الضغط قد يولد الانفجار.. والمستقبل الضحية

أحيانا يعطي الكبت نتائج مضرة تماما كالحرية المفرطة، فكلاهما يؤدي إلى عواقب سيئة تنعكس سلبا على حياة الشباب. والكبت الشديد يولد الانفجار كما يقولون، وقد يأتي هذا الانفجار على شكل تفلت كامل لا يستطيع الشاب ولا الأهل السيطرة عليه، ويعبر أحد الشباب عن ذلك بأن أهله منعوه من ممارسة الهواية التي يحبها اعتقادا منهم بأنها ستلهيه عن دروسه ومذاكرته، مما سبب له كرها شديدا للدراسة والمدرسة، وتحول إلى طالب فاشل. ولابد هنا من التركيز على أهمية تشجيع الآباء والمدارس لبذرة المواهب والهوايات التي نلمسها عند الشباب، بل لابد من خلقها بداخلهم، إن لم تكن موجودة، حتى لانفقد تميزهم وتفوقهم، وتزداد الخطورة حينما نحبط عزيمة الشباب في العمل. يقول أحد الشباب عند تخرجي من الجامعة كنت أطمح أنا ومجموعة من زملائي بالبدء بمشروع صغير وحدنا، لكن للأسف كان يواجهنا رفض الأهل واعتقادهم أننا لن نتمكن من عمل شيء لأننا صغار، حتى ماتت الرغبة بداخلنا، ولم نجد أمامنا فرصة لاختيار مستقبلنا الوظيفي إلا بالشكل الروتيني الذي رسمه لنا الآباء، ولم يعد هناك دافع بداخلنا للعطاء أو التميز. وتقول إحدى الشابات: لسنا كما يرانا الجميع جيل مدلل وغير قادر على تحمل المسؤولية، بل على العكس، هناك اليوم عدد كبير منا يسافر ويتعلم، ويعتمد على نفسه، ويوسع مداركه، ويخوض تجارب قاسية بالحياة في مخيمات، ونقوم بنشاطات مختلفة تجعلنا قادرين على مواجهة الحياة بشكل صحيح وفي سن مبكر. وهنا لابد أن يشجع الأهل مواهب الشباب منذ الصغر، وعدم تركهم فريسة لأوقات الفراغ، ومحاولة دفعهم إلى هوايات مفيدة تشغل أوقات فراغهم بشكل ينمي وعيهم وإدراكهم، ويمنحهم الثقة بالنفس.