سياحة للمسنين ..فقط !!

السياحة متعة حقيقية تتحقق في كل الأعمار، فالصغار يحبونها والشباب يعشقونها، والكبار يرغبون فيها، ولكن لكل فئة اختياراته، ومجال متعته، وعلى الرغم من أن دعايات السياحة موجه أغلبها إلى الشباب والعائلات بحثا عن متعة للصغار، فإن هناك أنواعا من الأنشطة السياحية أيضا لا يستمتع بها إلا الكبار والمسنون، فهي مخصصة للكبار والمتقاعدين عن العمل. ويبدأ القبول في هذه الرحلات من سن الخمسين وما فوق، طالما كان السائح قادرا على الحركة والمشي. والحكمة في اختيار كبار السن للاشتراك في هذه الرحلات، وعدم الترحيب بغيرهم من الشباب، يرجع إلى أن البطء والهدوء يرافق تنظيم هذه الرحلات الخاصة، والتي سيضجر فيها الشباب والفتيان. سياحة المشي تعتمد هذه السياحة للمسنين على المشي والتنزه في مناطق نائية من العالم، والتمتع بالطبيعة على حقيقتها، وبدون استعجال أو اختصار، فإن هؤلاء الرحالة يقضون يومهم في المشي المريح، والذي يكون ضمن مجموعة من زملائهم كبار السن أيضا، وغالبا ما يتم تجميع القادرين على مستويات، فهناك من يستطيع المشي بما يزيد عن خمسة كيلومترات في اليوم، وهناك من يستطيع المواصلة ليقطع عشرة كيلومترات في اليوم، لذا فإن الرحلات تنظم على أساس مقدرة كل مجموعة. الطلب متزايد!! يتولى هذا التنظيم شركات سياحية عديدة، وهي تهتم بهذا النوع من السياحة لوجود إقبال عليه من عدة جهات، فهناك الابن الذي يرغب في تقديم هدية لوالديه أو لأحدهما بمناسبة بلوغه الستين، وهناك جمعيات رعاية الكبار، التي تطلب تنظيم مثل هذه الرحلات لأفراد ترى أن مثل هذه السياحة تنعش عقولهم وتعيد لهم الحياة التي بدأت الكآبة تتسرب إليها. كما أن هناك الكثيرين من كبار السن الذين يرغبون في التجوال حول العالم ضمن مجموعة من أمثالهم، لخلق صداقات ومسامرات ليلية حول أحداث الماضي وذكريات الشباب. وهناك أيضا أصحاب المشاريع العلمية أو المؤلفون الذين يبحثون عن المغامرة الهادئة والبعيدة عن الصخب، وفي الوقت نفسه يرغبون في العيش ضمن حياة نشطة. عناية سياحية متكاملة يتولى هذه السياحة العديد من شركات السياحة العالمية، وهناك برامج منوعة فبعضها بحري، حيث يكون المشي والاستكشافات على الشواطي البحرية، مع رحلات بحرية هادئة،وهناك الرحلات الصحراوية، ورحلات الغابات، والأراضي المنبسطة، وهناك رحلات في المدن، حيث يقضي السائح يومه متجولا بين المدن الكبيرة والصغيرة، إنها سياحة المشي الذي ليس له حدود. ويتم تنظيم هذه الرحلات بترتيب أمر التحرك والانتقال، حيث ينطلق السائح مع زملائه في الصباح على أن يتقابلوا مع منظم الرحلة أو قائد الفرقة في الظهر لتناول الغداء إن لم يكن تم ترتيب ذلك بحمل الغذاء معهم. ويتم نقل أمتعة هؤلاء المغامرين إلى المحطة الأخرى القادمة، وهي فندق آخر يقضون فيه ليلتهم مع تناول وجبة العشاء الفاخرة، والتمتع بحمام أو سباحة تزيل عنهم تعب وعرق اليوم الطويل. مع تواجد الطبيب في الفندق لمقابلة السائحين الراغبين في الاستفسار عن أحوالهم الصحية، أو التأكد من صحتهم للاستمرار في المغامرة. وتتواصل الرحلة إلى منتهاها بهذا الشكل الممتع، حيث يمر فريق السياح على مناطق مختلفة كل يوم من أيام رحلتهم، وغالبا ما يقضون فترة هذه الرحلات في منطقتين أو ثلاثة، والتي كثيرا ما تكون أكثر من أسبوع ولكنها لا تصل الى أسبوعين. أين تريد أن تمشي؟ البرامج عديدة والجداول متوفرة عند شركات السياحة العالمية، ويمكن مراجعة جداول الرحلات على موقع: www.walkingtheworld.com ففي هذا الموقع مواعيد الرحلات خلال هذا العام في كثير من الدول الأوربية، مثل فرنسا وإيطاليا، وأيسلندا والنرويج. مع تحديد نوع الرحلة من حيث الصعوبة والصحة المطلوبة لها، كما أن هذه القائمة تشمل أيضا الأسعار لهذه الرحلات ـ والتي تعتمد على المنطقة والمدة، ولكنها تقدر بحدود 300 دولار لليوم الواحد، شاملة جميع التكاليف. وهذه الرحلات تقدم أيضا برامج ترفيهية لأعضاء الرحلة، فغالبا ما يتم التمتع ببعض المشاهد، أو زيارة لبعض المتاحف أو المسارح في المناطق المجاورة لمنطقة السياحة المحددة في البرنامج، والهدف من هذه البرامج ليشعر المشارك بتغيير خفيف في برنامجه اليومي، والذي قد يكون مملا بعد عدة أيام عند البعض.