مدد ساقيك في الرحلات الطويلة!!

هناك مرض يسمي مرض الرحلات السياحية، وهو تخثر الدم في الساق، وهذا المرض يصيب بعض المسافرين في الرحلات الطويلة التي تمتد فيها الرحلة الى أكثر من ساعتين متواصلتين، وينتج ذلك عن احتجاز الدم وعدم استكمال الدورة الدموية بانتظام وارتياح، بسبب الجلسة الطويلة وغير المريحة والمعيقة للحركة والتمدد الجسدي. وقد لاقى هذا المرض اهتماما مؤخرا من قبل شركات الطيران، لحادثتين حدثتا في العام الماضي، كانت إحداهما مميتة، وقد قررت بعض شركات الطيران بتقديم نشرة مفصلة للركاب اعتبارا من ربيع 2002م، وسترفق مع كوبون الصعود للطائرة يشرح أعراض هذا المرض وتنوير الركاب على التعامل معه للوقاية منه، والاحتراس من عواقبه، فهو قد يؤدي إلى الوفاة ولكن في حالات نادرة. ليس في الطيران وحده إن الجلطة في الساق قد تحدث في ظروف غير الطيران، فالسبب في تكوين الجلطة هو عدم الحركة خاصة حركة الساقين والقدمين لفترة طويلة، لذا فإن هذا المرض يتعرض له أيضا ركاب الأوتوبيسات وركاب القطارات، ولكن لأن ركاب القطار يستطيعون الحركة والتنقل بين العربات فإن هذه الظاهرة لا تشكل خطرا، لأن علاجها متوفر في إمكانية الحركة، وكذلك في الأوتوبيسات، فهي تتوقف بين ساعة وأخرى فيتحرك الركاب وتنتهي المشكلة. في الجو أكثر خطرا!! في الطائرات وخاصة في الدرجة السياحية يصعب على الراكب التحرك أو التنقل، على الرغم من النصيحة للراكب بأن يكثر الحركة، ولكن المكان لا يسمح بذلك، فالكراسي ضيقة، والخروج من الكرسي يسبب حرجا وقلقا لجميع الركاب المجاورين، مما يجعل الجميع يفضلون البقاء في أماكنهم حتى نهاية الرحلة، أو يحتفظون بحق الخروج لزيارة الحمامات. كما أن الممرات ضيقة جدا لا تسمح عادة بالمشي فيها بدون ملامسة أو مزاحمة الركاب المتواجدين على المقاعد في الأطراف، هذا إذا كانت الممرات غير مشغولة بعربات تقديم الطعام أو توزيع الجرائد أو بيع الهدايا. وما العمل ؟ يقدم الأطباء نصائحهم التالية للوقاية من هذه الجلطات: 1-يفضل ان يمشي الراكب ويكثر الحركة في المطار قبل إقلاع الرحلة الطويلة، ليجري الدم في كل جسده بشكل عادي، وأن لا يجلس طويلا في انتظار الصعود للطائرة، فهذا الوقت يمكن له أن يستغله في الحركة النشيطة والميسرة والتي ستكون صعبة عليه وسيفقدها فيما بعد في الطائرة. 2-كما ينصح الأطباء أيضا بالحصول على دواء يساعد على منع التجلط باستشارة الطبيب أو بتناول قرص أسبرين، فهو يساعد على عدم التخثر في الدم، على الرغم من أن تأثير الأسبيرين على التخفيف من الجلطات لم يثبت معمليا وطبيا. 3-يجب ان يلبس المسافر الملابس الخفيفة، وأن لا يلبس الملابس الضيقة والتي تحجر الدم، لذا فإن الجوارب الرجالية والنسائية السميكة أو الضاغطة يجب ألا يلبسها الراكب الذي تتجاوز رحلته أكثر من ساعة في الطيران. 4-ينصح الأطباء بأن لا يكثر من أغراضه الشخصية والتي عادة ما يضعها الراكب في موضع قدميه، مما يزيد من إعاقة الحركة، ويجب أن يضعها في مكان آخر بعيدا عن مكان حركة قدميه. 5-ينصح الأطباء بأن يقوم الراكب بالمشي والحركة في الطائرة مرة كل ساعة لمدة دقائق معدودة، ويرجع إلى مكانه، ولكن هذا إذا سمحت الظروف في الطائرة، ويمكن للراكب أن يقوم ببعض الحركات الرياضية البسيطة التي تساعد على فك الارتباط والتعقيد في مسالك الدم بالوقوف ولو منحنيا إذا كان سقف الطائرة لا يسمح، وعليه بتحريك ساقيه ورفع جسمه على أصابع قديمه، وتحريك قدميه يمنة ويسرة. فكل حركة مفيدة وصحية، وتعمل على تقليص خطر الجلطة. 6- يمكن للراكب أن يتبادل المقعد مع راكب مجاور يتمتع بمساحة أكبر لأجل الحركة، إذا كان الوقت يسمح بذلك. 7-أما الركاب الذين ينامون ولا يشعرون بما هم فيه، فالأطباء يحذرونهم من ذلك، وينصحونهم بضرورة الحركة، والتقلب، بل ويقترح أحد الأطباء التنبيه على إحدى المضيفات بأن تصحي النائم الذي لا يتحرك لمدة طويلة، وتطلب منه أن يقوم ويحرك ساقيه،وأن ينقلب على شقه الآخر. الأعراض والعلاج ليس هناك أعراض واضحة ودالة على الإصابة بهذه الجلطة، ولكن الإحساس بوجود ألم وثقل أو انتفاخ أو تورم في الساق، قد يدل على وجود جلطة خفيفة يمكن علاجها، ببعض الأدوية المتوفرة، علما بأن الأعراض قد لا تظهر في حينها، وقد تظهر بعد عدة أيام بعد السفر.