آخر ما أخرجته المطابع لبدوي ويونس والمصباحي وقنديل والمبارك وأركون

??اسم الكتاب : كلب أبيض عاشق ??اسم المؤلف : سهام بدوي الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001م ? مجموعة من القصص وضعتها المؤلفة سهام بدوي من مشاهدات للحياة العصرية، وما فيها من فقر وآلام، فهي في مجملها قصص عن المهمشين في هذه الحياة، أو من المكابدات من النساء مع أزواج غلاظ شداد، يتمتعون بإظهار واستخدام السلطة، التي هي في كثير من الأحيان تقهر المرأة الزوجة التي تقع في صراع مع الزوج الضروري للحياة، ولا بد منه إما للحصول على لقمة العيش، أو لتكف عنها الكلام وسلاطة لسان الغرباء، الذين يجدون متعة كبيرة في التسلي بأخبار السيدات المطلقات سواء بالاتهام أو بالتشفي. اختارت الكاتبة عنوان كلب أبيض عاشق ليكون اسما لمجموعة قصصها، وهي قصة بطلها كلب، وهي ليست القصة الوحيدة عن الكلاب، ولكن الكلاب في هذه القصص ترمز للوفاء المفقود عند الإنسان، والبحث عنه في مكان آخر عند مخلوق غير الإنسان، عند الكلب ذلك الحيوان المستحقر، ولكنه وفي أكثر من الإنسان. القصص مزيج من لقطات تصويرية لحقائق من واقع الحياة، وصور من الخيال الفنتازيا، الذي يتعدى الحدود العقلية الممكنة، مما يزيد في جمال القصص، ويعطيها الطعم الذي يميز هذه الكاتبة عن غيرها، فهذا المزيج هو العلامة الفارقة في هذه القصص البسيطة، عن حياة البسطاء. والكاتبة جعلت من هذه القصص مسرحا لإظهار مواهبها الكبيرة لتقول شيئا للقارئ، عن الشخصيات والمواقف والأشياء والأماكن، ولكنها تمنع عنه النهايات المألوفة للقصص، فالنهايات هنا نهايات غريبة ومبتورة في أغلبها، حيث يكتفي القارئ بصورة مشعة تلهيه عن الخاتمة التي يتوقعها أو يريدها. ??? ??اسم الكتاب: توت بري ??اسم المؤلفة: إيمان حميدان يونس الناشر:دار المسار بيروت 2001م ??رواية يمثل التاريخ عنصرا هاما فيها، فهي لا تتحدث عن الأزمان الحاضرة، ولكنها تحكي جزءا من تاريخ لبنان وأهله، في زمن ما قبل الحرب العالمية الأولى، عندما يعود أحد المهاجرين من الأرجنتين ليتعرف على أصله في لبنان، ولا يستطيع العودة إلى الأرجنتين مرة أخرى بسبب نشوب الحرب، مما يجعله يبدأ أعمالا تجارية ويبدأ في تصنيع الحرير، ويحول المنطقة التي نشأ فيها في صغره ورجع إليها في كبره، إلى مزارع للتوت، لكي يتمكن من تربية دودة القز التي يحتاجها للحصول على خيوط الحرير. ويموت هذا العائد ويتولى الأمر بعده أحد القبضايات كما تسميهم الكاتبة، وهو إنسان متسلط يتولى إدارة الأمور في هذه المزرعة وهذه التجارة بالقوة والقسوة وبما يعجب مزاجه. ويتزوج هذا الرجل القبضاي من امرأة، لا تتحمل العيش معه، وتخلف له ابنة تجعلها الكاتبة بطلة لهذه الرواية. وتختفي الأم وتدور الرواية حول اختفاء هذه الأم، وأسباب اختفائها، وتتسلسل الأحداث لنعرف السبب هو الزوج الشرير الطاغية، فقد استولى على أملاك الأم وجعلها تتنازل جاهلة ومرغمة مما دفعها إلى ترك المنطقة. الرواية تعرج في سياقها حول وقائع تاريخية قديمة مثل إبادة الأكراد وتشردهم، ونشاط البعثات التبشيرية في المنطقة، واتجاه الأطماع الأوروبية إلى المنطقة. والكاتبة تذكر القارئ بالوالي التركي في الشام جمال باشا وكيف كان طاغية وسفاحا، وتدفع القارئ إلى المقارنة بين هؤلاء الطغاة وماذا يجمعهم، تجعل من هذا القبضاي، الطاغية الصغير، إنسانا عاديا وبسيطا، وتعلن عن سر طغيانه النفسي، فهو لا يرغب في خروج أحد عن سطوته، وهنا تكمن قوة الرجل وضعف من حوله، فليس لديه أي قوة أخرى أو مواهب أو عبقرية، وانما هي ضعف في الاتباع وخنوع شديد. ??? ??