انفعالات المراهق مزيج من الخوف والتردد

تتأثر انفعالات المراهق في مثيراتها واستجاباتها بصور تختلف إلى حد كبير عن الصورة التي كان عليها في الطفولة، إذ تحدث تغيرات جسمية داخلية وخارجية، كما أن النمو العقلي والنشاط الجسمي والعلاقات العائلية، والشعور الديني كل هذه عوامل تغاير من صور ونماذج انفعالات المراهق عن انفعالات الطفل، حيث تتميز انفعالات المراهق بأنها سريعة الاستجابة تميل إلى الكآبة أو الانطلاق. وهناك مخاوف تثير انفعالات المراهق، منها مخاوف تتعلق بالدراسة، كخوف المراهق من الامتحانات والتقصير في الواجبات واحتمال الفصل من المدرسة وسخرية الزملاء والمدرسين، وعندما يطلب منه الاشتراك في نشاط معين كإلقاء خطبة أو محاضرة، وهناك أيضا المخاوف الصحية عند المراهقين وتبدو في الخوف من الإصابات والحوادث والعاهات والمرض والموت،و مخاوف عائلية وتبدو في القلق على الأهل حينما يمرضون أو يتشاجرون أو يضطهدون. وتنتهي فترة المراهقة تقريبا في سن الحادية والعشرين لتبدأ مرحلة الرشد إلى الشيخوخة أي من 21 إلى 60 سنة فما فوق. والاضطرابات الانفعالية في المراهقة تميل إلى الاتزان والنضج قبيل الرشد، حيث تهدأ انفعالات الفرد، وذلك عندما يصل النمو إلى مرحلة التكيف السوي للفرد مع نفسه وبيئته، فيتقبل التغيرات الجسمية التي قامت بتحويله من طفل إلى راشد، ويتقبل التغيرات البيئية التي أصبحت تضعه في مصاف الراشدين، حيث يبدأ في معرفة ذاته أو عالمه، بل يصبح مدركا لشخصه متقبلا للبيئة من حوله. أما انفعالات الشيوخ فهي مزيج من حياة طويلة، طفولة ومراهقة ورشد وشباب ووسط عمر وشيخوخة. ويحدد نوع الانفعالات ويتواتر ظهورها وتختفي بعض مظاهرها وتظهر في مواقف مماثلة الانفعالات التي ترجع إلى تكييف الفرد لنفسه وتكييفه للبيئة، وما يعتريها من تطور، ومدى تقبل الناس للكبار أو مدى إهمالهم لهم.