صانع قنبلة صدام له رأي آخر!

??اسم الكتاب : صانع قنبلة صدام : Saddam?s bomb maker ??اسم المؤلف: خضر حمزة جف ستاين By Khidhir Hamza & Jeff stein ??الناشر دار سيمون وشوستر Publisher : Simon & Schuster ? في عام 1994م هرب العالم الفيزيائي العراقي الدكتور خضر حمزة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقر فيها بعد أن منح حق اللجوء السياسي، وكان الدكتور خضر وهو أحد خريجي معهد MIT أم آي تي المشهور، يعمل في معامل العراق منذ 1971 في تطوير الأسلحة العراقية. وهو يعتبر أحد رجالات صدام حسين الذين كان يعتمد عليهم، والمقربين له في هذا الخصوص. والمؤلف يقول إنه ليس من المعجبين بالولايات المتحدة ولا مغرما بها، بل إنه ينتقد تصرفات المخابرات الأمريكية والسياسة الأمريكية ويرى فيها الكثير من الغباء أو البطء، والتردد واتباع سياسة بدون أهداف واضحة. ويقول إن برنامج الولايات المتحدة فى شمال العراق غير مجد فى خلق معارضة قوية، فالغالبية هم من اللاجئين الفارين من حكم صدام، ولكنهم بلا عمل ولا هدف، وتأتيهم المساعدات الأمريكية شحيحة غير مقنعة، ولم يعد اللاجئون يثقون بالولايات المتحدة ولا في برنامجها للقضاء على صدام. ويوجه اللوم للولايات المتحدة بعدم جديتها في القضاء على صدام، ويقول إنها فرطت في فرص عظيمة لإنهاء مشكلة العراق، ويذكر من ذلك ثورة الشيعة في العراق بعد حرب الخليج مباشرة ولم تكن الحرب قد وضعت أوزارها، وكان الشعب العراقي يتوقع مساندة أمريكية ولكنها تخلت عنه. وهو يرى أن الحصار المفروض على العراق، زاد في ألم الشعب العراقي، وأصبح الشعب المغلوب على أمره هو الذي يعاني مشكلة الحصار، وليس الحكام الذين لم يتأثروا بشيء من الحصار. ويقول إن الأوضاع أساسا كانت سيئة للغاية قبل الحصار، ففي عهد صدام تدهور الوضع الصحي والتعليمي والثقافي وعموم الخدمات العامة، جميعها كانت سيئة للغاية منذ حرب إيران. شخصية صدام كما يعرفها المؤلف!! يقول المؤلف إن صدام يعيش في قوقعة من التابعين والعاملين له، لا يهمهم سوى تلبية ما يطلب، لا يعرفون قول كلمة لا له أو لأوامره، ويذكر عن همجية وقسوة صدام حتى على المقربين منه، فهو يذكر بعضا من العلماء والخبراء الكبار الذين كانوا يعملون معه في البرنامج تعرضوا للتعذيب والقتل من قبل صدام، لمجرد إظهار شكهم فى نجاح البرنامج النووي للعراق، ويذكر أن القتل والتعذيب هو أمر عادي، ويتم لأسباب تافهة، أو شك لا مبرر له أو وشاية من صديق أو من منافس، ولم يسلم البعيدون عنه وعن شروره، فقد دعي المؤلف كما يقول هو وأصحاب الحي الذي كان يسكنه ليشهدوا ويؤيدوا إعدام شاب صغير كتب على الجدار كلمة نابية عن صدام حسين. ويصف صدام بأنه ليس ذلك الإنسان الذكي، الذي يستفيد من مجريات الأحداث، فهو لم يستطع أن يفهم الإشارات العديدة منذ عام 1980م التي ترده من الغرب وتحذره أو تساعده أو تذكره أو تهدده. الهدف من مشروع صنع القنبلة !! ويفضح فكرة مشروع القنبلة الذرية العراقية، ويقول إنها فكرة فاشلة، والفكرة ذاتها لم تنشأ من فكرة قومية، ولم تقم عن دراسة وافية، بل إن نشأتها كانت فكرة منافسة بين قطاعات العسكر للاستحواذ على اهتمام الرئيس وإشباع غروره الذي يعرفه العسكر المقربون له. فلم يكن العراق مستعدا وجاهزا صناعيا لذلك، فارتكبت أغلاط كبيرة ومدمرة، بل إنها كانت وسيلة لكسب ونهب الأموال العراقية من قبل المسؤولين، فقد تولى صدام بنفسه إدارة هذا المشروع وأصبح له الأولوية في الأنفاق الحكومي، ولا يرد ولا يناقش أي تمويل مطلوب لهذا المشروع، وتم توظيف مئات الخبراء، واشتري الكثير من الأجهزة والمواد. وأقصى ما وصل إليه المشروع - كان ذلك بعد غزو الكويت- هو تجميع وصنع هيكل القنبلة على شكل بالون والذي كان بحجم الثلاجة الكبيرة مما يستعصي تركيبها أو إطلاقها من أي صاروخ، وتم ذلك بعد توسع واهتمام أكبر لدعم كامل للمشروع، وفي تحركات سريعة لصنع القنبلة الذرية في مركز الإتير فى الصحراء العراقية، وكانت كل هذه الاهتمامات كاذبة وللدعاية فقط، لأنه لم يكن لديهم المادة الأساسية وهي اليورانيوم، فقد كانت العملية كلها عملية فاشلة ومضحكة. والكاتب لا ينكر قدرة العراق على إنتاج السلاح النووي، فهو يقول إن لديهم الكوادر العلمية ولديهم الإمكانية بالاستعانة بخبراء من روسيا، ولكن ليس لديهم إمكانية إخفاء الأمر طالما أن العيون مركزة عليهم. ويتحدث الكاتب عن علاقته بكامل حسين صهر صدام حسين الذي لجأ الى الأردن فى عام 1995م، وكان يرأس مؤسسات التصنيع والتسليح العراقي، وعاد إلى العراق بعد أن فضح أسرار العراق العسكرية، وزود الأمم المتحدة ببيانات عن الأسلحة العراقية، وعاد إلى العراق ليقتل مباشرة بعد عودته، والمؤلف يذكر أن كامل حسين إنسان غير قادر عقليا فقد سبق أن أجريت له عملية لاستخراج ورم فى الدماغ أدت إلى صعوبة في التفكير عنده. وترجع أهمية الكتاب الذي ألفه الدكتور خضر بمساعدة جف اشتاين الخبير فى كتابات الجاسوسية، ليس بالمعلومات الواردة عن السلاح والتسليح فى العراق فهذه معروفة للغرب وللأمم المتحدة جميعها، ولكن ترجع أهمية هذا الكتاب إلى معرفة أفكار صدام حسين، وكيف يعمل ويتعامل مع العاملين معه، فمعرفة صدام وشلته والقيادة العراقية من الداخل، من داخل البؤرة التي يعمل فيها ومنها، هي الأمر غير المتوفر للاستخبارات الغربية، وهذا الكتاب أنار للمطلعين الكثير مما يخفى عليهم .. ???