اسم الكتاب: وداعا روزلي ?? اسم المؤلف: حسونة المصباحي الناشر: دار الجمل في ألمانيا 2001م هذه الرواية الثالثة لهذا الكاتب التونسي، وهي تحكي قصة المهاجرين العرب، الذين يلتجئون إلى أوروبا، بحثا عن لقمة العيش الكريمة والحياة المرفهة، والعيش في أحضان القرن الواحد والعشرين، ولكن يتبن لهم بعد فوات الأوان أن نار الشرق قد تكون أرحم من جنة الغرب. فبطل هذه الرواية واسمه ميلود سعيدان يحاول أن يجرب حظوظه في بلده العربي في الشرق العربي المتزمت كما يراه ويصفه، فيحاول الكتابة ويفشل، ويحاول في الانتماء السياسي ويفشل، ويبحث عن عمل فيفشل، فيحمل نفسه ويهاجر إلى الشمال إلى بلد السمن والعسل أوروبا، ويتنقل فيها ويحط الرحال في ألمانيا، في أوج عزة انتصاراتها السياسية، سقوط جدار برلين، ولا يستطيع مشاركة المشاركين في هذه الأفراح بسبب العنصرية التي يقابلونه بها، بل إنه يتعرض للاعتداء من قبل شبان أوروبيين حليقي الرؤوس، مما يجعله يحمل أغراضه ويعود للشرق إلى أصله العربي بحثا عن الحبيبة والمفقودة وهي روزي التي تعرف عليها في أول شبابه عاد يبحث عنها في مدينة طنجة. التي عاد إليها مهاجرا هجرة عكسية بعد أن ترك أوروبا أو لفظته أوروبا، عاد يبحث عن الأمان، والاستقرار في بلده العربي. هذه الرواية تمثل الواقع، فالهجرة إلى أوروبا ليست هي الإنقاذ ولكنها الغطاء الذي يبحث عنه العربي لفشله في بيته وبين قومه، فأوروبا كما تقول الرواية هي قارة عجوز أوروبا العنف والعنصرية والرؤوس الحليقة. ??? ??اسم الكتاب: محمد مندور شيخ النقاد ??اسم المؤلف: فؤاد قنديل الناشر: مركز الحضارة العربية ? قضى الكاتب والصحفي فؤاد قنديل عشرين عاما في التنقيب والبحث عن أعمال وأفكار كتابات الكاتب المصري محمد مندور، ليخرج لنا ترجمة لحياة الناقد المصري الكبير الذي توفي عام 1965 عن 57 عاما قضاها في معارك أدبية وفكرية. ونقرأ عن تاريخه الحافل، فمنذ نشأته في أسرته الغنية، وهو يهوى الفكر والسياسة، وكانت طموحاته بأن يتخرج من كلية الحقوق ليصبح نائبا عاما. وقد كان نابغة في دراسته في الجامعة، وتتلمذ على يد أستاذه الكبير الدكتور طه حسين الذي سعى له بالابتعاث إلى فرنسا للدراسات العليا، وأثناء تواجده في فرنسا أهمل الدراسة، والتهم الكتب واطلع على مدارس الفكر في فرنسا، وعاد بدون شهادة علمية. وهذا أثر في حياته كثيرا، فلم يلق التقدير لفكره وعلمه وانحصر التقدير للشهادة. وقد وقف الدكتور طه حسين أمامه في حياته العملية، فمنعه من التدريس في الجامعة لأنه لا يحمل الشهادة المطلوبة، وحاربه أيضا عندما حاول ان يتحصل على درجة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية. ولقي التشجيع من أستاذه الكبير احمد أمين الذي كلفه بترجمة بعض من أمهات الفكر الغربي من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، مثل كتاب دفاع عن الأدب، ومناهج الأدب في اللغة، ومناهج البحث في الأدب، وغيرها كثير، وجميع هذه الكتب كانت من المراجع الدراسية الهامة في الجامعات العربية وقرأها الكثير من الدارسين الذين أصبح لهم شأن في الأدب والفكر. واشتغل بالصحافة وأصدر جريدة الوفد المصري، ثم عمل رئيسا لجريدة صوت الأمة ولكنه لم ينجح كثيرا في مهنة الصحافة بقدر نجاحه في الكتابة. وظهرت إبداعاته الكبيرة عندما توقف عن الاشتغال بالسياسة بسبب قرار الثورة المصرية بحرمان السياسيين السابقين من ممارسة أنشطة سياسية، فتفرغ للكتابة والنقد، وأصبح مدرسة بذاته، وكتب المقالات العميقة بالفكر والنقد والتي كانت مجالا للنقاش والمعارك الأدبية. ??? ??اسم الكتاب: فلسفة الكراهية ??اسم المؤلف: راشد المبارك الناشر: دار صادر بيروت 2001م ?