القصور العربية في أسبانيا تجلب السياح لقضاء ليلة فيها!!

?? في زيارتك لأسبانيا تستطيع أن تنام في منازل الآباء العرب الذين كانوا يحكمون الأندلس، وغادروها منذ أكثر من خمسمائة عام، ففي غرناطة وبجوار قصر الحمراء، توجد مواقع سياحية جميلة وبسيطة، ولكنها تشبع الوجد التاريخي وتحييه، فهناك حارة لا تزال على تصميمها العربي، بشوارعها الضيقة، وأزقتها الأنيقة، وجدرانها البيضاء العالية، وفيها أيضا الروح العربية، التي يحاول الأسبان إحياءها لجلب السياحة الغربية والشرقية، ففي الحي العربي القديم وهو حي يسمى البيزين، ويقع على هضبة عالية، ويجاور ويطل على قصر الحمراء، وسكان هذا الحي أساسا كانوا من الحاشية الحاكمة أو من التابعين لهم، بل فيه القصر المسمى قصر أم أبو عبد الله آخر حاكم عربي خرج من المنطقة. لذا فإن السائح في هذه المنطقة يعيش التاريخ الأندلسي كما عاشه أصحاب المساكن في ذلك الزمان، ولكن بدون حروبه وفواجعه. اهتمام عالمي في عام 1993م أعلنت هذه المنطقة( البيزين albyzayin ) بأنها إحدى مناطق التراث العالمي، أي ليس من حق دولة أسبانيا أن تدمر الآثار التي فيها، لأنها جزء من التاريخ الإنساني، وهذا القرار يجعل الموقع منطقة سياحية، يسمح للجميع بزيارتها، وقد رحبت أسبانيا بهذا الاختيار، بل أنها بدأت بترميم بعض المساكن والقصور، ومنعت بيعها أو هدمها، وأنهت ترميم قصر اسمه قصر (دار الحرة) وجعلته مركز معلومات للمنطقة بكاملها، ومزارا للسياح يفتح أربع ساعات من الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية ظهرا، ثلاثة أيام في الأسبوع، وهي أيام الاثنين والأربعاء ويوم السبت من كل أسبوع للتجوال السياحي داخل القصر. ولتكتمل الصورة العربية الأندلسية، ولرغبة الحكومة الأسبانية برسم صورة حقيقة للتاريخ القديم لهذه المنطقة، فإن هناك مسجدا جديدا ينشأ حاليا، وسيفتتح في عام 2003م في نفس المنطقة، لأن المساجد القديمة هدمت وتحولت إلى كنائس وبعضها إلى مساكن. وهذه المنطقة يمكن الوصول إليها عن طريق مدينة (مالاقا)، فهناك مواصلات منتظمة بالأوتوبيس بين مالاقا ومدينة غرناطة والتي تقع فيها هذه المنطقة التاريخية بما في ذلك قصر الحمراء، وتستغرق الرحلة نحو 90 دقيقة فقط. اهتمام محلي ولم يتردد سكان المنطقة وخاصة هذا الحي من الاستفادة من هذا الإعلان بجعل منطقتهم محمية تراثية، فنشأت محاولة لصناعة أقمشة الحرير والتي كانت تصنع في هذه المنطقة، كما أن مجموعة الصناع الحرفيين وأصحاب الفخار والسيراميك يسعون لتثبيت تواجدهم في السوق المحلي، حيث يبيعون منتجاتهم وفنونهم المختلفة من مصنوعاتهم اليدوية للسياح الذين بدؤوا يغزون هذه المنطقة المجهولة في التاريخ، ولكنها تقع بالقرب من منطقة سياحية هامة وهي قصر الحمراء. بساتين الفواكه بين المساكن سيجد السائح أن هذا الحي القديم، والذي تحول شيئا فشيئا إلى مزار سياحي، يتسابق السياح إلى زيارته، خاصة في فصل الربيع، حيث توجد حقول الفواكه اللذيذة، والتي تتوفر أشجارها في الحديقة العامة لهذه المساكن القديمة، فيمكن للسائح أن يجلس تحت هذه الشجيرات ويتناول الشاي والطعام العربي أيضا، فهناك الفلافل والخبز العربي واللحم المشوي، تقدم للسائح كجزء من العودة إلى التاريخ. إضافة إلى أحد العازفين على الناي، ليزيد في شحن الجو العربي وأعادته مرة أخرى للحياة. حمام عربي في أسبانيا أهم المعالم السياحية التي تسر السائح الحمام العربي، والذي يحمل اسم حمام الأندلس، فهو يعرف باسمAl andalus Hammam. وهو مفتوح يوميا من الساعة العاشرة صباحا إلى منتصف الليل، ويقدم خدماته السياحية للزوار بالاستحمام بالماء الساخن، مع وجود مدلكين محترفين، وأشراف صحي كامل، وتكلف هذه الزيارة الترفيهية ولمدة ساعتين يقضيها السائح بالاستحمام والاسترخاء مبلغ 18 دولارا. ويمكن تناول الغداء أو العشاء، بعد الحمام وبعد فترة الاسترخاء، في المطعم المجاور، في داخل المطعم أو على الشرفة المطلة على المناظر الخلابة، والتي منها يستطيع زائر المطعم أن يشاهد المنطقة بكاملها، لأنه في منطقة مرتفعة، كما أن السائح يستطيع أن يتمتع بمنظر غروب الشمس وهو يتناول وجبة غداء مشبعة ومنوعة بمبلغ 30 دولارا. النوم للسياح في القصور القديمة ويتحصل السائح على أقصى المتعة عندما يتاح له الحصول على غرفة في أحد القصور العربية المتوفرة للسياح ليقضوا فيها ليلة العمر، مع زخم التاريخ. فقصر موريسكا يتوفر فيه 14 غرفة وأجنحة يمكن أن يجد السائح فرصة ليقضي ليلة فيها، ويجب الحجز وتأكيد الحجز، وذلك لقلة الغرف في هذه القصور التاريخية، وتكلفة الليلة الواحدة في هذه القصور لا تكلف كثيرا لعشاق التاريخ، فهي تؤجر بمبلغ 150 دولارا لليلة الواحدة، بما في ذلك الإفطار. يمكن للسائح أيضا النوم في مسكن كارمن دي سنتا، وهو يحتوي على تسع غرف، وتؤجر الليلة بمبلغ 80 دولارا للفرد الواحد في الغرفة المزدوجة، مع تناول الإفطار. ويتاح أيضا الإقامة في قصر الجارف بمبلغ أقل تكلفة من القصور السابقة. إنها فرصة للعيش في التاريخ ولكن برفاهية العصر الحديث. ???