جدل سياسي وفكري حول نشر أحاديث ومقابلات ابن لادن في كتاب

?? جدل كبير حول نشر أحاديث ومقابلات ابن لادن في الصحف والكتب إن موضوع نشر أحاديث ومقابلات وأفكار أسامة بن لا دن موضع جدل كبير لدى دور النشر، فهو المتهم الرئيسي بتدبير تفجيرات نيويورك وواشنطن، والذي بسببه قامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزو أفغانستان لملاحقته ومحاكمته إن أمكن ذلك. والجدل الذي تتحدث عنه الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية، يدور حول هل نشر أفكاره وأحاديثه يعني تأييده ونشر أفكاره، وفي الوقت نفسه الدخول في قائمة مساعدة الإرهاب ونشره، أم إن نشر أفكاره تعني معرفة الأسباب والخفايا التي أوصلت العالم أجمع إلى حافة الخطر، وهل في أفكاره وأحاديثه مخرج أو أضواء تنير السبيل إلى عدم حدوث هذه الكارثة مرة أخرى. بداية المشروع إن دار الكتاب العالمي، وهي مؤسسة نشر عربية مقرها في بيروت أرسلت الى دور النشر الأمريكية تعرض لهم بيع حقوق نشر مقابلات وأحاديث ابن لا دن التي أجرتها معه قناة الجزيرة القطرية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث إن لدى قناة الجزيرة تسجيلات عديدة وطويلة وهامة توضح خط تفكيره واعتقاداته الفكرية والدينية والسياسية وأسلوبه في التنظير والتنفيذ. ويقول مدير دار الكتاب العالمي هذه الأحاديث تم جمعها وطباعتها فيما يزيد عن 80 صفحة إضافة الى الصور الفريدة والتي تغطي عشر صفحات أيضا. الناشرون لا يعترضون إن الناشرين في العالم يرون في اسم ابن لادن على أي غلاف علامة تجارية أكثر مما يرون فيه علامة إرهاب أو تهديد، فأحاديثه، والأخبار عنه هي مطلب مجتمع القراء والمفكرين على حد السواء، ولكن الإشكال هو بأي صورة تقدم هذه الأفكار وهذه الحوارات التي أجريت معه، وكيف يمكن نشرها، بدون أن تحمل معنى التبشير به وبأفكاره. وكيف يمكن أن تنشر بحيث لا تحمل دعاية مغرضة ضد الولايات المتحدة الأمريكية. الاستجابة الأمريكية يتردد الناشرون الأمريكان من قبول فكرة أن يتولوا نشر أفكار هذا (العدو) كما يقول الناشر (جون سترلنغ)، بل إن دار نشر (طلبت عدم نشر اسمها) اعترضت واعتذرت بأن ذلك سيؤدي إلى الإساءة إلى سمعتها أو إلى تهديدها وتهديد موظفيها. أما السيد (بيتر اوسنس) رئيس دار نشر ببليك افيير فيقول: إن نشر أفكاره وأحاديثه مشروع كتاب جيد، ولكن هل يستحق من يشتريه؟ واما الناشر (دوناتش) فإنه يقول إنه مستعد لنشر هذه الأحاديث، ولكن مع تحليل دقيق وموضوعي ونقد لكل ما فيها، يكون منشورا مع هذه الأحاديث. سابقة تاريخية إن كتاب كفاحي للزعيم النازي ادولف هتلر لا يزال غير مسموح بطباعته في ألمانيا، وسبب ذلك هو أن هذا الرجل بالنسبة إلى الألمان دمر شعبهم، وأذلهم، وجلب عليهم المصائب، وهو في كتابه لا يزال ينفخ الحماس في الروح الألمانية للانتفاضة والانطلاق من القيد الذي وضعه الأجانب عليها. لذا فإن صوته، وإن كان نشازا فإن هناك من يقرؤه ويعجب به، وهناك من يرى في كتابه ورسالته وجها للحقيقة، ويرى أن الرجل لم يكن طاغية بل مخلصا ومتفانيا لألمانيا وللشعب الألماني. الرؤية الأكاديمية للأحاديث لأهمية هذا الموضوع فقد اقترحت مجموعة من الناشرين أن يتولى هذا الموضوع النشر الجامعي، وهي دور نشر ناشطة جدا في نشر الكتب الأكاديمية والعلمية، أي الكتب المتخصصة، وموضوع الأحاديث والأفكار تدخل في مهمات رجال الفكر والدراسات الإنسانية والسيكولوجية والدينية،وليست للعموم ليقرؤوها، فهي ليست ذات قيمة. وأبدت جامعة كولومبيا في نيويورك تأييدها بأن هذه الأحاديث تمثل تراثا تاريخيا هاما، ولكنها بوضعها الحالي ليست صالحة لتنشر كدراسة موثقة. أبدت استعدادها لتنظر إلى هذه الأحاديث والخروج منها بما يتناسب مع الاتجاه التعليمي، فلها سابقة في التعامل مع خطب ومقابلات ابن لادن حيث إنها وضعتها في فيديو وأخرجتها بتحليل ودراسة مرافقة لكلماته. من يملك حق النشر بقيت مشكلة قانونية وهي حق الملكية، فالقانون لا يسمح بنشر هذه الأحاديث بكتاب إلا بعد الإذن الخطي من صاحب الأحاديث، ولكن من يستطيع ان يحصل على هذا الإذن حاليا من صاحب الأحاديث. ولن يتم الاتفاق على الطباعة والنشر حتى يسوى هذا الوضع القانوني. كما يقول أحد محامي اتحاد الناشرين. ???