نشر مخطوطات البحر الميت تثير جدلا دينيا

??نشر مخطوطات البحر الميت تعيد النظر في كتب الأناجيل الخمسة. أخيرا، وبعد انتظار طال لمدة زادت عن نصف قرن، تم نشر مخطوطات البحر الميت، والتي وجدها أحد الرعاة العرب في كهف مهجور آنذاك، وهو كهف قمران الذي لم يعد مهجورا، فهو جزء من الآثار التي وضعت تحت التركيز الشديد والعناية الكبيرة، حيث وجدت لفافات من ورق البردي والجلود، وهي تعتبر أول كتابات للكتب المقدسة المسيحية، وتعتبر المرجع الدقيق للدين المسيحي والعلاقة بين اليهودية والمسيحية. وكان اكتشاف هذه المخطوطات والتي تبلغ عدد صفحاتها 15000 ورقة بردي في عدة خرائب قديمة ومهجورة بالقرب من البحر الميت في فلسطين، وكان اكتشاف هذا الكنز الأثري، بدأ في عام 1947إلى عام 1950، وأحدثت هذه الاكتشافات الكثير من الصراعات والبلبلة الفكرية والاختلافات والاجتهادات الدينية، بل ظهرت أصوات كثيرة تطالب بعدم الالتفات إليها، وعدم نشرها، لأنها ستكون عامل تفكك واختلاف بين الناس ودينهم، ففيها الكثير من مفاهيم لا تتوافق مع الفكر المسيحي المتعارف عليه، ولكن لأصالة هذه الكتب فقد وضعت موضع دراسة جادة أكاديمية وعلمية وأثرية. تاريخ الكتابة يرجع تاريخ كتابة بعض هذه المخطوطات، والتي وجدت في عدة كهوف إلى القرن الأول قبل الميلاد، وأجزاء منها كتبت بعد ميلاد السيد المسيح، وجميعها كتبت من رجال الدين اليهود، لأن الكتابة كانت في أغلبها أدعية، وأوراد دينية مكتوبة باللغة العبرية، واكتشافها يمثل اكتشافات قصاصات صحفية عن فترة واحدة تغطي مائتي عام، وهي الأعوام الحاسمة في نشأة الديانة المسيحية، وجزء من هذه المخطوطات كتبها أحد رجال الدين اليهود، وأخفاها في كهف خرائب قمران خوفا من الرومان، وذلك أثناء فترة ثورة اليهود ضدهم في عام 68. ويعتمد الدين المسيحي في كتبه المقدسة على ما ورد في كتب العهد القديم، من الكتب الإغريقية والتي ليس لها أثر، فقد اندثرت، ولكن هذه المخطوطة ستكون أكثر قبولا لأنها أساسا مكتوبة بلغة اليهود، وهم الذين عاصروا المسيح عليه السلام، كما أن هذه المخطوطة وجدت في أرض المسيح. إضافة الى أنها أكثر قدما وأكثر أصالة من أي مرجع آخر، لذا فإنها ستكون أكثر مصداقية وأكثر قبولا لتكون أكثر صحة. حتى ولو تناقضت مع تعاليم متعارف عليها حاليا. نشر المخطوطة وهذه المخطوطات ثمينة جدا، إلا أن بعضا منها لم يستفد منه الاستفادة المرجوة لتحلله واختفاء معالم الكتابة فيه، وبعضها كان في حالة جيدة، وتمكن الخبراء من الاستفادة منه، واسترجاع جميع ما فيه من معلومات وكتابات. وتم مؤخرا الانتهاء من كتابتها، وتصنيفها، ومراجعتها، وصدرت في 37 جزءا، ولم يتبق سوى جزأين منها، هما في المراحل الأخيرة من المراجعة النهائية. وكانت هذه المخطوطات غير متاحة لأحد، وكان الاطلاع عليها لفئات محدودة من قبل الحكومة الإسرائيلية، ولم يتم طباعة سوى ثمانية أجزاء من هذه الأجزاء حتى نهاية عام 1991م، ووافقت الحكومة الإسرائيلية في أوائل العقد الأخير في الإسراع في مراجعة وترجمة تلك المخطوطات الثمينة. الجديد قادم ! وعند طرحها قريبا في الأسواق ستكون موضع اهتمام كبير من الجميع، حيث أنها تتناقض في بعض مروياتها عما هو متعارف عليه أو معتقد به تاريخيا أو دينيا عن حياة المسيح، أو الأفكار العامة في الدين المسيحي واليهودي أيضا. ومن النتائج التي ظهرت من دراسة هذه المخطوطة، هي معرفة كيف كتبت كتب الإنجيل الخمسة وسبب الاختلافات فيها، والتي تظهر هذه المخطوطة أن هذه الكتب تعرضت لتعديلات وتغييرات لتتناسب مع رؤية القارئين أو الكتاب. وأنها تعرضت أثناء كتابتها للفكر السائد حين الكتابة، لذا فان الكتب المقدسة ليست خالية من عمل هوى ورؤية إنسانية . ???