الحرة والشريفة ألقاب ملكات من التاريخ

??اسم الكتاب : سلطانات منسيات ??اسم المؤلف : فاطمة المرنيسي المترجم : فاطمة الزهراء أزرويل الناشر: المركز الثقافي العربي ??كتاب له قيمة تاريخية، ومرجع لتاريخ الحكام من النساء اللاتي وصلن لسدة الحكم في العالم الإسلامي والعربي، تقدمه لنا الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي التي سبق أن قدمت للمكتبة العربية الكثير من الكتب ذات الاهتمام النسوي مثل كتابها نساء على أجنحة العالم. وفي كتابها هذا، تفرق المؤلفة بين نوعين من السيدات ذات المراكز الهامة، فهناك أمهات الخلفاء وزوجاتهم اللاتي اشتهرن في التاريخ لما لهن من قوة وتأثير إما على الأزواج أو على الأبناء، كالخيزران زوجة المهدي الخليفة العباسي الثالث، وهي أم هارون الرشيد التي تمتلئ الكتب بقصصها معه ومع أبنائها الآخرين، وهناك سيدات لم يتوقفن عند هذا الحد من التأثير وتولين الحكم وأصبحن على رأس الهرم السياسي، وهؤلاء السيدات هن موضع اهتمام الكاتبة. في هذا الكتاب تطرح المؤلفة السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو من هن هؤلاء النساء اللاتي نلن شرف التاريخ؟ وذكر اسمهن مع الحكام الرجال، ودعي لهن في المساجد في خطبة الجمعة والأعياد، وضربت باسمهن العملات وخلدن في التاريخ؟ وهل كن يتصفن بصفات غير اعتيادية ؟ هل كن فاتنات، أو ذوات إغراء أو ذكاء خارق ؟ أم كن ذوات قلوب فولاذية جامدة وباردة؟ تجيب الكاتبة الباحثة على هذا السؤال الهام إجابة مقنعة فهي تقول إن الوصول إلى العرش لا يتم إلا بالزواج من رجل يملكه، فتأخذه المرأة منه؟ وهي تسجل حقيقة تاريخية مفادها أن جميع الملكات والسلطانات كن متزوجات، عندما تولين السلطة، باستثناء وحيد في التاريخ وهو حال السلطانة راضية ابنة التتمش علم خان ملك دلهي سنة 634هـ ، وكان لقبها الرسمي عمدة النسوان ملكة الزمان السلطانة راضية بنت شمس الدين التتمش ، تولت العرش بعد أبيها وهي لم تتزوج. وهناك هدف آخر لهذا الكتاب وهو محاولة لإلقاء الضوء على مجموعة من السيدات تولين الأمر والحكم ولم يذكرهن التاريخ فتقول المؤلفة: قذف سقوط غر ناطة بحرات أخريات إلى الساحة السياسية، نساء ينتمين إلى النخبة، كن سيعشن حياة الحريم الخاملة لولا أن النكبة رمت بهن إلى المعمعة، وأجبرتهن على تحمل مسئولية ذاتهن ،.. لم تجد إحداهن وهي مغربية من أصل أندلسي بدا من خوض غمار القرصنة، وأبرزت في ذلك مواهب خارقة فلقبت بحاكمة تطوان وقد قوبلت هذه الحرة الثانية بنفس الصمت من لدن المؤرخين إننا لا نجد البتة معلومات في المصادر العربية عن هذه الملكة التي ما رست السلطة عمليا خلال ثلاثين سنة (916-949هـ) وكانت المحرك للعبة السياسية في ذلك الوقت المضطرب. كتاب سلطانات منسيات يقدم وجهة نظر هامة، فهو سجل للسيدات اللاتي تولين العروش العربية والإسلامية، وهو أمر حدث كثيرا في التاريخ الإسلامي ولكنه أمر أملته ظروف خاصة وفوضى سياسية تحدث في قصر الحكم، وعادة فإن كرسي الحكم لا يجلس عليه سوى الإنسان القوي في المجموعة التي حول هذا الكرسي، وكثيرا ما يكون هذا القوي امرأة، ولا تخلو القصور من امرأة قوية تفوق بقدرتها وحنكتها القريبين من تولي العرش. وللكاتبة ملاحظة قيمة وهي أن ظهور المرأة على المسرح السياسي وتوليها القيادة في الأزمان السابقة ما هي إلا رسالة احتجاج عن سوء الحكم من الفئة الملزمة بإقامتها والتي فشلت فتولت المرأة هذا المكان الشاغر. وهي ترى أن بروز النساء على الحلبة السياسية الإسلامية كان دائما وأبدا خلال الأحداث الكبرى التي تكتسي صبغة الفوضى. وتضرب لذلك مثلا عند تولى السلطانة شجرة الدر والتي صاحب حكمها سقوط الدولة العباسية في بغداد، كما تذكر وقائع تولى الحرة عائشة الحكم في آخر أيام العرب في غرناطة. مسميات متنوعة : وتعرض المؤلفة إلى الألقاب والمسميات العديدة التي تمنح للمرأة الحاكمة التي تتولى السلطة، ففي كل زمان لها اسم، لعدم وجود سابقة ولاية العهد لامرأة مما يجعل اللقب مولد لحظة الحكم، وليس أمرا مخططا له بولاية العهد. وهناك أنواع من الألقاب للمرأة عندما تكون في قمة السلطة وهي ملكة أو سلطانة أو حرة أو الست أو الخاتون، وهناك لقب واحد نالته واحدة من بنات اليمن عندما تولت الأمر والدعوة للإمامة الزيدية وهى الشريفة فاطمة التي توفيت عام 860هـ وهذه الألقاب تناولتها الكاتبة بالكثير من التفصيل، وتذكر أن التاريخ لم يسجل حالة واحدة أعلنت فيها المرأة أنها خليفة للمسلمين، لأن الخلافة لها شروطها التي لا تنطبق على المرأة، لذا فإن أقصى ما وصلت إليه قوة المرأة السياسية هي أن تكون ملكة أو سلطانة، ولم تجرؤ أي امرأة أن تعلن عن خلافتها للمسلمين. وهى تتكلم عن لقب الحرة وتقول نالت هذا الاسم ملكتان يمنيتان عاشتا في القرن الحادي عشر والثاني عشر هما أسماء وعروة، كما لقبت بهذا اللقب الملكات العربيات في الأندلس. الفرق بين الحاكم الرجل والحاكم المرأة: وفي دراستها الشيقة تخرج لنا بنتيجة هامة وهي كما كتبت تقول ما أن حصلت النساء على السلطة حتى مارسن فظاعات لا يحسدهن الرجال عليها، وكما لدى الرجال، مارست النساء الاغتيال السياسي حين تدعو إليه الحاجة، معتمدات على وسائلهن الخاصة، والتي قد تكون أحيانا أقل عنفا ، كالخنق ودس السم عوضا عن القتل بالسيف وهي الطريقة المتبعة عند الملوك من الرجال. ???