أعمال بسيطة بأجور كبيرة !!

?? اسم الكتاب: جوائز قيمة على أعمال هينة ??اسم المؤلف ياسين سبيناتي ??الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع طبعة 2001م ?? من النظرة الأولى لعنوان الكتاب، ينصرف فكر القارئ إلى أن هناك جوائز كبيرة منحت على أعمال لا تستحق هذه الجوائز، ولكن عند قراءته يكتشف أمرا آخر، يجد القارئ أن المقصود بالجوائز هي الأجر والثواب من الله تعالى ومكافأته السخية لأعمال بسيطة يقوم بها الإنسان، أحيانا تكون هذه الأعمال تعبدية، وأحيانا سلوكية مطلوبة اجتماعيا ومحمودة خلقيا ومريحة نفسيا وضرورة صحية لسلامة الإنسان في عقله وجسمه، ومع ذلك ينال فاعلها عليها مكافأة وأجرا كبيرا من الله . يبتدئ المؤلف كتابه بالحديث الشريف إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله ـ تبارك وتعالى ـ عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى ـ عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم . هنا يتضح الكرم الرباني في منح الأجر، فإن مجرد التفكير في عمل الخير يكسب فيه الإنسان أجرا، وهذا دافع للتفكير في عمل الخير، والسعي له فإن وفق، فله أجر مضاعف، وإن لم يوفق، فله أجر التفكير فيه، فالفكر الإنساني أو البشري والدنيوي لا يكافئ عن العمل إلا ما نتج عنه فائدة أو عائد أو ربح أو محصول، ولكن التعامل والحساب الرباني يختلف عن الفكر الإنساني، فإننا أمام أجر كبير في التفكير في عمل الخير، وهذه أولى مراحل الأجر وأقلها، وأما إكمال العمل والحصول على النتيجة فلها أجرها أيضا المنفصل عن التفكير فيها. وكذلك في الأعمال السيئة، فإن فكر الإنسان في عمل مضر أو مؤذ لغيره، ثم امتنع عنه فله أجر الامتناع والعودة إلى الحق، فهذه خطوة حسنة نحو تصحيح الخطأ قبل وقوعه. أي أن التراجع عن الباطل فيه أجر وثواب، وهذه جائزة لا يقدمها الفكر الإنساني ولا يعطي المتراجع عن عمل الخطيئة مكافأة. مضاعفة الجوائز!! من الملاحظ أن الجوائز في الإسلام ليست جائزة مفردة نادرا ما يحصل عليها الطالب، بل جعلها الله أمرا ميسرا، وضاعف قيمتها ليس لمرة واحدة أو مرتين بل إلى سبعمائة ضعف، والحكمة هنا واضحة، وهي للتشجيع على عمل الصالح، وفعل الخير. فالله تعالى يقول في كتابه الكريم مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم سورة البقرة آيه 261 وفي الحديث من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف رواه الترمذي وأحمد والنسائي. ولا يتوقف الأجر على بند واحد بل إن الأجر يتضاعف في حالة أن العمل يخدم غرضين، فمثلا الصدقة على القريب لها أجران أجر الصدقة وأجر آخر وهو أجر صلة الرحم التي يدعو إليها الإسلام ويكافئ عليها بالأجر الكبير. تصنيف جديد!! ويقدم لنا المؤلف كتابه ليس على فصول وأبواب بل على مستويات الأجر فهناك ست مستويات للأجر يصنفها المؤلف وهي: المستوى الأول: وهو جائزة مضاعفة الأجر. ومنها الأحاديث الواردة سابقا. المستوى الثاني: جائزة حصول المماثلة في الأجر. ويورد الكاتب العديد من الأحاديث النبوية، مثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان مقيما صحيحا. رواه البخاري. المستوى الثالث: جوائز متنوعة على عمل واحد. ومن الأحاديث الكثيرة التى يقدمها المؤلف، ورد هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال إذا أصبح لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح رواه أبو داود واحمد. المستوى الرابع: غفران الذنوب. لقوله صلى الله عليه وسلم من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، رواه البخاري ومسلم. المستوى الخامس: جائزة الوعد بدخول الجنة. يقدم المؤلف نحوا من أربعين حديثا حول هذا الوعد، منها الحديث الشريفما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبلا عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة رواه مسلم. المستوى السادس: جائزة إضافية لكل عمل صالح. منها الحديث الشريف من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة رواه البخاري ومسلم. ولا تتوقف الأجور عند الأعمال أو الامتناع عن الخطيئة أو فعل الشر، بل إن هناك جوائز كبيرة وأجور عن التحمل والصبر، فإن هذه القضايا مفروضة على الإنسان وليس له فيها حيلة، وهذا الابتلاء له أجر كبير لمن صبر عليه، فالمرض له أجر، والعمى له أجر وهكذا في بقية الإعاقات أو الإصابات والجروح التي تصيب الإنسان قدرا من الله، فإن الألم له أجر وتعويض من الله، فالله تعالى يقدم للمصاب الأجر العظيم عما ألم به، ويكافئه على الصبر والتحمل أيضا. بل إن حالات من الموت تعتبر شهادة في سبيل الله، للحديث الشريف الشهداء خمسة: المطعون (الذي مات بالطاعون) والمبطون (الذي يموت بمرض البطن) والغريق وصاحب الهدم (الذي يموت تحت الهدم) والشهيد في سبيل الله رواه البخاري ومسلم. لأن الفاجعة كبيرة ويهونها الله على أهل المصاب بتطمينهم عليه أنه من الشهداء، وهل هناك جائزة أكبر من هذه الجائزة؟ كتاب قيم ودراسة حديثة، فيها الكثير من روح الدعوة الإسلامية والتشجيع على فعل الخير. ???