الشهيد محمد الدرة على لسان شعراء العرب

??اسم الكتاب: ديوان الشهيد محمد الدرة ??المشاركون : الشعراء العرب من المشرق للمغرب الناشر: مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري طبعة أولى عام 2001م ( ثلاثة مجلدات) ?في لقطة تلفزيونية مروعة أثناء مطاردة الجنود الإسرائيليين، لأطفال الحجارة الفلسطينيين العزل إلا من حجارة لا تصيب وإذا أصابت لا تجرح وإذا جرحت لا تقتل، يرد الجنود الإسرائيليون على هذه الحجارة، بإطلاق الرصاص الحي على الأطفال الصغار، وتمكن أحد المصورين من متابعة مقتل أحد الأطفال الفلسطينيين، وسجلها على شريط فيدو والتقط صورة للطفل العربي وهو يحتمي بابيه من رصاص الجند الإسرائيلي، ويظهر في الصورة الأب وهو يصرخ بالجنود ان لا يطلقوا النار فهو أب أعزل، وابن قاصر، لا يحملان سلاحا، ولكن الجندي الإسرائيلي بهمجية ووحشية، لا يمكن أن يتصف بها إنسان من بني البشر يواصل إطلاق النار، و يجرح الأب ويعيقه عن الحركة ويقتل الابن وهو في حضن أبيه الجريح. هذا المنظر الذي ظهر على شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم أثار النفوس الإنسانية جميعها غربية وشرقية وأدان الجميع هذا العمل الهمجي الإسرائيلي اللاإنساني. وسالت دموع كثيرة على هذا الطفل، وهو الطفل محمد الدرة لبشاعة المنظر وقسوته، وتأثر العرب كثيرا لعجزهم عن رد هذا العدوان، عن هذا الشعب الأعزل المغلوب على أمره، وانطلقت حناجر الشعراء وأقلامهم، تقول بما يشعر به الضمير العربي من هذه المأساة، والتخاذل العربي والإسلامي، والصمت العالمي أمام العدوان الإسرائيلي. هذا المنظر والحادثة استحثت القائمين على مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في الكويت، وأعلنت عن عزمها في أن تقوم المؤسسة بعمل يسجل هذا الحدث بخاصة، وانتفاضة الأقصى عامة، ونشرت إعلاناتها فى الجرائد العربية من المحيط الى الخليج تعلن عن رغبة المؤسسة بإصدار ديوان شعري باسم محمد الدرة وهو الطفل الشهيد، وأعلنت عن جائزة لأحسن قصيدة. ولقيت هذه الدعوة استجابة كبيرة من الشعراء، فالمنظر المؤلم لذلك الطفل وهو يصارع الموت، ألهب النفوس وتوالى الشعراء كتابة قصائدهم المتفجرة بالحماس والغضب والبكاء والحيرة والاستنجاد بالله، وجلد الذات، والشماتة بالعرب، والسب والقذف لليهود ومن ناصرهم. ورد في مقدمة الكتاب أن عدد الشعراء المشاركين بلغ 1682 شاعرا من مختلف الأقطار العربية، وكأنه إعلان عن الوحدة العربية والتأييد الشعبي للقضية الفلسطينية، فلم يخل وطن عربي من المشاركة منه بعدة شعراء، وزاد عدد القصائد عن 2200 قصيدة تم اختيار 815 منها لتكتب في هذا الديوان الضخم الذي يتكون من ثلاثة مجلدات، زادت عدد صفحاته عن 1700 صفحة، احتوى على أكثر من 30.000 سطر من بيت شعر أو جملة شعرية نثرية. وقد اختارت اللجنة قصيدة درة الشهداء للشاعر الجزائريفتى الأوراس لتنال الجائزة الأولى حيث نالت استحسان اللجنة المنظمة. ونالت قصيدة عبد الله عيسى السلامه وعنوانها راعف جرح المروءة من سوريا الجائزة الثانية. وسلمت الجوائز للفائزين بالجزائر، وبحضور والدة الشهيد محمد الدرة، التي