الأحزاب وجماعات الضغط حكومة داخل حكومة!!

??اسم الكتاب : الأحزاب السياسية وجماعات الضغط ?? اسم المؤلف :د. سعاد الشرقاوي الناشر : دار المعارف المصرية 2000م من مجموعة سلسلة اقرأ . ?? هذا الكتاب هو أحد منشورات سلسلة اقرأ الصادرة عن دار المعارف المصرية منذ نصف قرن، وهي سلسة كتب قيمة تسعي لتبسيط المفاهيم الكبيرة، وفي هذا الكتاب نجد محاولة متميزة لإلقاء الضوء على مفهوم الأحزاب والتحزب في الغرب. دراسات قليلة: في البداية تقول المؤلفة إن الأحزاب ظاهرة معروفة في العالم العربي والإسلامي من منذ عهد بعيد، إلا أن الفكر الحزبي سابقا مغاير عما تعرف به الأحزاب في الزمن الحاضر، وتؤكد أن الدراسات المتعلقة بالمعرفة والتعليم الحزبي قليلة في المكتبة العربية، وترى أن هذا الكتاب هو مساهمة متواضعة للتعريف بفكرة الأحزاب ونظرياتها السياسية والاجتماعية والفكرية والقانونية التي تقوم عليها في الدول التي تسمح بتعدد الأحزاب فيها، وتقدم أيضا أفكار الحزب الواحد التي تتبعها بعض الدول أيضا. وترى المؤلفة أن فكرة التحزب انتشرت مؤخرا مع انتشار الديمقراطية الغربية، والتي تتبنى فكرة تعدد الأحزاب للوصول إلى كرسي الحكم، فالفكرة في تكوين الحزب هي الوصول الى إدارة دفة البلاد بأفكار ومبادئ الحزب والتي غالبا ما يحكمها الإطار العام لمصلحة البلاد، ولكن كل حزب يرى مصلحة البلاد بلون، ولكنها جميعا تسعى إلى خدمة البلد وحمايته، وإسعاد المواطن وزيادة الرفاهية له، أو تخفيف القيود أو الأعباء عن المواطن. فصول الكتاب: ينقسم الكتاب إلى قسمين الأول هو الأحزاب السياسية، والقسم الثاني هو جماعات الضغط. وتوزع المؤلفة المعلومات عن القسم الأول، على خمسة فصول تتحدث فيها عن تعريف الأحزاب ونشأتها ووظيفة الحزب وأنواع الأحزاب وتنظيماتها من حيث الانتخابات والترشيح والعضوية. والقسم الثاني هو عن جماعات الضغط. وهو ينقسم أيضا إلى خمسة فصول وتتسلسل بنفس عناوين القسم الأول. تعريف الحزب: تقول المؤلفة إن تعريف الحزب يعتمد على الزمن المطلوب فيه تعريفه، فلكل زمان تعريف خاص لكلمة ومفهوم الحزب، فالحزب في زمن الثورة الفرنسية يختلف عن معناه عند الفرنسيين في هذا الزمن، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. فقد كانت الأحزاب سابقا تعرف بأنها تجمع أفراد يؤمنون بنفس الفكر السياسي، ثم تطور المفهوم ليكون لهذه المجموعة هدف وهو التأثير في إدارة الشئون العامة ثم تطور المفهوم ليقول إن الحزب هو تجمع منظم للمساهمة في الحياة السياسية بهدف الاستيلاء على السلطة استيلاء كاملا أو جزئيا، وبالتعبير عن أفكار التجمع وتحقيق مصالح الأعضاء. جماعة الضغط: هي جماعات تؤثر في القرارات السياسية بدون أن تكون تحت مظلة حزبية، وقد تكون جماعة الضغط هذه تتكون من أعضاء في أحزاب متعارضة. ولكن أهم صفة لهذه الجماعات أنها لا تسعى لتولي السلطة أو الحكم في البلاد، ولكنها تسعى لتحقيق هدف واحد وهو تلبية مطالبها، أو تحقيق مصلحتها. لذا فإن هناك صفات ثلاث تميز جماعات الضغط عن بقية التجمعات والأفكار السياسية وهي: 1-توجد علاقة متينة تربط بين أصحاب هذه الفئة، وهي قد تكون مصلحة تجارية أو تعليمية، أو دينية، أو اجتماعية أو إثنية. 2-توجد مصلحة واحدة معروفة تجمع بين أفراد هذا التنظيم، ونحن العرب لنا تجربة مع التنظيم اليهودي بأمريكا، فهو ليس حزبا حاكما ولا يسعى للحكم، ولكنه تنظيم قوي يسعى لحماية مصالحه ومصالح إسرائيل، لذا فنحن نسمع كثيرا عن جماعة الضغط الصهيوني أو الإسرائيلي. 3-تتميز هذه التنظيمات بامتلاكها القدرة على التأثر على الحكومات المتعاقبة مهما كان الفائز أو نوع الحزب . تشرذم أم توحيد. يكون هناك عادة دستور وإطار عام للدولة، تحدد فيه كيانها وأنظمتها، وأهدافها، وسبل تحقيق ذلك، وهذا متروك للحاكم الذي يقرر مثلا كيف يحقق الأمن لجميع المواطنين داخليا وضد الهجمات الخارجية، أو كيف ينشر التعليم أو يحقق الصحة لكل المواطنين، وحيث إن الحاكم في الدول الغربية هو الحزب الذي حصل على أكثر أصوات الناخبين، فإنه سيقوم بهذه المهمات من أفكاره الأساسية في الدفاع عن البلد، وفي فكره في نشر التعليم والصحة، والتي قد تتعارض مع أفكار أحزاب أخرى لانه لا يوجد مجتمع واحد يتفق فيه جميع أفراده على مبدأ واحد، فالمصالح والأفكار تختلف وتتعارض. لذا فان فكرة التحزب نظريا، فكرة تتنافى مع فكرة الوحدة الوطنية، لأنها فكر سياسي يخدم هدفا معينا أو وجهة نظر لمجموعة أفراد من المجتمع وتسعى لتحقيق مصالح أو أهداف معينة، قد توصف هذه الأهداف بأنها وطنية وأنها لصالح المجموع ألا أنها تمثل رغبات مجموعة من أفراد المجتمع وليست جميعه.، فلو كان كل المجتمع على رأى واحد وفكر واحد فإن الأحزاب لا تتكون. الزمن ضرورة للنجاح: إن التوفيق بين هذه المصالح المختلفة والمتعارضة تحتاج إلى زمن طويل لإثبات صلاحها ونجاحها، ومن هنا نرى أن الفكرة في الأحزاب هي الاستيلاء على السلطة لتنفيذ المخطط الذي يرى الحزب أنه سيخدم الصالح العام، بينما تسعى الأحزاب الأخرى لتعيق تنفيذ المشاريع أو الأعمال التي ترى إنها تعارض أهدافها، وفي حالة نجاح فكر الحزب الحاكم سيعني ذلك فشل خطتها أو تفكيرها. إن هناك شعرة دقيقة بين التحزب والوحدة الوطنية، والتي كثيرا ما نسمع عن فشل الحكومة لأن المعارضة استطاعت أن تشل العمل فيها، وهذا بذاته له أضرار على المجتمع الذي يعيش بين أحزاب متقاتلة على السلطة أكثر مما يكون همها تقديم خدمات لهذا المواطن الذي يدعي كل منهم أنه يسعى إلى إسعاده.