ارض للخرز والسبحات في أمريكا!!

قد معرض سانتا في ولاية نيو مكسيكيو الأمريكية، للخرز والسبح وصناعتها، من6 إلى 10 مارس (من كل عام) ، ويشترك في هذا المعرض صناع وفنانون من كل أرجاء الأرض، حيث إنه من أهم المعارض الخاصة، بهذه السلع، فهذا المعرض يقدم الجديد، ويقدم الموديلات الحديثة، والتي يرى المشاركون فيها أنها تمثل الاتجاه والموديل لهذا العام، ويشترك فيه هذا العام أكثر من 120 شركة ومؤسسة. كما أن هذا المعرض هو معرض تصنيع، فيقام بصحبة ومرافقة هذا المعرض ورش الأعمال اليدوية والحرفية الخاصة بالخرز وتصنيعه والنحت عليه أو صبغه والرسم عليه. ويشترك في العرض والتصنيع مشاركون من أكثر من خمسين دولة، وفيه تعقد صفقات البيع والتصنيع التي تتم سنويا في هذا المعرض للخرز والسبح. ويتميز هذا المعرض بأنه أيضا يسمح ببيع الملحقات الخاصة بصناعة الخرز، فهناك معدات وأدوات وأفران وأجهزة تصنيع ومواد التلوين والأصبغة الزجاجية توجد من ضمن معروضات هذا المعرض، لتنمية هذه الصناعة الفنية، حيث إن من الممكن القيام بها وصناعتها في المنزل، أو بمكان صغير ومنعزل، فبعضها يصنف صناعة فردية، يستطيع فرد واحد أن يعمل بها ما دام يجيد الفن ويعشقه. الهنود والخرز تقام العديد من هذه المعارض في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقام أكثرها وأهمها في المناطق التي يوجد بها الهنود الحمر، لذا فإن هذا المعرض الهام يعقد في منطقة معروفة بأنها عاصمة للهنود الحمر، وكذلك معرض مدينة( ملواكي- في ولاية وسكونسن) ، ومعرض مدينة (سان دياجوا) وكل منهما يمثل مجموعة من قبائل هندية. وقبائل الهنود الحمر لا تزال تتاجر وتصنع وتتفنن في أعمال الخرز وصناعته، بل إنهم يعتبرونه أحد معالم حضارتهم التي بقيت لهم. ومن المعروف أن الخرز بدأ وظهر في منطقة الهلال الخصيب (العراق والشام) وصناعة الزجاج تطورت في هذا المنطقة، وصاحبها صناعة المجوهرات من الزجاج الذي كان بذاته عملة نادرة، ولم يكن يتحصل عليه سوى الأغنياء، والملوك. كما أنه ظهر في الصين وعرف بها، في نفس الفترة التي ظهر فيها في الشرق العربي منذ زمن بعيد يزيد على عشرة قرون من قبل ولادة السيد المسيح عليه السلام. فنون رائعة إن صناعة الخرز تعتبر من الصناعات الزجاجية، إلا أنها تقدم بضائعها وتصنف منتجاتها على أساس أنها من المجوهرات، أو من التحف الفنية، فكما يوجد خرز رخيص، فإن هناك خرزا ثمينا وغاليا ، ويصل ثمن القطعة الواحدة منه إلى عشرة آلاف دولار، ويرتفع سعر الخرزة كلما كانت قديمة أو أثرية، فهناك خرز يرجع تاريخه إلى أكثر من ألفي عام، وهناك خرز ثمين الجوهر، لكونه من الأحجار الثمينة النادرة، وهناك الخرز المطعم بالذهب أو بالفنون المرسومة عليه، وهذا النوع ثمين جدا، لانه يصنع بأيدي الفنانين والنحاتين المحترفين الذين يقدمون لوحات رائعة على قطعة صغيرة من الأحجار الثمينة أو الأحجار النادرة. فهناك الفنانة دبي تي تيلور والتي تعرض مصنوعاتها ومنحوتاتها في هذا المعرض ، ومعارض أخرى ولها موقع وهو www.beadcreationsthings.com وهي تصنع أنواعا من الخرز، وترسم عليه رسوما دقيقة، وتبيعه على أساس أنه لوحات فنية لا مثيل لها، فهي تصنعها وترسم عليها وتنحتها خرزة خرزة، بدقة وجمال فريد. برنامج المعرض العلمي للمعرض هدف آخر، فبجانب التجارة بهذه المجوهرات، وتحديد يوم كامل للتجار، وللبيع بالجملة فقط، فإن هناك برنامج تعليمي آخر، والهدف منه التعريف بهذا الفن الرفيع، وبهذه الصنعة والتجارة فيها، فتقام على مدى الأيام الخمسة لقيام المعرض عشر محاضرات، مع ورش عمل دقيقة وجديدة، لتقديم الجديد، ومناقشات لصناعة الزجاج، ولصناعة الخرز، وللفنون، والجديد في هذه الصناعة ومستقبلها. وفي المعرض الحالي ستلقي السيدة جين سبلمان نائبة مدير متحف الزجاج الأمريكي والذي افتتح في عام 2001م محاضرة عن الخرز وعن التطور والمستقبل لهذه الصناعة وهذا الفن، وهي خبيرة ولها مؤلفات عديدة عن الزجاج وفنونه. ومن اليابان فإن الفنان والمخترع كواكاما سيلقي محاضرة عن صناعة الخرز في اليابان، كما أنه سيقدم عملا من أعماله على جهازه الجديد الذي اخترعه، وهو جهاز يمكنه أن يسلط شعلة الحرارة إلى جزء خاص من الخرزة أو الزجاج ليتم التشكيل أو النحت حسب الفكرة والفن المطلوب. كما أن المحاضرات ستتوالى، كل منها لهدف خاص، ولو أن التاريخ هو سيد المواضيع لهذه المحاضرات، وسيخرج الحاضرون أو الزوار بفائدة علمية، مع عقد أو مسبحة تقدم كتذكار وبسعر رمزي في هذا المعرض الفريد.