عربون يزيد عن ملايين دولار لتأليف كتاب!!

?? وقع الرئيس السابق بل كلنتون للولايات المتحدة الأمريكية عقدا بإعدا د مذكراته للنشر، مع دار نشر الفرد نوبف (Alfred A. Knopf) أحد فروع مؤسسة النشر الكبرى راندوم هاوس Random House ومركزها نيويورك، ويبلغ المقدم لهذا العقد ما يزيد على 10 ملايين دولار، ولم يعلن عن مقدار الزيادة، وهذا المبلغ أكثر مما حصلت عليه زوجته هيلاري كلنتون لكتابة مذكراتها، والتي ستطرح في الأسواق في عام 2003م، وهي اتخذت طريقا آخر لبيع كتابها، فقد عرضت بيع مذكراتها بالحراج للحصول على أفضل سعر من الناشرين، وفازت دار سيمون وشستر بحقوق الملكية والنشر، ودفعت مقابل ذلك مبلغ 8 ملايين دولار مقدما. ولم يرغب الرئيس السابق في أن يضع مذكراته للحراج ليحصل على أفضل سعر، لأن السعر الذي تحصل عليه يعتبر متجاوزا لكل العروض المتوقعة. إضافة إلى أن تقديم الكتاب لأفضل سعر يفضح محتويات الكتاب، وكأنه إعلان مسبق عن المواضيع التي سيناقشها الكتاب، ويعتبر أيضا إلزام الكاتب بالمواضيع المقررة والتي قد يقترحها الناشر المتقدم بأفضل سعر. وقد أعلن أيضا أن موضوع الكتاب هو خاص بأيام الرئاسة فقط كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ولم يعلن عما إذا كان الكتاب سيتعرض للفضائح المالية في مشروع العقار وايت ووترز الذي اتهم فيه الرئيس بمخالفات مالية، ولم يعرف أيضا ما إذا كانت المذكرات ستتعرض لفضيحة الرئيس مع سكرتيرة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي أم لا ؟، لأن الرئيس لا يرغب في التحدث عن هذا الموضوع في مذكراته، وقد يطرحه في كتاب منفصل. وهذا الرقم الكبير المقدم لمذكرات الرئيس السابق فاق الأرقام القياسية السابقة في دفع مقدم لكتاب، ويليه مباشرة المبلغ المقدم للبابا عن كتابة مذكراته والتي دفع لها مبلغ 8.5 ملايين دولار في عام 1994م. وكان إعلان الاتفاق مع دار الفرد نوبف Alfred A. Knopf صدمة كبيرة لدار سيمون وشستر التي لم تعط الفرصة للتقدم بعرض للحصول على الكتاب، وقالت الدار إنهم كانوا يتمنون أن هذا العرض وضع في الحراج فإنهم كانوا قادرين على الفوز به بسعر أفضل، وهي دار نشر منافسة وكبيرة وهي الدار التي قدمت لزوجته مبلغ 8 ملايين دولار لشراء حقوق نشر مذكراتها، وهي الدار التي سبق أن قدمت جميع الكتب الثلاثة السابقة التي الفتها السيدة هيلاري كلنتون، عندما كانت في البيت الأبيض، كما أنها هي التي نشرت مذكرات والدة الرئيس السابق أي أنها الدار الناشرة لآل كلنتون. مغامرة كبيرة للسمعة والدعاية!! وتحقيق ربح أكثر من 10 مليون دولار لكتاب واحد أمر لا يحدث كثيرا، بل إنه من النادر أن تحقق دور النشر أرباحا تعطي للمؤلف مثل هذا المبلغ. وهذا المبلغ الكبير هو مغامرة من الناشر، لأن كتب المذكرات السياسية قد لا تلاقي النجاح الكبير، ومن المعروف أن كتب مذكرات الرؤساء السابقين لم تحقق