نالت التقدير والاحترام من قبل الجميع وعلى رأسهم رئيس جمهورية الجزائر عبد العزيز بو تفليقة. مقتطفات من الديوان: ونقدم للمتصفحين لنادي الكتاب مختارات من هذا الديوان الكبير، المملوء بالقصائد الجميلة التى تستحق القراءة والاطلاع عليها. هذه أجزاء من قصيدة درة الشهداء الفائزة بالجائزة الأولى : ?? الشاعر الزبير عبد الحميد در دوخ وهو جزائري مواليد 1965م . القصيدة متوسطة الطول وتبلغ 32 بيتا شعريا وتبدأ بهذه الأبيات الثلاثة: عانقت جرحك كي تظل الأطهرولكي تجل على الزمــان .. وتكبرا الجرح أجدر بالعنـاق .. لأنـه نور توضأ بالدمــاء .. وتعطــرا يا درة الشهداء .. كيف يضمـه صدر الزمان؟! وكيف يحويه الثرى؟!! . ويواصل الشاعر قصيدته ويقول: يا واهب الروح الزكية ..لا أرى إلاك حيا في الحياة .. فمن يرى؟!! غير الذي اغتسل الثرى بدمائه!! يا طيب ما اغتسلت به روح الثرى!! ?? الشاعر عبد الله عيسى السلامة نال الجائزة الثانية : من سوريا من مواليد 1944 وله أربع دواوين شعرية. وقدم مشاركته بنوعين من الشعر المنظوم والمنثور ونشرت قصيدته الطويلة على 16 صفحة نورد هذا المقطع الداخلي من قصيدته التى أسماها راعف جرح المروءة رقيت نقيا ، ومثلك يرقى ونحتاج نحن أباء وعتقا انكسر قيدا وندفن رقا ونحتاج غيما ورعدا وبرقا ونحتاج حبا ، وطهرا ، وصدقا ونحتاج نورا يغوص عميـقا يطهر عمقا .. ويدفئ عمـقا وينسل .. يوغل بين العروقيحفز عرقا .. ويبرئ عـرقا ونحتاج كي لا يذل الرجـال دما في الشرايين يدفـق دفقا ونحتاج ألا نكون قطيعــا لوغد يرى الظلم عـدلا وحقا ونحتاج ألا يعيث بنــا وثن،عابث يسحق الشعب سحقا. راعف جرح المروءة راعف .. ينهل منه الغيث ورديا ، ويأبى ان يسوءه راعف ، يا وردة في مهمه الروح، وسطرا في نبوءة يا سراجا أشعل الغابات في أعماقنا لما اشتعل فتلظى لهل التنور يجتاح الحنا يا .. والمقل وديوان محمد الدرة يفيض بالروائع من الشعر العربي الجميل، ووجدنا حيرة في اختيار بعض القصائد ليس من قلة بل من كثرة الجودة والإبداع، ونختار للمتصفحين هذه الأبيات لشاعرين قدما مساهمتهما الجميلة : ??الشاعر إبراهيم عبد الحميد الأسود سوري من مواليد 1952م له ديوان بعنوان أرجوان على شفا الجراح. عنوان القصيدة التى قدمها إلى الديوان من رماد القلب بعد خمسة أبيات ( من 75 بيتا شعريا) يواصل الشاعر قصيدته من رماد القلب ليقول : ضحكت تأسيا وتعــزيةوالنفس قد سالت بها العبـــرة لحضارة زعموا بان لـها هدفا يسامي كوكب الزهـــرة وإذا الحضارة في توثبـها تنحط كي تستهدف الزهـــرة وتقدم وصفوا تقدمـــه على مثـال من النـــــدرة فإذا بهم وبه ، وغايتــهالقصوى فقط ان يقتنصوا الدرة ?? وهذه بعض أبيات من قصيدة الشاعر عبد المنعم عواد يوسف مصري من مواليد 1933 له دواوين أشهرها عناق الشمس: عنوان القصيدة القاتل الموتور لم يقتلك.. لكن خلدك كحل عيونك بالتراب ونـــم قـريرا يا بني ما عاد يفزعك اللهيب ولا الرصاص البربري صبوا عليك جحيمهم فعبـرت من هذا الجحيم لتعيش في أفق السعادة في حمى رب رحيـم لم يقتــلوك ، وإنمــا بغبائهم قد خلـدوك فاعجب لغفلتهم فهم من دون قصد كرمـوك ???