السياحة أنواع، منها ما هي سياحة تعليمية أو سياحة تجارية، أو سياحة ترفيهية، ومنها ما هي سياحة صحية، يقوم بها البعض بالجمع بين السياحة والعلاج، مثل زيارات المنتجعات النائية للراغبين في الاستجمام النفسي، والبعد عن مشاكل الحياة أو البعد عن مشكلة معينة نفسية أوعملية. أو زيارة المنتجعات التي تقام بجوار الينابيع الساخنة، والتي يزورها البعض من مرضى المفاصل أو الأمراض الجلدية. منتجعات النخبة: تقام منتجعات خاصة تقدم بعضا من هذه الخدمات العلاجية، ولكنها تقدمها بنوع من الترفيه المكلف، لها زبائن وزوار من فئة خاصة من المجتمع، فهي منتجعات النخبة كما تسميها التصنيفات السياحية. فماذا يفعل المدير العام أو صاحب الشركة الكبيرة والعقارات عندما يقول له طبيبه، أنت تحتاج إلى راحة واستجمام، العمل مرهق لصحتك، وعليك بالابتعاد ولو لفترة عن العمل ومشاكله، والانعزال عن الناس؟ وماذا يفعل الإنسان الذي امتلأ يومه بالعمل، وانشغل عقله بالهموم، وامتلأ جسمه بالدهون، ولا يجد الوقت أو المكان الذي يساعده على تصريف هذه الدهون أو التمتع بجزء من أيام حياته؟ ماذا يفعل الإنسان عندما يتشوش ذهنيا وفكريا، وتتغير نفسيته، ويصبح صاحب مزاج حاد، وطبع متحفز وعدائي؟ بغير ما كان عليه سابقا؟ كل هذه الأعراض وهذه الأمراض تعالج في أماكن الاستجمام الصحي: استمتع وتعالج!! وهذه المصحات السياحية تقوم أساسا على تقديم خدمة العلاج الجسدي أو النفسي والاستجمام السياحي الترفيهي، وهي أنواع عديدة منها: المنتجعات المنعزلة: تقوم هذه المنتجعات على مبدأ الابتعاد عن الناس والحركة والأصوات، والانعزال في مكان جميل وهادئ وشاعري، وعادة ما يكون هذا المكان هو شاطئ جميل أو حول بحيرة أو منتجع داخل الغابات، أو في منطقة جبلية نائية. وعادة ما يكون زبائن هذه الأماكن هم الأشخاص الذين يعيشون في زحمة الحياة دائما، والذين يقتضي عملهم أن يكونوا ملكا للعمل وللناس، طوال الأربع والعشرين ساعة اليومية، لذا فإن حياتهم تحتاج إلى كسر هذا الروتين المرهق، وهم الرؤساء، أو مدراء عامون للشركات، فهذه الأماكن بعيدة عن الناس، وفي الوقت نفسه تقدم الحياة العصرية بكل اهتماماتها الصحية والنفسية والحضارية. وفي هذه المنتجعات يجد الزائر جميع وسائل الترفيه، ولكن بتفصيل خاص به وله، فهناك أطباء مشرفون وخبراء نفسيون لكل الزوار ليقدموا لهم ما يسعدهم، ويريح أعصابهم، ويجعلهم يزالون الحياة اليومية كالآخرين. فيجد الزائر فرصة ليركب الخيل ويسبح، ويلعب رياضته المفضلة، ويتحرك ويتنقل بحرية تامة في هذا المنتجع، ويأكل ما يريد من الأطعمة والتي غالبا ما تكون تحت إشراف الطبيب. كما أن هذه المنتجعات تقدم دروسا خاصة تكون رائدة في الإرشاد النفسي، حيث يقوم أحد الخبراء، بتقديم دروسه، أو برنامجه خلال فترة وجيزة ليستفيد منها هؤلاء الزوار، وليكون هناك هدف آخر وفائدة نفسية وتعليمية من تواجدهم في مثل هذه الأماكن. المنتجعات العلاجية: غالبا ما تكون هذه المنتجعات بجوار أماكن طبيعية خاصة، مثل الينابيع الساخنة، أو أماكن التربة المالحة أو المعدنية أو المناطق البرية المفتوحة، ويزور هذه المنتجعات مرضى يتم علاجهم بهذه الخصائص الطبيعية المتوفرة عند هذا المنتجع، فهناك منتجعات لعلاج أمراض الروماتيزم والمفاصل في كثير من دول العالم، تقام حول الينابيع الطبيعية الساخنة. كما توجد بعض المنتجعات التي تقدم علاجا لبعض الأمراض الجلدية بتغطيتها بالطين الطبيعي المتوفر في المنتجع، أو السباحة في بركة المياه المعدنية الطبيعية. أو السباحة مع أنواع خاصة من السمك، تلتهم حراشف الجلد وتنقيه. وهذه المنتجعات ليست خاصة بالمرضى، بل إنها تستقبل أعدادا كبيرة من الزوار الذين يبحثون عن المتعة والجمال، فإن الاستحمام بالمياه المعدنية الساخنة، أو الاستحمام بالطين الكربوني، يعطي الجسم بشرة ناعمة، ويقضي على كثير من التجاعيد، التي يكرهها الكثيرون، وخاصة من النساء، ويحاولن التخلص منها. لذا فإن هذه المنتجعات توفر وسائل الترفيه السياحي للزوار الراغبين في التمتع بالحياة والنظر إليها نظرة عشق ومحبة. المنتجعات الرياضية: تقوم بعض المنتجعات لأهداف رياضية، ومنها تعليم نوع من الرياضة، قد لا تتوفر في قلب المدن أو حيث يوجد السكان، فإن الفروسية وألعابها تحتاج إلى منطقة واسعة ومجهزة، وكذلك ألعاب الجولف، التي تحتاج مناطق خضراء واسعة، لذا فإن هذه رياضية تقدم الخدمة للراغبين فيها. كما توفر هذه المنتجعات الرياضية مدربين أكفاء لتدريب الراغبين على مختلف الألعاب، مثل ألعاب التنس أو السباحة، والتي غالبا ما تكون متوفرة في هذه المنتجعات الرياضية. ونجد أن هذه المنتجعات تقدم خدمة إضافية إلى برامجها، وهي برامج تخفيض الوزن عن طريق الرياضة، وتقدم برامج منوعة، وغالبا ما يكون ذلك تحت إشراف طبي، حيث يقدم البرنامج الرياضي مع وجبات خفيفة، ولكنها مشبعة نفسيا للمشارك في هذه البرامج السياحية، حيث يعود السائح وهو يتمتع بصحة جيدة، وقوام رشيق. ???