العائد المتوقع منها، بل إن كتاب الرئيس السابق ريجان حقق خسائر كبيرة لناشره، ولكن دار النشر هذه ستسعى لتحقيق أرباح أو تتوقع ان تكون خسارتها محدودة، وتنظر نظرة تجارية وربحية أخرى، فنشر مثل هذا الكتاب هو دعاية لها ونشر اسمها في كل أرجاء الأرض باتفاقيات الترجمة وإعلانات البيع، فتنظر إلى مثل هذه السمعة والدعاية الكبيرة كعائد يجب ان يقدر بثمن كبير. والاتفاق يقضي بدفع هذا المبلغ للمؤلف مقابل حصول دار النشر على حقوق الطبع في كل أرجاء الأرض وحقوق الترجمة وإعادة الطباعة. وهذا المبلغ هو مقدم، أي أن له الحق في الحصول على مزيد من المبالغ في حالة أن زادت المبيعات على 70 مليون دولار باعتبار أن للمؤلف الحق بنسبة 15? من عائدات البيع، والاتفاق يقضي بأن يطبع الكتاب بطباعة فاخرة في السنة الأولى ليباع بسعر مرتفع، ثم يطبع في السنة الثانية بطبعات عادية وشعبية، ليتاح بيعها للجميع بسعر مقتدر عليه. لذا فإن على الناشر أن يبيع ما يزيد عن مليوني نسخة بسعر 25- 30 دولارا للنسخة، ليعوض الناشر خسائره التي دفعها في هذا المقدم الضخم. من سيكتب الكتاب؟ وسيقوم الرئيس السابق بكتابة الكتاب بنفسه، ولكنه سيحصل على المساعدة الفنية والتوجيه التحريري من أحد كتاب دار النشر المشهورين، كما سيستعين ببعض الباحثين لإكمال التوثيق الذي يحتاجه مثل هذا العمل، لأنه كتاب حقائق وليس رواية خيالية. وتم الاتفاق على أن ينشر الكتاب عام 2003م وهو نفس العام الذي سينشر فيه كتاب مذكرات زوجته، وقد تضاربت الآراء حول سلامة هذا القرار وصحته تجاريا، فقد يكون الإقبال على أحدهما دون الآخر، فالاعتقاد بأنهما سيتحدثان حول نفس المواضيع، وهناك من يرى أن الكل سيسعى ليعرف قول كل منهما، أي أن أحدهما سيكون دعاية للآخر، وسيظهر كتاب مذكرات الزوجة في أوائل عام 2003م لذا فإن الاقتراح هو أن يخرج كتاب الرئيس السابق بعده بعدة أشهر. وقد تم الاتفاق أيضا على أن حقوق الطبع والملكية والترجمة والبيع في خارج الولايات المتحدة الأمريكية تعود للناشر باستثناء الحقوق السينمائية فهي للمؤلف. أي أن الكتاب لو تم الاتفاق على تحويله إلى فيلم فيتم الاتفاق مع الرئيس السابق باتفاق آخر وليس لدار النشر حق الاعتراض. وهذه المبالغ الضخمة قد لا تدخل حساب الرئيس السابق لتبقى به للاستثمار، لأن عليه ديونا كثيرة بسبب القضايا التي تعرض لها، فإن تكلفة دفاعه عن نفسه في قضية السكرتيرة مونيكا لونسكي كلفته الكثير، وقد استدان لتغطية هذه التكاليف التى زادت على 13 مليون دولار، وهو يدفع ما بقي عليه من ديون من دخله من محاضراته التي يلقيها بين فترة وأخرى، وعادة يتحصل الرئيس السابق بل كلنتون على مبلغ مليون دولار على الندوة والمحاضرة. وهو شخصية مقبولة ويتلقى طلبات عديدة من شركات كبيرة تحتاج إلى خبرته ومعرفتة في التعامل مع خفايا البيت الأبيض والعلاقات العامة لطبقات أصحاب القرار النافذ. ???