كتاب قيم وعظيم في فكرته، وفي طرحه أيضا، يتحدث عن موضع فلسفي هام، قلما ألقي له بال من المفكرين الإسلاميين، وقلما نظر له نظرة عميقة مثل نظرة هذا الكاتب الذي طرح هذا الموضوع بشجاعة وجرأة يشكر عليها. الكاتب يتابع ويدرس أسباب الكراهية، ليس في الأفراد ذاتهم، فهذه ترجع الى أسباب شخصية، وظروف منوعة، ولكنه يبحث عن الكراهية الجماعية، الكراهية الموغلة في الصدور نحو فئة من الناس، أو فئة الجنس البشري، ولماذا تكونت، وكيف تطورت لتصبح علامة فارقة بينهم وبين آخرين لا يختلفون عنهم كثيرا. يقدم المؤلف دراسته هذه بنظرة تاريخية، ويلحقها بنظرة دينية، فهو يدرس ظروف الحروب الصليبية وما جلبت معها من كراهية بين جنس العرب والمسلمين وبين الغرب المسيحي، وتوغلت في الضمير العربي والمسلم حتى يومنا هذا، ويلاحظ الكاتب أن الريبة والشك عنوان العلاقة بين المسيحيين الغربيين والمسلمين في الشرق، على الرغم من أنهم فتحوا أبوابهم أمام المسلمين ليدعوا الناس في ديارهم، ويغير آلاف منهم دينهم ويتبعون العرب في دينهم، ويقيمون الصلاة ويدعون غيرهم، ولا تجد من يحاربهم أو يطردهم، ويلوذ العربي المقهور أو الخائف إليهم ليجد عندهم الأمان الذي يفتقده في ديار المسلمين. ينظر إلى هذه الأحداث وينظر إلى واقعنا الإسلامي، وإلى الطوائف والمذاهب الإسلامية وهي تحارب بعضها البعض، وكل طائفة تكفر الأخرى التي لا تمشي على مذهبها. للمؤلف وجهة نظر عن سبب وجود عنصر الكراهية في علاقتنا مع الغير، ويرجع ذلك إلى التاريخ العسير الذي عاشه العالم الإسلامي وتولى الأمر فيه أصحاب المصالح، وانتفت فيه الغاية الإسلامية النبيلة من نشر الحب والإخاء بين الناس. إنه يرى أن المحبة ممكنة، والكراهية أمر يمكن التغلب عليه، ولكن يحدث هذا عندما لا نستمع للغلاة والمتطرفين في أفكارهم. ??? ??اسم الكتاب: معارك من أجل الأنسنة في السياسات الإسلامية ??اسم المؤلف: محمد أركون تعريب : صالح هاشم الناشر: دار الساقي بيروت. ? يقدم الدكتور محمد أركون، وهو كاتب وباحث إسلامي من الجزائر، دراسته هذه دفاعا عن الفكر الإسلامي، ويقول إن الإسلام هو سابق للفكر الغربي في النظرة الإنسانية للحياة، فهو يرى أن الإسلام في منبعه وفي أول عهده كان رسالة إنسانية، ومن هنا تم اختيار هذا الاسم لكتابه، فالأنسنة تعني مخاطبة الإنسان والنزول إلى المستوى العقلي الإنساني، أي تعني قبول الآخر والحوار معه والأخذ منه وإعطاءه، بعكس ما تم في الفكر الإسلامي المتأخر في الزمن، حيث تم حصر الإسلام بالمعرفة الإسلامية لفئة علماء الدين. مما جعل فهم الإسلام يتوقف عند الفهم الديني، ولم يتجاوز المرحلة التي تلي ذلك وهي المرحلة الإنسانية. ويرجع في إثبات نظريته إلى التاريخ الإسلامي، ويذكر أن الأنسنة كانت إحدى المعالم الكبرى في دين الإسلام بل كانت إحدى الدعائم التى كان يدعو إليها، وروجت للدين الإسلامي وساعدته على الانتشار، وكانت تجد القبول عند من توجه لهم الدعوة لدخول الإسلام، فكانت المناقشات تتم بحرية مطلقة، وهي غير ممكنة في زماننا الإسلامي الحاضر، وكان النقاش يتم بين المسلمين والمسيحيين واليهود، بل إن التاريخ يسجل للفلاسفة والعلماء المسلمين أنهم كانوا يناقشون الأطراف غير الإسلامية، بجدال لا يعتمد على القرآن ولا على أحاديث الرسول، اعتمادا منهم أن عليهم إثبات أن القران الكريم لا يتعارض مع طبيعة الحياة والبشر، وعندما تتم الحجة ويظهر الحق يأتون بالآية المؤيدة لهم، أي أن الإسلام دين عقل ودين إنسان، وكان الجدال يتم بين الأطراف المسلمة باعتماد القرآن والأحاديث كل يرى فيها وجهة نظر إسلامية وأنسانية في نفس الوقت. وينتقد الفكر الإسلامي في العصور الحديثة بعدم مقدرته العودة لاتساع الفكر والتسامح الذي كان يتصف به في الأزمنة الأولى.