تقدم دراساتها العلمية عن الكبار والكبر. مدينة الحمامات الساخنة في هذه المدينة عشرات الحمامات الساخنة، فهي تقع في منطقة جيولوجية نشطة، وتندفع المياه الجوفية الساخنة والمياه المعدنية عشرات الأمتار علوا، بل إن البخار الذي يتصاعد من هذه النوافير الطبيعية يوحي للمشاهد بأنه داخل مدينة صناعية من الدرجة الأولى، فالأبخرة الساخنة وهواء الشتاء البارد يكونان ظلالا وضبابا شديدا على المدينة، ويمدها بسحر طبيعي، جعل منها عاصمة ومركزا للعلاج الطبيعي في اليابان وفي العالم، لذا فإنها تعتمد على هذه المصحات الطبيعية في السياحة المحلية والدولية. واشهر ينابيعها الساخنة Beppu Hatto (Eight Spas) وهي مجموعة تتكون من ثمانية من الينابيع المعدنية والفسفورية، مما يجعلها قبلة الاستشفاء من أمراض الجلد والروماتيزم، والأمعاء، ويقبل عليها كبار السن، وهي منتجع عالمي، يؤمه آلاف السياح سنويا. وتتجمع مياه هذه الينابيع لتكون بحيرات كبيرة، قامت بجوارها الفنادق السياحية المميزة، كما قامت عليها الكثير من المنتجعات السياحية المساندة كالمطاعم والمقاهي ونوادي السباحة والصيد بقوارب التجديف. وتأتي ينابيع (Kokonoe Kyuto (Nine Spas ثانيا من حيث الشهرة والسمعة العالمية، فهذه الينابيع تقع في منطقة رخوة في هذه المدينة تنبع فيها تسع نوا فير أرضية تنفث المياه المعدنية الساخنة والمياه العلاجية التي تجلب السياح للاستشفاء والتمتع ببرك السباحة المتوفرة بكثرة في الفنادق الجميلة، والتي تقدم خدماتها المميزة للسياح والزوار والمرضى الذين يجدون العناية الطبية المتكاملة في هذه المنتجعات. كما توجد أيضا كهوف ومغارات مياه جوفية، وتحول بعضها إلى متاحف والى مزارات تجلب السائح ليتعرف على أسرار الأرض وكنوزها الطبيعية. متحف في كل شارع !! تتوفر المتاحف الفنية والصناعية والتاريخية في الكثير من المدن اليابانية، ولكن هذه المدينة تقدم شيئا آخر، فسيلاحظ السائح أن هناك متحفا في كل شارع يحكي قصة زمن من الأزمان، أو حقبة من حقب التاريخ الياباني، ففي المدينة عشرات التماثيل الحجرية القديمة، وكأن الزائر لهذه المدينة يعيش في العصر الفرعوني، لكثرة المنحوتات الحجرية لكل عصر، ولكنها هنا في اليابان تقدم الحضارة اليابانية القديمة، وأشخاصها بلباسهم التقليدي أو بأسلحتهم البدائية أو على الخيول، ولكنها جميعها تماثيل أثرية وآثار ثمينة، متوفرة ومنتشرة في هذه المدينة، بما يزيد عن &# 1637;&# 1632; تمثالا وآثرا حجريا، يرجع بعضها الى مئات السنين من عمر هذه البلد.