الريف الإيطالي معروض للسياح أيضا!!

سياحة جديدة بدأ تنظيمها في إيطاليا من عام 1994م، وبدأت في جزيرة صقلية، وذلك رغبة في تحسين أحوال الفلاحين وأصحاب المزارع النائية، واستثمارها سياحيا، خاصة وأن لديهم ما يقدمونه للسائح من مناظر طبيعية جميلة، وخدمة سياحية ترفيهية راقية ومختلفة عما تقدمه المدن من ترفيه صاخب. عروض منوعة: تتبنى هذه الفكرة عدة مكاتب سياحية إيطالية منها www.parkervillas.com وهي تقدم برامج عديدة، منها تأجير الفلل والقصور المنتشرة بين المزارع، والتي كانت أساسا قصورا أو مساكن لرجال المال والإقطاع في إيطاليا، وتعرض هذه القصور للسياح للإقامة فيها لمدة أسبوع أو لعدة أيام، وبخدمات فندقية متكاملة وبأسعار معقولة. لذا فإن هذه الخدمة متوفرة لنوع خاص من السياح الذين يرغبون في الاستجمام والراحة أو الابتعاد عن الحياة الصاخبة، ولكن لا يرغبون الابتعاد عن الرفاهية والمتعة، لذا فإن هذه الأماكن مناسبة للعوائل التي ترغب في تعريف أبنائها بالحياة الريفية، وأن يعيشوها ولو لأسبوع، أو لرغبة بعض الأشخاص في البعد عن أحد أسباب المشاكل، كالشراب أو رفقة السوء ولو لفترة قصيرة، أو للعرسان الذين يرغبون في تذكر أيام العرس بشكل رومانسي خيالي. خدمة فندقية بين المزارع ولكن ليس جميع السياح يستطيعون دفع قيمة أيجار الفلل، وليس كل السياح لديهم الرغبة في البقاء في مكان واحد لمدة تزيد عن يوم أو يومين، خاصة وأن السائح لن يجد الإثارة والمتعة المتجددة في البقاء في مزرعة واحدة لعدة أيام، لذا فإن هناك خدمة أخرى تقدم للراغبين من السياح الذين يفضلون التنقل والتجول بين المزارع. وتقدم شركات السياحة خدمات خاصة لمن يرغب في التنقل من منطقة إلى أخرى، ومن مزرعة ليمون إلى مزرعة فواكه أو إلى مزرعة زيتون، فتقدم لهم برنامج سياحة محلية بإقامة لليلة واحدة في أحد مساكن الفلاحين الذين يرغبون في الاشتراك في هذه البرامج الترفيهية والسياحية التي تعود عليهم بعائد مالي كبير. فهم يقدمون غرفة نوم أو غرفتين مع حمام، ويقدمون الطعام الفلاحي، ويعدونه للزوار الذين يتناولون عندهم وجبة رئيسية واحدة وهي غالبا وجبة العشاء، وغالبا ما يتم الإفطار في المنزل أيضا. مهمات شركات السياحة: إن شركات ومكاتب السياحة ترتب أمر الحجز والاتفاق مع هؤلاء الفلاحين، وتنقل السائحين وأمتعتهم إلى المزرعة المقصودة في البرنامج، ويترك السائحون تحت أشراف أصحاب المزرعة الذين يرحبون بالضيوف، ويتعارفون كاسرة واحدة، لأن هذه البرامج تتم بعدد قليل من الأفراد قد لا يتجاوز ستة أشخاص في اليوم الواحد، ويقدمون لهم المشروبات وأحيانا وجبة خفيفة إذا كان الوقت يسمح بذلك، ويتركون للضيوف كامل الحرية في البقاء في الغرف المحددة لهم أو التنقل والتجول في المزرعة، سواء بمعية أصحاب المزرعة أو بأنفسهم. وفي اليوم التالي يحضر مندوب مكتب السياحة ليتم نقل السياح إلى المزرعة الثانية في البرنامج السياحي أي ان على الشركة السياحية توصيل ونقل الفوج السياحي من مزرعة إلى أخرى، وكتابة تقرير عن رضا السياح عن الليلة السابقة. وكما تقول التقارير، إن الجميع مسرور جدا، ولم تواجه هذه الشركات أي مشاكل أو اعتراضات، ولكن المشكلة التي تواجه الشركات السياحية وتكررت معهم كثيرا هي رغبة البعض في التمديد ليوم آخر. الترفيه الفلاحي: إن الترفيه الذي يقدمه الفلاحون لهؤلاء السياح محدود جدا، إضافة إلى وجود وقت طويل يقضيه السائح في البيت، فاغلب المزارع تكون مهجورة من المتجولين من السياح بعد غروب الشمس، ويبدأ البرنامج الليلي مبكرا، لذا فإن الترفيه يكون غالبا في الأكل، وهذا ما يحدث في هذه المزارع، ففي المساء يبدأ حفل العشاء الخاص والأسري غالبا، والذي يبقى في ذاكرة السواح لفترة طويلة، فبرنامج العشاء غالبا ما يكون مفاجأة للسياح، فهو من إعداد ربة البيت أو من العاملين في المزرعة، وهو عشاء بسيط في الغالب، ولكنه لذيذ في طعمه ممتع في تناوله لانه غالبا ما يتم تناول العشاء معا، أي مع أصحاب أو ملاك المزرعة الذين يقضون سهرة تصل الى ساعتين كاملتين مع ضيوفهم بالحديث والأكل. وأحيانا تنتهي السهرة بحفلة غنائية أسرية، حيث يعزف أحد الفلاحين على إحدى الآلات الموسيقية، ويشترك الجميع في هذه الحفلات الخاصة جدا. وإذا لم يرغب السائح في المشاركة في هذا الحفلات الغنائية فيمكنه ان يشاهد بعض الأفلام من قنوات التلفزيون، فأغلب هؤلاء الفلاحين يقدمون هذه الخدمة في برامجهم. ذكريات لا تنسى: إن هذا النوع من السياحة آخذ في الانتشار، وتتلقى المكاتب السياحية طلبات عديدة لتنظيم مثل هذه البرامج، وتجد إقبالا من الفلاحين الراغبين في إدراج مزارعهم ومساكنهم في قائمة بيوت الضيافة الريفية. كما أن السائحين يقبلون على مثل هذه التجارب التي يجدون فيها تنوعا وبهجة جديدة في حياتهم، إضافة إلى أن الإقامة في هذه المزارع تبقى في الذاكرة لكل من السائح والفلاح، بل إن الكثيرين من السياح انتهى بهم الأمر أن عادوا إلى نفس المكان في الأعوام التالية، لوجود صداقة ومعرفة، وذكريات عشاء جميل مع أفراد الأسرة المضيفة، وصور للرحلة والأحداث الجميلة فيها. ???