الجبهة المجهولة في مقاومة العدو الإسرائيلي

كتاب يبحث عن مترجم: اسم الكتاب: غرباء في الدار! strangers in the House. اسم المؤلف: رجاء عزيز شحاته by Raja Aziz Shehadah الناشر: رويلتون، فيرمون: ستريت فورث برس 2002م ?? كتاب مذكرات يروي قصة فلسطيني مع والده، وصراعهما من أجل البقاء في إسرائيل التي احتلت بلدهما، وكان أبوه أحد النازحين الذين نزحوا إلى رام الله انتظارا لعودتهم إلى حيفا بعد أن تهدأ القلاقل التي يسببها الصهاينة للسكان العرب، ولكن هذا النزوح امتد إلى ما لانهاية، وأصبح هذا المحامي (الأب) الذي كان يقوم بعمله في حيفا أحد اللاجئين الذين لم يسمح لهم بالعودة مرة أخرى إلى بلده. عودة مرة أخرى وتزداد الأمور سوءا بعد احتلال الضفة الغربية، واحتلال اليهود لرام الله، التي هي أساسا ملجأ مؤقت لهذه الأسرة المتعلمة، والتي لم تكن ترضى بالرحيل عن الأرض، ولكن بعد أن أصبحت رام الله تابعة للحكم الإسرائيلي، تمكن هذا المحامي (الأب) عزيز شحاته من زيارة بلدته القديمة بمرافقة صديق يهودي له، وعندما زار المنطقة تغير فكره تماما. فقد زار حيفا ومنها زار تل أبيب، وفي هذه الزيارة شاهد العمران والشوارع والفنادق، وشاهد المسارح، واطلع على المؤسسات الإسرائيلية والحياة الإسرائيلية عن قرب، وكانت هذه نقطة التحول في حياته وفكره، فقد أصابه نوع من الانقلاب الفكري، حيث وجد أن مصارعة هذا المحتل غير ممكنة بالطريق العادي، أو بالأحلام التي كان يسمع بها من كل الشفاه، ومن كل ما يقرأ عن وسائل تحرير الأرض وطرد العدو الغازي.. عذابات جديدة كان عمل هذا المحامي وابنه الذي أصبح محاميا أيضا- هو الدفاع عن أبناء بلدهما، ولكن عليهما أيضا اتباع القانون الإسرائيلي، ولكن نقابة المحامين الفلسطينية ترفض التعامل بالقانون الإسرائيلي، وتطلب تطبيق النظام المعمول به بموجب اتفاقيات جنيف بخصوص علاقات الاحتلال بالمحتلين، وقد عارضهما زملاؤهما المحامون، وفصلوهما من عضوية النقابة بدعوى تعاونهما مع قوات الاحتلال، وعدم الالتزام بالمقاطعة. ولكن كان لهذا المحامي رأي آخر، وهو أنه يجب محاربة المستعمر من خلال قوانينه، ومن هنا بدأ حربه ضد المستعمر من خلال قوانينه، التي كانت أساسا توضع لصالحه، لعدم وجود طرف آخر يدافع عن حق أبناء البلد، ويسعى لحمايتهم. بل إنه شخصيا كان أحد ضحايا هذه القوانين التعسفية التى لا تراعي مصلحة المواطنين العرب أو الفلسطينيين، بل كانت تخدم وتساعد استمرار الاحتلال، وتعطي للمحتل ذراعا طويلة وقوية، معارضة كل الحقوق التي تمنح للمواطنين تحت الاحتلال بموجب مؤتمر جنيف. أفكار غير مسبوقة بحكم عمله وقربه من التعامل مع السلطة المحتلة، فإن الأب اشتغل بالسياسة بشكل مغاير عن الآخرين، فهو من أوائل من فكروا وكتبوا بتقسيم البلد بينهم وبين اليهود، وإعطائهم جزءا من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل وذلك بعد حرب 67م. فقد كان الرجل قريبا من الواقع ويعيش فيه، ويرى أن محاولة طرد اليهود مما يحتلونه حاليا أمر بعيد الاحتمال على جيله والأجيال اللاحقة له، ويرى أن العيش بنصف الحق خير من المطالبة بكل الحق الذي لن يتحقق حسب نظره. ولكن هذا الاقتراح لم يلق الترحيب من مواطنيه ومن الفلسطينيين في المنفى، فاتهم بالخيانة، وحاربته المنظمات الفلسطينية على اختلاف أشكالها، بل إن دمه أهدر من اللجنة الشعبية في دمشق، وكان من ضمن قائمة الخونة الذين يجب تصفيتهم. وقد قتل هذا الرجل (الأب) في عام 1985م، وعلى الرغم من أن قتله سجل بأنه حادث جريمة من شخص على خلاف معه، إلا أن أصابع الاتهام لا تزال تشير إلى الاتجاه السياسي الذي اتخذه هذا الفلسطيني المنشق عن الجماعة كما كانوا يسمونه. الشبل من ذاك الأسد تعلم ابنه رجاء في بيروت ودرس المحاماة في لندن، وعاد إلى فلسطين المحتلة ليعمل فيها أيضا، وعلى خط سير والده وهو مكافحة المحتل بقوانينه، فكلفه والده بمتابعة القوانين التي وضعها المحتل الإسرائيلي، بغيبة من المحامين الفلسطينيين الذين امتنعوا عن العمل في ظل قوانين الاحتلال، ومنها اكتشف كم كانت هذه القوانين ظالمة ومخالفة لمؤتمر جنيف، وبدأ هذا الابن في محاربة هذه القوانين، وأنشأ مع زملاء له منظمة (الحق) في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية التي ألغاها الاحتلال الإسرائيلي. وأصبحت منظمة معترفا بها، ولها صوت قوي ومسموع حتى في الدوائر الغربية. علما بأن المؤلف لا يزال يمارس مهنة المحاماة في فلسطين المحتلة، ولا يزال يحارب في الجبهة القانونية لحماية واحترام حقوق الإنسان الفلسطيني، التي أنكرها عليه المحتل الإسرائيلي، وهو يعلم أن هذه الجبهة هي الأضعف صوتا من صوت القنابل والطائرات والمدافع والعنف الدائر في ساحة الصراع الإسرائيلي العربي. ليس مجرد مذكرات على الرغم من أن الكتاب كتبه أحد المحامين العرب الذي كان باستطاعته تأليف كتابه باللغة العربية، ولكنه رغب في أن يكون هذا الكتاب رسالة إلى العالم الغربي، خاصة وأن هذا العالم مؤمن بما يؤمن به هذا المحامي وهو حقوق الإنسان التي حرم منها الفلسطينيون. إن هذا الكتاب يبحث عن مترجم، فهو ليس مذكرات محام وأبيه، بل إنه يقدم رؤية لنوع الصراع والمقاومة للمحتل بطريقة أخرى لم تستغل من قبل الفلسطينيين الاستغلال الأمثل، بل على العكس كانت المقاومة لها شديدة، وثبت أنها من أنجح الوسائل لمقاومة الاحتلال، بل إن إسرائيل استغلت هذه الفجوة في المقاومة العربية لتنسب العرب إلى فئة الإرهاب، وعدم رغبتهم في العيش في ظل القانون. ???