كتاب يرى ..الولايات المتحدة سادت العالم بسياستها الداخلية!!

??اسم الكتاب: العناية الإلهية الخاصة special providence اسم المؤلف: والتر رسل ميد Walter Russell Mead الناشر: نوبف knopf Oct. 2001 ??هذا الكتاب يتحدث عن سر نجاح الولايات المتحدة الأمريكية وتأثيرها العالمي، وكيف أنها غيرت العالم ولونته باللون الذي تريد، كيف أنها تغير مجرى الأحداث لصالحها، بسياستها الخارجية. ويقر المؤلف بوجود خلل في هذه السياسة الخارجية، وأخطاء فاحشة، وتخبط في منهجها، إلا أن البنية الأساسية لهذه السياسة هي بنية قوية، ترجع الى مائتي سنة مضت من البنيان الجاد والعملي، وهذا ما جعل من الولايات المتحدة الأمريكية سيدة العالم الحالي بقوتها العسكرية، واكتساحها وتملكها وتأثيرها الشديد على الاقتصاد العالمي، وتوجيهه الوجهة التي ترغب بها، واكتسحت بضائعها الأسواق التجارية في العالم جميعه، ولم تتوقف الانتصارات عند الماديات بل امتدت لتشمل الثقافات واللغة والفنون، بل المأكولات والمشروبات الأمريكية هي المأكولات والمشروبات العالمية، والتي يعرفها أكثر سكان الأرض، بل إن وجود الأطعمة الأمريكية في أي مكان، دليل على أن هذا الشعب منفتح ومعاصر للحياة في هذا القرن والعصر الأمريكي. تاريخ مشرف يرى المؤلف أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية، فاقت بكل المستويات جميع الأمم السابقة التي قادت العالم، فقد كانت هذه الولايات مقاطعات منعزلة عن العالم، وتعيش بعيدا عن العالم أيضا، ولكن في خلال قرنين من الزمان طردت الفرنسيين والأسبان من شمال أمريكا، وأجبرت بريطانيا، وهي الإمبراطورية العظيمة المسيطرة على العالم آنذاك، على أن تتفاهم معها، واستطاعت هي أن تمد يد العون لأوربا، وأن تقضي على القوة الألمانية والقوة اليابانية لتحتل سيدة العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتملي إرادتها وتصبغ العالم بالصبغة الأمريكية، وخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانفرادها بقيادة العالم بدون منافس أو معارض يخشى جانبه. أربعة مبادئ للنجاح يرى المؤلف أن سياسة أمريكا وإن كانت خرقاء في بعض الأزمان، ولها أخطاء جسيمة، إلا أن نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في الانتشار العالمي يرجع الى مبادئ سياسية أربعة هامة، نالت التأييد الشعبي الأمريكي مما أعطاها الاستمرارية والبقاء: 1-حرية التجارة، والحرية التامة لرأس المال، وهي المبادئ التي آمن بها وسعى إلى تثبيتها الرئيس (هملتون) برؤيته السياسة البعيدة والتي تعتبر أحد الأفكار الأساسية في النظام الأمريكي. 2-والمبدأ الثاني هو مبدأ (جفرسون) وهو حماية المبادئ الأساسية للجمهورية، أي مراقبة وحماية الحقوق المكتسبة. 3-والمبدأ الثالث وهو مبدأ الرئيس (جاكسون) الذي كان يؤمن بالاعتماد على الذات والاستغناء عن الآخرين في خلق القوة واكتسابها والمحافظة عليها وتحسينها، ومنها انطلقت القوة الأمريكية من الداخل، وتطورت ونمت هذه الصناعة بالمبدأين السابقين، وأصبح الآخرون يعتمدون على أمريكا في تسليح جيوشهم، وما تجود به المصانع والتسليح الأمريكي من منح. 4-المبدأ الرابع هو مبدأ الرئيس(ولسون)، ونظرته العالمية لعالم منتظم في سياسته، واتحاد ورؤية شاملة لسياسة إنسانية لخلاص الإنسان من حروب مدمرة وأطماع متنافرة ومختلفة. هذه المبادئ هي البنية الرئيسية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هذه الأفكار والمحافظة عليها والإصرار على حمايتها وتبني أفكارها باستمرار، جعل من الولايات المتحدة القائد والرائد في هذا الزمن. شروط البقاء في القمة يخشى المؤلف ان تتبع أمريكا سياسة الانعزال، خاصة وأن الأخطار التي كان يمثلها الاتحاد السوفيتي قد زالت وانتهت الحرب الباردة، وبذا فإن دور الولايات المتحدة قد تغير واختلف، وهو يرى أن على الولايات المتحدة أن تبقى على برنامجها الحالي، ليس بالدفاع عن الديمقراطية فقط، بل العمل على نشرها، كما يرى أيضا ان على الولايات المتحدة ان تسعى الى حل المشاكل الإقليمية الساخنة مثل الشرق الأوسط، فعليها مهمة كبيرة وهي رسم خريطة تنظيمية للعالم، ويطلب شرط لنجاحها ان تكون مبنية على السلام، والقبول من الأطراف المختلفة، وهي قادرة على إرضاء الجميع أو الضغط على الجميع، وهو يرى أن الانعزال سيضر كثيرا بالمكتسبات التي تحققت ليس بأمريكا بل للعالم أجمع، ويطلب الاستمرار في قيادة العالم، ويرى المؤلف أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تزيد في نشاطها لإنقاذ العالم ومن هنا ستكون السيطرة لها. لماذا هذا الكتاب؟ إن ترجمة هذا الكتاب تنبع من أن مؤلفه أحد المفكرين والكتاب السياسيين الأمريكان، ذوي السمعة العلمية الواسعة، كما أنه أحد أعضاء المجلس الاستشاري للعلاقات الخارجية لرسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إضافة إلى انتساب هذا المؤلف إلى مدرسة جامعة هارفرد، ذات السمعة الشهيرة وتأثير كتابها ومؤلفيها في الاتجاه العام للفكر والعلم في الثقافة الأمريكية. ومعرفة أسرار نجاح هذه السياسة ـ الخرقاء أحيانا ـ أمر هام للدارسين وللمفكرين، ولبناء مستقبل أفضل، وعلى توضيح صورة التعامل مع هذا الحاكم بأمره، ومعرفة أسرار النجاح، ستكون طريقة التعامل واكتفاء شر الاختلاف معه. ???