تبادل المساكن آخر صرعة في السياحة!!

?? كل شيء ممكن في السياحة: تنظيم سياحي جديد وصرعة سياحية بدأت منذ سنوات قليلة، ولاقت الاستهجان في أول الأمر، ولكنها أخذت في الانتشار السريع، إنها تبادل المساكن بين السياح، فالسائح في فرنسا يترك مسكنه للسائح القادم من أستراليا، ليرحل هو إلى أستراليا ويقضي فيها نفس الفترة حسب الاتفاق بينهما. لمدة أسبوع أو أسبوعين أو شهر. إنها صرعة سياحية، كانت موجودة في السابق، ولكن بين الأصدقاء أو بين الوسطاء الذين يعرفون كلا الطرفين، ولكن زمن الإنترنت شجع عليها، وجعلها سياحة مزدهرة، فالسائح الذي يضع مسكنه في برنامج التبادل، يعرضه بمواصفاته، وصوره في موقع خاص على الإنترنت يأخذ رسوما على الاشتراك به، ويدفع المشترك مبلغ 150 دولارا سنويا مقابل وضع معلوماته في كتالوج هذه المنظمة التي توفق بين الاثنين بدون مسؤولية عنها. ولكنها تقدم الخدمات لكلا الطرفين. وهناك عدة مواقع منها www.homelink.org.uk. أو موقع www.intervac.co.uk التوفير عامل ثانوي!! إن التكلفة الحقيقية لمثل هذه السياحة تكون أقل من غيرها، لأن أجرة الإقامة في الفنادق تمثل الجزء الكبير من مصاريف السياحة، لذا فإن الإقامة المجانية ستكون عاملا مشجعا على السياحة، ولكن السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة السياحية، هو رغبة نوع من السياح العيش في وسط المجتمع الذي يزوره، فإن السائح إلى استراليا أو الى الولايات المتحدة الأمريكية، سيجد الفنادق متوفرة، لكنه أثناء تواجده في هذه السياحة سيجد نفسه معزولا اجتماعيا عن أهل المدينة، ولكن في حالة حصوله على سكن في شقة في عمارة في أحد شوارع نيويورك أو مدينة بيرث في أستراليا، فانه سيعيش كما يعيش الأسترالي أو الأمريكي، وليس كما يعيش السائح. التوافق متوفر!! قد يبدو أنه من الصعب التوفيق بين اثنين من الغرباء، جنسا وبلدا وقارة، ليقدم كل منهما مفتاح بيته وسيارته أحيانا وغرفة نومه ومطبخه وأدوات أكله إلى إنسان غريب لا يعرفه وليس قريبا له، مقابل أن يسلمه الآخر مفتاح بيته وسيارته، ليعيش كل منهما في بيت الآخر زمنا يتفقان عليه. ان هذه السياحة مغامرة لكلا الطرفين، فقد يكون المسكن جميلا، ولكنه يقع في منطقة غير مناسبة للسائح الزائر، وقد تكون المظاهر جميلة، ولكنها خادعة في الواقع. لكن المنظمين لهذه السياحة يقولون: إن الواقع عكس ما يخطر بالبال، فإن عدد المسجلين لديهم تجاوز 12500 مشترك من خمسين دولة، وإن لديهم أعضاء مشتركين وجادين في عملية التبادل، ويسعون إلى تحقيقها، ويتم التبادل سنويا لكل الفصول، بما يزيد عن ستة آلاف حالة تبادل سنوي. المشاكل محدودة : وتقول هذه المنظمة التي ترعى هذا البرنامج، إن الشكاوي التي تستقبلها قليلة جدا مقارنة بالمغامرة التي يقوم بها كل طرف من طرفي التبادل السياحي، وتقول النشرة إن الاختلاف هو في بعض المفاهيم العامة، فالعقد ينص على أن يعود صاحب البيت إلى مسكنه مرتبا، ونظيفا وسليما كما سلمه للطرف الآخر، وكلمة نظيفا كانت هي الإشكال في هذه العقود، فالنظافة في نظر الأمريكي تختلف عنها برؤية الفرنسي أو الإيطالي. ولم تحدث شكاوى من حالات سرقة أو تدمير أو تخريب، فالجميع يحترم الالتزام بما كتبه على نفسه في عقد التبادل. وعادة ما يقوم الطرفان بإجراء تأمين على سلامة ممتلكاتهما، من الأحداث الطارئة ومن ضمنها أنهم يذكرون التلف الذي يحدث من جراء تبادل المسكن للسياحة، وغالبا ما تقبل شركات التامين مثل هذه المخاطر وذلك بإضافة مبلغ صغير على مبلغ التأمين الإجمالي. بل إن الذي ينتج عن ذلك هو نمو صداقات وعلاقات حميمة بين هاتين الأسرتين، أو الأفراد، وكثيرا ما استمرت العلاقة بينهما سواء بالمراسلات أو بالزيارات بعد العودة، فذكريات المسكن تجمع بين هذين الزائرين. كل يبحث عن نظيره: تقول النشرة إن التبادل يتم عادة بين اسر أو مجموعات لها نفس الاهتمامات، فالأسرة التي لديها ابنة صغيرة أو صبي مراهق، يبحثون عن تبادل مع أسرة مماثلة لهم بعدد ونوع أفراد الأسرة، لكي يجد البديل حوله ما يناسب كل أفراد الأسرة السائحة، فالصبي المراهق في إيطاليا سيجد أن هناك كمبيوترا وألعابا تلفزيونية في منزل نظيره الصبي الدنمركي، وسيجد أيضا أن هناك صبية في سنه في الحي أو في العمارة، وسيكون هناك صداقات بينهم. وأما الأسرة التي ليس لها أبناء، فإنها غالبا تبحث عن أسرة مماثلة، وغالبا ما تجد أنها تنتقل إلى بيت أحد المتقاعدين عن العمل في البلد المرغوب زيارته، لذا فإنها تسمى لدى المنظمين بسياحة المتقاعدين. كما ان أصحاب المهن والوظائف يفضلون أمثالهم، فإن المدرس في بريطانيا يفضل أن يجد مدرسا يبادله السكن في الصيف في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه سيجد المجلات والكتب الخاصة بالتعليم، وسيعيش كما يعيش المدرس في أمريكا، وهنا يدرك مقدار المقارنة سواء بالإمكانيات أو بالإدراك المعرفي،، أي أنه سيجد المتعة في السفر والتعليم والاقتباس من البديل الذي يماثله في المهنة. ???