مغامرة طائشة تنجح في صنع موقع على شبكة الإنترنت

?? اسم الكتاب: القفزة : The leap ذكريات الحب والجنون مع ذهب الإنترنت A memoir of love and madness in Internet gold rush ??اسم المؤلف: توم اسكبروك By Tom Askbrook الناشر: شركة هوتن ميفن :Houghton Mifflin Co ?? قصة من قصص المغامرة الأمريكية الحقيقية، وهذا كتاب اكتسب شهرة كبيرة، وبيع منه مئات الآلاف من النسخ، لأنه يحكي قصة حقيقية لرجل غامر بحياته السعيدة الناجحة من أجل مستقبل مجهول، وهذه هي الروح الأمريكية التي يفخر بها الأمريكيون، ويعتبرونها من صفاتهم وتكويناتهم الشخصية التي تميزهم عن غيرهم. المغامرة تكمن في أن الكاتب ممتهن الصحافة، ولم يكن في يوم من الأيام ذو دراية أو معرفة بعالم الكمبيوتر أو الإنترنت، ولكنه يعلم ويسمع عن هذه الظاهرة التى اكتسحت التجارة، وأصبحت حديث الناس ورجال الأعمال وحديث الصحف، وكان أقصى ما يستطيعه من تعامل في الكمبيوتر هو أن يقرأ بعض الصفحات أو البريد أحيانا على الكمبيوتر، وكان هذا كل علمه وخبرته، ولكنه يسمع من الخبراء أن السنوات القادمة هي سنوات الكمبيوتر والإنترنت. فالكاتب امتهن الصحافة والكتابة وانتقل إلى اليابان وعمل في هونج كونج مراسلا لصحيفة بوسطن غلوب لسنوات عديدة، وزوجته عملت في مجالات تعليم اللغة الإنجليزية مع شركة هناك أيضا، وعاش الزوجان سعيدين مع ابنهما الوليد، وبعد سنوات من العمل في الخارج عاد للعمل في مدينة بوسطن مع جريدته المفضلة والناجحة جدا، وتولى قسم الأخبار الأجنبية في الصحيفة في عام 1980م بعد سقوط جدار برلين وكان له امتيازاته الهائلة ككاتب صحفي مرموق. ولشهادة زوجته وخبرتها في التعليم وجدت ترحيبا لها في معهد (MIT م ا ت) المشهور. أصبح هو وعائلته من أعلام البلد، واشترى بيتا لائقا به وبعائلته في منطقة سكنية غالية تتميز بمدارسها الشهيرة. ووجد أن بجواره أحد زملائه فى الدراسة سابقا وهو المهندس المعماري روللى روس وعادت صداقتهما مرة أخرى ولكن بشكل أكبر، حيث ربطت بين الاثنين أحلام تجارية بإنشاء موقع على الإنترنت، يقدم نماذج هندسية لبيوت يتم هندستها حسب رغبة العميل، فالبرنامج الذي اقترحه زميله المهندس المعماري هو أن يستطيع البرنامج أن يقدم للعميل الذي يرغب في بناء بيت له بدائل وتعديلات للبيت ومواده وأدواته، ويمكن له أيضا تعديل وتغير الأبواب والنوافذ والحمامات والغرف ومساحاتها وتجمعاتها، وهكذا يستطيع العميل أن يصمم البيت الذي يريد بالشكل الذي يريد بالتكلفة والبدائل لها، وتشبع الاثنان بالفكرة وبدآ في إعداد نفسيهما لها. كان عليهما أن يتفرغا لهذا العمل، وقدم استقالته بعد نهاية سنة أخذها من عمله في الجريدة ليفرغ لهذا العمل، وبدأ مغامرته ضد إرادة زوجته، وهي حبيبته الدائمة منذ أيام الدراسة، وهو يعتمد عليها ويستشيرها، ولكنها عارضته بشدة بدعوى أنها مغامرة فاشلة وعليهما التزامات مالية مرعبة، تجاه المسكن الغالي الذي يدفعان أقساطه الشهرية، ولهما ثلاثة أبناء يحتاجون مصاريفهم التي لا تتوفر كثيرا لهما. ويجب أن يعمل الزوجان ليلا ونهارا، للحفاظ على مستوى معيشتهما الذي يكافحان من أجل الحفاظ عليه، وكانت زوجته تسأله الأسئلة الصعبة! عن مدى نجاح المشروع، ومن معه؟ وكيف يدبر الأموال اللازمة؟ وما هي خبرته؟ ومن يضمن له نجاح الفكرة والمشروع! وهو يعلم أن إجاباته كانت ضعيفة وغير مقنعة لها ولكنه شخصيا كان مقتنع بما هو مقدم عليه. كانت زوجته تحارب هذه الفكرة، وهددته بأنها لن تتركه يجرها هي وأولادها إلى هذه الهاوية التي لا تعلم لها قرارا، ولكنه في كل مره يقدم لها الوعود ويفتح لها الآمال، ويعدها بأن ما يقوم به هو لأجلها وللأولاد ولحياتهم جميعا .. ومرت سنة صعبة عليهم فى البيت والعمل بسبب الحاجة الدائمة والملحة إلى نقود لتمويل المشروع، وتمويل حاجاته الشخصية، وكانت مشكلته هو في غضب زوجته عليه، فقد عانت هي كثيرا، ولكنه كان يرى أن النجاح قريب جدا، وكلما أنهى مرحلة من المشروع وجد أنه قريب من النجاح، وهكذا طالت الأيام، ووجد من يساهم معهم فى العمل، ولكن بدون تفرغ دائم، واستعان واستدان من كل من يعرف أن له مقدرة من أهله وأصدقائه من أجل تحقيق هذا الحلم، وكان النجاح بطيئا وضعيفا فى الوقت نفسه، حتى أنه هو نفسه دخلت إليه الشكوك في مغامرته. الرسالة !! وذات يوم وهو يروض نفسه مع ابنته الصغيرة في حديقة عامة كبيرة، تلقى رسالة سماوية دفعته إلى البقاء في مشروعه، فقد لا حظ أن ابنته الصغيرة ذات الأعوام الثلاثة تلاحق ورقة تحاول الإمساك بها، وكلما حاولت الإمساك بها أبعدها الهواء بعيدا عنها فتلحق بها، وخاف هو على ابنته، فناداها أن عليها أن ترجع، ولكنها لم تستمع له أو لم تسمعه فهو لا يدري، ذهب يلحق بابنته وهى تلاحق الورقة الطائرة، وبعد مشوار طويل أمسكت بالورقة وجاءت لأبيها فرحة بما عملته! فرحها ليس بالورقة بل بالنجاح! شعر أن هذه رسالة له واقتنع بالبقاء في مشروعه ومتابعته. وجاءه الأمل بعد طول انتظار، بعرض من شركة مؤهلة ماليا وإداريا بأن تقودهم إلى النجاح، فقد أعجبت الشركة بما عملوه وما قدموه، وأمدتهم بالمال اللازم وكونت إدارة جديدة للشركة وحولتها إلى شركة منتجة، أسموها www.HomePortfolio.com ويعمل بها الآن أكثر من 110 موظفين، وأصبح يزور موقعها ما يزيد عن 600.000 زائر للموقع كل شهر، وأدى هذا النجاح إلى إقبال المستثمرين فيها، فقد قدم أربعة مستثمرين مبلغ 48مليون دولار من أجل مزيد من التوسع والنمو، وأصبحت هذه الشركة إحدى الشركات الناجحة التي ابتدأها هذا الصحفي المغامر، ونجح فيها على الرغم من أن فشل هذا المشروع كان أقرب من النجاح. وهذا ما جعلها قصة نجاح حقيقي. ???