سياحة بدائية في رومانيا!!

تفتقد رومانيا التسهيلات السياحية الهامة مثل الفنادق والمتاحف، فخلال الحكم الشيوعي لم تزدهر صناعة السياحة في رومانيا، ولم تبن المنشآت الهامة التي تستقبل وتجذب السياح من أنحاء العالم، لذا فقد عمدت الحكومة الرومانية الى ابتداع فكرة السياحة الريفية، وهي فكرة ناجحة جدا لجلب العديد من السياح المغامرين، لاستكشاف البساطة والبدائية في الحياة الرومانية مع الفلاحين. برنامج رسمي تبنت الحكومة هذا البرنامج السياحي لجذب العملة الصعبة، ومساعدة الفلاحين لتحمل تكاليف الحياة الصعبة، التي يعيشها أكثرهم، فرومانيا بلد زراعي، والفقر عادة يرافق الزراعة والمزارعين، لذا فقد رحب الكثير من المزارعين بالاشتراك في هذا البرنامج، فهم يقدمون غرفة أو غرفتين من مساكنهم المتواضعة ليرحبوا بالسياح الذين يرغبون في قضاء يوم أو يومين معهم في مزرعتهم المحدودة والمحرومة من كل وسائل الرفاهية المدنية. ولكن أمام هذا الحرمان، فإن السائح سيجد استقبالا يسره وترحيبا حارا به، ليس من أجل النقود، فإن اغلبهم يرضى بما يقدمه له السائح، ولكن لأن الطبيعة البشرية في الريف لم تفسد بفساد المدنية بعد. حياة مختلفة سيقابل السائح أمورا لم يعهدها في زيارته لهذه المناطق المجهولة والمنعزلة عن العالم، أيضا، فإن اختياره للإقامة في المزرعة يتم بموجب برنامج اختيار عشوائي، فإن السائح لا يعرف مميزات كل بيت من هذه البيوت، ولكنه يعلم مسبقا أنها مساكن الفلاحين، فقد يكون من نصيبه أن يجد مسكنا بدون حمام، وعليه استخدام الحمام العام أو المنطقة الخلوية القريبة من المسكن. وسيجد أن الأكل محدود بما هو موجود في المزرعة، ويجب ألا يتوقع أن يجد ما يطلبه من غذاء ساخن أو لحم مشوي، فإنه يأكل من أكل الفلاحين الذي يغلب عليه الخضار بالدجاج والخبز المحلي. أو الجبن والبيض. وغرفة النوم قد تكون القاعة الرئيسية في البيت، وسيتركه أصحاب المنزل لينام فيها، بعد أن يتم تحويل مقاعد الجلوس إلى سرير، ليقضى ليلته كاملة بدون تلفزيون أو نور، فإن البعض لا يزال يستخدم المولدات الكهربائية المحمولة، أو المشاعل القديمة والتي يتم إطفاؤها لينام الجميع. ترحيب حار ومشاركة إن الوصف السابق للسياحة في رومانيا لا يشجع أحدا على الذهاب إلى هناك، ولكن السياح لا يزالون يطرقون الأبواب، لعدة أسباب: معرفة الحياة البدائية، وكيف كانت الحياة قبل عصرها الحاضر، وكثيرون يحنون إلى الماضي، والبعض من السياح يحب المغامرة ويكتب عنها. كما أن الترحيب الحار الذي يناله السائح يزيل كل المتاعب والمصاعب التي تواجهه من جراء انعدام الحياة المدنية، فهو يجد التعويض في الابتسامة الفلاحية، والبساطة في معيشتهم، فإن السائح عليه أن يشترك مع الفلاحين في حلب البقر في الصباح، إذا كان يرغب في كأس من الحليب الطازج، قبل أن يبيعه الفلاحون إلى شركات الألبان التي تمر على كل المزارع لتأخذ منها ما هو معروض للبيع من الحليب. الاجتماع الليلي القصير مع أفراد أسرة الفلاحين يجعل السائح محل الإجلال والترحيب، ويشعر أن الجميع يسعى لتقديم خدمة له، بل إن كثيرا منهم يطلب منه أن يصحبهم في الغد ليعملوا معا في حصد القمح، أو في جز الصوف، وهناك من يطلب منه زيارته ليساعده في تصنيع قوالب الجبن الفلاحي. الأسعار متواضعة جدا إن تكلفة الإقامة والأكل لا تذكر، مقارنة بالإقامة السياحية في فندق، والأكل في مطاعمه، بل إن من جرب مثل هذه الرحلات، يقول إن الغالبية تقبل أي مبلغ يدفع لها، ويذكر أحد المغامرين أنه دفع مبلغ 60 دولار للسيدة العجوز والتي كان يدعوها يا ماما لكبرها، والتي استضافته وشكرته كثيرا على المبلغ، بل وقبلته شكرا وامتنانا. ولكن التكلفة الحقيقية هي في الوصول إليهم، فإن الطرق للمناطق الريفية قليلة وغير معبدة، كما أن نظام القطارات لا يغطي جميع المناطق، لذا فإن السائح قد يشعر بانعزاله عن العالم وورطته في حالة عدم رضاه، أو عند رغبته في إنهاء رحلته، لذا فأغلب السائحين المغامرين يستأجرون سيارة لهم ويبقونها معهم، على الرغم من غلاء السيارات في تلك المناطق. كيف الاشتراك ؟ يمكن للراغبين ان يستعينوا بمكاتب السياحة، والتي لديها قوائم بأسماء المزارع المشتركة، وبعضهم يقدم صورا للمزرعة. ويمكن الرجوع إلى دليل على الإنترنت يدل الراغبين على معلومات عن هذه المغامرة قبل الأقدام عليها، وهو موقع مميز وهو www.antrec.ro وهذا الموقع يقدم أكثر من 2500 مزرعة، تتراوح أسعار الإقامة فيها من 7 دولارات إلى ثلاثين دولارا للفرد في اليوم. معلومات أساسية رومانيا تقع في قارة أوروبا، وكانت ضمن المعسكر الاشتراكي، أي الحكم الشيوعي قبل عام 1991م، ومساحتها 237.000 كم مربع بما يعادل ربع مساحة جمهورية مصر العربية وعدد سكانها 23 مليون نسمة، وعاصمتها بخارست وعدد سكانها 2.2 مليون نسمة.وهي بلد زراعي وصناعي، وتنتج بعض الصناعات المعدنية والكيمائية، وأشهر إنتاجها الزراعي القمح وعباد الشمس.