السياحة تبدأ من انبعاث الفكرة وليس من نقطة الوصول!!

إن الإعداد للسفر يحتاج إلى استعداد أولي لتكون السفرة أو السياحة متعة واستجماما، بدلا من أن تتحول إلى فترة عصيبة في بلد الغربة والاغتراب. فأولا يجب التجهيز المحلي لها، بأن يكون جواز السفر صالحا لمدة ستة أشهر على الأقل من تاريخ بداية الرحلة، وأن يتأكد المسافر من حصوله على الفيزا المطلوبة لبعض البلدان، وأن يتأكد من شركات السياحة ومن القنصليات الموجودة في بلده من معرفة التعليمات والتنظيمات الخاصة بالسفر إلى ذلك البلد. كما أن على السائح أن يعرف عملة البلد الذي سيسافر إليه، وكم مقدار صرفها، وكم تعادل في قيمتها، ويحبذ لو تمكن من الحصول على بعض من العملة ليتعرف عليها، وليغطي الاحتياجات الطارئة في مطار الوصول، وليدفع تكاليف نقل عفشه أو أجرة سيارة الأجرة بدلا من دفع المبلغ بالعملة الدولية والتي غالبا ما تكون من قطع الفئات ذات المبالغ الكبيرة. قليل من المتاع لا داعي لحمل الأشياء الثمينة والغالية، فالساعة الذهبية يفضل تركها في بلد الإقامة الدائمة، والعقد الذهبي يستبدل بأي عقد جميل ورخيص، ويذكر ويردد رجال الأمن في المطارات أن كثيرا من الركاب يتركون (سهوا) عقودا ثمينة وغالية عند التفتيش، وكان من الواجب أن لا تكون معهم أساسا. إن السائح معذور في مظهره، ولن يجد من ينتقده في مظهر السفر، فليس مطلوبا منه أن يظهر بمظهر الأناقة الكاملة في كل مناسبة، فهو لن يكون ضيف الشرف في المطاعم أو في أماكن النزهة، لذا فإن تشكيل أربعة مجموعة من الملابس بغياراتها، تكفي للسائح الذي سيقضي عشرة أيام إلى أسبوعين، في بلد غريب، فالغسيل متوفر في كل الفنادق وأماكن السياحة. ومن كماليات ومتع السياحة هو الشراء، فقد يجد الملابس الملائمة والجميلة في تجوله التجاري، لذا فإن عدم وجود عفش كثير معه، سيريحه في التنقل وحمل أغراضه، كما أنه يتيح له فرصة الشراء بما يناسب البلد بجوه وعاداته. إعلانات خادعة!! تخرج علينا الصحف والمجلات والتلفزيون أيضا بإعلانات سياحية، إعلانات كلها إغراء، سواء بالسعر أو بالمدة أو بكرم الضيافة الذي ينتظر السائح، ويجب على المسافر أو السائح أن يتنبه ويتأكد من كل المكتوب بالحروف الكبيرة والصغيرة، وأن لا يترك الأسئلة التي ترد على باله، ولا يجد الجواب لها في المنشور أو في الدعاية: فهناك إعلان عن سبع ليال في أوروبا بمبلغ متواضع جدا، ولكن الإعلان لم يذكر أن هناك ليلتين يقضيهما المسافر على متن الطائرة، ليلة السفر، وليلة العودة، لذا فان مدة الرحلة الحقيقة هي خمس ليال وليست سبعا كما يذكر الإعلان. كما يجب التأكد من نوع الأكل الذي يعرض ضمن عروض السفر، أحيانا يجد أن الإفطار قطعة خبز محلي مع قهوة، ولا غيرها، وقد يكون العشاء في وقت محدد ولا يقدم شيء بعد ذلك لمن لم يحضر، وليس هناك تعويض مالي. الضرائب الخفية كثير من الإعلانات لا تتعرض لأنواع من الضرائب المحلية، فقد يكون الإعلان عن مبلغ محدود للرحلة السياحية، ولكن عند حط الرحال إلى نقطة الوصول يجد السائح أن عليه أن يدفع مبالغ إضافية