حمامات سياحية.. كيف يتحول الحمام إلى استراحة؟!

موجة جديدة من صرعات جلب الزبائن والسياح، هي ما تقدمه بعض المطاعم من تحسينات جديدة، ليس على الأكل أو على الخدمة، وليس على السعر، بل إنها تقدم الجديد في حماماتها، فقد انتشرت هذه الصرعة الجديدة في كثير من المطاعم العالمية، حيث أصبحت الحمامات أحد المعالم التي تجذب الزبون للمطعم، بل وأصبح المطعم ذاته من المعالم السياحية التي ينصح عادة بزيارتها للأكل فيها.. وزيارة حمامها، حتى ولم يكن هناك حاجة الى ذلك، فالزيارة واجبة كنزهة وفرجة، ولا داعي لقضاء الحاجة. حمام الضباب: في مطعم (فرانس بلو كافي) بمدينة غرينتش في ولاية كونتكت الأمريكية صممت حماماتها بشكل مغاير للمألوف، فالذي يدخل الحمام سيتردد كثيرا في استخدامه، فهو مكشوف بالزجاج للجميع، بل إن الشخص داخل هذا الحمام يستطيع إن يشاهد الزبائن على مقاعدهم وهم يرونه أيضا، مما يجعله في حرج من قضاء حاجته. لابد أن هناك سرا غامضا لهذا الحمام واستخدامه!! السر في هذا الحمام هو في إغلاق الباب، فالزائر يجب أن يغلق الباب على نفسه، عندها سيجد المنظر تغير تماما، وتغطى الزجاج الكاشف بطبقة من البخار، مما يعيق المشاهد الخارجي من معرفة ما يجري في الداخل، وحالما يخرج الإنسان من الحمام ينسحب البخار، وتعود الأمور مكشوفة، ولا بد أيضا من فتح الباب للخروج من هذا الحمام العجيب. ولكن هذه الصرعة لم تلاق الاستحسان الكبير من بعض الزبائن، الذين نالهم شرف الجهل في التعامل مع أسرار هذا الحمام، خاصة وأن البعض (وخاصة القادم الجديد للمطعم) سيعتقد أن الزجاج خداع، وأن الناس خارج الحمام لا يرونه، مما جعل إدارة المطعم تعين شخصا خارج الحمام لإرشاد الزوار إلى كيفية استخدام الحمام!! الناس تبحث عن الجديد!! (س بي &# 1637;) مجموعة تدير مجموعة من المطاعم الراقية، منتشرة في مدن عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، صرفت اهتماما مبالغا فيه في حنفيات المياه، وجعلت من الحنفيات أسلوب الجديد والتجديد لديها، فالزبون عندما يدخل الحمام سيجد أن هناك أحواضا، ولكن ليس عليها أي وسيلة للحصول على الماء، ولكن الحيرة تتوقف عندما يجد الزبون أنه لا يحتاج في فتح الصنابير المخفية إلى يديه، بل إن قدمه هي التي ستتولى أمر الضغط على العتبات الحديدية التي وضعت عند قدم الزبون الواقف لينسكب الماء من الجهات التي يريدها، وحسب رغبته يمينا أو شمالا. أما الجديد الذي تقدمه مطاعم(موريموتو) في مدينة فيلادلفيا بأمريكا، فهو أن الزبون سيندهش لوجود الفتحات العديدة في جدران الحمام، ولكن دهشته ستزداد عندما يجرب ويدخل يده في إحداها كما هو واضح من التعليمات، سيجد أن يديه قد جففتا من الماء وبسرعة مع معزوفة موسيقية، تصاحب هذه العملية، والتي تعرف سابقا بما يصاحبها من صخب الهواء المندفع لتجفيف الأيدي بالهواء الساخن. وفي مدينة شيكاغو فإن حمام مطعم الباشا يقدم لزائره شيئا من الحنان، فقد وضع في الحمام تماثيل ناعمة ليحتضنها الزبون المنزعج ويبكي على صدر هذه التماثيل الإسفنجية، لعلها تكون الصديق الذي يرمي رأسه عليه عندما تضيق الدنيا به. تعلم وأنت جالس على الحمام!! وليس للإبداعات حدود عندما تنطلق العقول من عقالها، فهناك سلسلة من المطاعم اليابانية تقدم درسا للزبون أثناء تواجده على كرسي الحمام لقضاء الحاجة، وهو درس خفيف عن بعض الكلمات اليابانية، لنشر الثقافة واللغة اليابانية بين زبائنه في الولايات المتحدة الأمريكية. وأما مطاعم الأكل المكسيكي المسمى &# 1636;&# 1636; في مدينة سان فرانسيسكو، فهو يقدم برنامجا خاصا لمدة عشر دقائق للجالس على الكرسي في الحمام ليشاهد برنامجا سياحيا عن إحدى المدن المكسيكية، وعن العمال وهم يعملون في منتجعاتها الجميلة. الحمامات المتاحف: وتمتد يد التحسينات الهندسية على الحمامات، وجعلت منها بعض المطاعم متحفا فنيا، فإن مطاعم ميشيل في مدينة نيويورك جعلت من الحمامات متحفا للتصوير وخصصته للصور الأسود والأبيض، وهي ليست صورا عادية، بل إنها من الصور النادرة والثمينة، وتصنف على أنها لوحات فنية، ومن جمالها ومن شدة الإقبال عليها، ومعرفة بقية الصور، فإنه يسمح فيه بالرجال والنساء لزيارة حمام الجنس الآخر، لمن يرغب في الفرجة والاطلاع على اللوحات الرائعة في الحمام الآخر. ومطاعم (نيو تاون) في نيويورك جعلت من جدران حمامتها، لوحة زخرفية من تماثيل مصغرة لتمثال الحرية، وقدمته بصورة فنية جديدة، مما جعل هذا المطعم مزارا لكل سائح ومزارا لأهل المدينة في أمسياتهم التي يقضونها خارج البيت. وفي الشرق أيضا: ولا تتوقف هذه الصرعات على مطاعم الغرب، فإن الكثير من المطاعم وخاصة في الفنادق الحديثة في مدن العالم جميعه، بما في ذلك بلدان الشرق الأوسط، لقيت الحمامات عناية واهتماما هندسيا خاصا بها، وإن زيارة لمطاعم الفنادق الجديدة لمدينة دبي تظهر مدى تغير الأفكار الكلاسيكية عن الحمامات، التي كانت تؤدي غرضا واحدا وهو قضاء الحاجة فيها، أما في هذا العصر، فإن الحمامات تعتبر جزءا من ديكور الفندق وأحد معالمه التي يذكرها السائح بعد عودته، ويتحدث عن مفاجئات الحمامات التي تعرض لها في غربته وسياحته!! &# 1645;&# 1645;