الأدب العربي يسحر كاتبا أمريكيا !!

??اسم الكتاب: الخيل والليل والبيداء Night and Horses and the Desert: An Anthology of Classical Arabic Literature ??اسم المحقق: روبرت إرون By Robert Irwin الناشر: أوفرلوك برس Publisher: Overlook Press: الليل والخيل والبيداء؛ بهذا الاسم وهذا العنوان ظهر هذا الكتاب يحمل الشطر الأول من قصيدة المتنبي التي تقول: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم نشر هذا الكتاب عن الأدب والشعر العربي، كتاب يؤرخ الأدب العربي ويعرف به، ويقدمه للقراء غير الناطقين باللغة العربية، كتبه أيضا واحد منهم أي من غير الناطقين بها، ويعرف أيضا ويقدم الكتاب والأدباء العرب الأولين، وشعراء العصور الماضية، صدر فى الولايات المتحدة فى أواخر عام 2000م. ومن المعروف أن الشعر العربي لم ينل حظه من الترجمة للغات الأوروبية، لأسباب عديدة أهمها أن الشعر العربي مبني على أوزان وقافية مما تعطيه الموسيقى التي تميزه عن غيره، ومن الصعب نقل فكرة الشاعر بنفس لغة الشعر بوزنه وقافيته إلى أي لغة أخرى. فإن تمكن المترجم من نقل الفكرة فإنه كثيرا ما يفقد الموسيقى الشعرية، وإن اهتم بالموسيقى على حساب المعنى والفكرة فإنه سيخرج شعرا ممسوخا، بلا معاني، لذا فإن أي ترجمة تحتاج أيضا إلى شاعر يجيد نقل الفكرة واللغة. ومما يعيق ترجمة الشعر العربي إلى اللغة الإنجليزية أو اللغات الأوروبية أن شعر الغزل وشعر الحماسة وشعر الفخر وشعر المديح جميعها لا تستهوي الفكر الغربي الذي يبحث عن أفكار فلسفية أكثر مما يبحث عن لغة ثرية ومعان رمزية، تحتاج إلى شرح مفصل وموسع عن معانيها وأماكنها وماذا يقصد الشاعر فيها، مما يفسد على القارئ المتابعة. ومن هنا نجد أن الشعر الفارسي والشعراء الفارسيين معروفون في الفكر الغربي أكثر مما هو معروف من الشعراء العرب، لأن أصحاب الشعر الفلسفي مثل الشاعر جلال الدين الرومي نال من الاهتمام والذكر أكثر مما ناله أبو نواس أو المتنبي. لذا فعندما يتقدم مؤلف هذا الكاتب بتقديم هذا الكتاب عن الأدب والشعر العربي القديم فإنه عمل جريء وعظيم، فهو يحاول أن يكسر الحاجز القديم ويقدم الشعر العربي بلغة هذا اليوم للعالم الغربي. وهذا الكتاب يتابع حركة الشعر العربي على مدى ألف عام من القرن الخامس حتى القرن السادس عشر، ويبدأ فى فصله الأول بالشعر الجاهلي حتى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتحدث عن الأدب والقرآن الكريم، وما تأثير القرآن الكريم على الآداب العربية عموما. ويتحدث فى فصل كامل عن أدب القصور، وهي كما يقول جنة الأدباء ومسرحهم وكانت القصور كالجامعات في زماننا الحاضر، فهي التي تستضيفهم وتتبناهم وتشهرهم، وتخرجهم إلى آفاق أوسع، كانت القصور جامعات ونواد أدبية حافلة بالشعراء والكتاب والمفكرين الذين نمو فى ظل القصور. وأعجب المؤلف بالنظام السائد آنذاك والذي أدى إلى ظهور شعراء ومفكرين أفذاذ، ويقول عن ثقافة مجلس الخليفة أو الأمير أو الوالي حيث يجتمع الشاعر والحكيم والمفكر معا أمام السلطة أو الحاكم، أو أمام المال، وتكون المنافسة للأسرع والأحكم والأجمل، فيفوز الأفضل بالمال والجاه والرضا، وهذا التنافس يولد الجودة ويصقلها، ويجعل الذهن حادا وشديد الحضور، حتى ولو بسلاطة اللسان أو البحث عن الإنقاذ بنكتة أو فكاهة تهون المصيبة أو تلين الصلب. وتحدث في فصل طويل عن الأدب الأندلسي وأسماه المملكة المفقودة. ونقل الكثير من الأشعار التي ترجمها غيره في محاولاتهم لنقل الصورة الشعرية العربية، ويقارن بين أفكار الشعراء العرب والأفكار الغربية، فهو يقارن بين شعر الشاعر العربي ابن الشهيد والكوميديا الإلهية لدانتي من حيث وصف الحياة الآخرة، ويبين كيف أن دانتي أخذ أفكاره من هذا الشاعر الملهم بفكره وشعره. وقد انصف المحقق فيما كتبه عن الأدب والشعر العربي فهو يقول إن الشعر العربي من أعظم ما لدى العرب، ولم يعط حقه في الترجمة أو الدراسة، ففيه الكثير من الفلسفة والفكر وفيه أمور جديدة على العالم الغربي في ثقافته الحالية، ولكنها معروفة وسبق أن تعرض لها العرب في السابق في أشعارهم أو أدبهم، ويذكر قائمة من الكتب التي تتحدث في الأدب، مثل كتب الجاحظ جميعها، ومقامات الحريري الذي يقول إن الكثيرين في ذلك الزمن لم يكونوا يقتنونها لأن الناس تحفظها عن ظهر قلب. ويرى المؤلف أن أي كتاب عن العرب والأدب العربي سيقارن بكتاب ألف ليلة وليلة، ولكن ليس هناك مجال للمقارنة بين الاثنين. هذا كتاب جمع فيه المحقق بعض ما أعجبه من شعر وأدب العرب، واستعان المؤلف بمقولة ترد في كتب العرب عن الكتاب بأنه مفيد بأي حال، ويصفون الكتاب بأنه حديقة يحملها الإنسان تحت إبطه أو وردة يضعها فى حجره أو حيث الموتى يتحدثون فيه للأحياء، ويالها من تجربة إنسانية. وقد حاول المحقق ترجمة بعض أبيات الشعر واختار بعض أشعار المعتمد الشاعر الأندلسي ليرى القارئ الغربي قوة الصورة والتصور والخيال عند الشاعر العربي، وقد نجح في نقل تلك الصورة، ولكن ليست بذلك الجمال العربي الذي صبغت به. ???