كضرائب ورسوم محلية، كثيرا لا يشار إليها عند تقديم العروض السياحية. وكم من سائح وجد أن عليه أن يدفع مبلغا قد يصل إلى 20 ? من أجرة الغرفة كضريبة بلدية ومحلية ونقابية. لذا فإن على السائح أن يتنبه ويتأكد من أن المبلغ الذي دفعه للشركة السياحية هو المبلغ النهائي المطلوب منه باستثناء ما هو متفق عليه، كالأكل والمواصلات المحلية. لا تنس كرت الفندق نسمع قصصا عن السائحين التائهين، فالسائح عرضة للضياع، لأنه غريب عن البلد، لذا فإن اسم الفندق قد لا يكفي ليكون دليلا للسائح، فيوجد فنادق تحمل نفس الاسم، ولكنها في مناطق مختلفة من المدينة، فهناك في كثير من المدن السياحية نجد أن سلسلة الفنادق العالمية تتواجد في عدة مواقع من المدينة ذاتها، فهي تكون موجودة على البحر، وفي داخل المدينة، وفي الجبل، وفي الساحل، وبجوار المعارض والمراكز التجارية الهامة وتحمل نفس الاسم، لذا فإن السائح عندما يطلب من سائق سيارة الأجرة أن يعيده إلى فندقه، فإنه كثيرا ما يجد السائق يسأله عن أي من الفنادق يقصد؟ وهنا يحتار السائح لأنه لا يعلم عن البلد وعدد فنادقها ومواقعها، فعلى السائح ان يأخذ كرت الفندق، وهو متوفر دائما عند قسم الاستقبال ويضعه في حافظة نقوده التي يحملها. الصراف كثير من البلدان تضع قيودا على صرف العملات، فيجب على السائح ان يسأل عن السياسة النقدية للبلد، هل يسمح له بإدخال المال إليها، وهل هناك شروط أو محاذير لذلك، وهل يمكن للسائح أن يخرج المال من البلد التي دخل إليها، فإن بعض البلدان لا تسمح بخروج العملة الأجنبية من بلدها. من المعروف أن الفنادق تأخذ العملات الأجنبية، ولكنها تأخذها بسعر منخفض، لذا فإن الحكمة هي أن لا تدفع مصاريف الفندق بالعملة الأجنبية، بل من الأفضل أن تبحث عن صراف محلي، أو أن تسأل عن سعر الصرف للعملة التي تحملها لدى أكثر من صراف، فالصرافة نوع من التجارة، فقد تحصل على سعر مناسب للعملة التي تحملها، ولكن يجب أن لا يكون هم السائح هو الحصول على أفضل سعر، حتى ولو كلفه ذلك مصاريف إضافية للوصول إليه. السفر للمتعة إن السفر للسياحة متعة قصوى، لذا يجب أن لا يطرأ عليها ما يفسدها، فيجب على السائح أن ينهي احتياجات سفره قبل موعد السفر بوقت كاف ليستجمع أنفاسه، ويذهب المسافر إلى المطار مبكرا، بدلا من الاستعجال وشد الأعصاب الذي كثيرا ما يرافقه نسيان المهم من الأمور الخاصة بالسائح. وعند وصول السائح للمدينة واستقراره فيها ينصح خبراء السياحة أن يطلع على الصحف المحلية، ليعرف ماذا يدور في البلد من أخبار، فقد يجد أن هناك عروضا تجارية خاصة يستفيد منها، أو يجد أنه لا يمكن له أن يستخدم القطارات لوجود إضراب من قبل العاملين عليها، ويعرف ما هي هموم المدينة التي هو قادم إليها، وعليه أيضا أن يستفسر من الفندق عن الأنشطة السياحة المتوفرة عندهم، فكثير منهم لديهم البرامج السياحية والترفيهية أولا بأول، وكثير من الفنادق يقدم خدمات كبيرة للنزلاء عنده، بالقيام بعمل الحجوزات الهامة لهم، ويكون لهم الأفضلية عن غيرهم في الاحتفالات المقامة في الفندق. ???