دراسة تفاجئ الجميع عن «الوعي المبكر» للأطفال

صورة تعبيرية

هارفارد: وفقًا لدراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة هارفارد، ونُشِرت مؤخرًا في مجلة علم النفس التنموي، فإنَّ التدقيق في الوجوه يبدأ في وقت مبكر من حياة الطفل، وهو أكثر دقة بكثير مما يعتقد الكثير من الناس، قد لا يقول الأطفال ذلك، ولكن وقبل أن يتجاوزوا الثالثة فإنهم يعطونك نظرةً جيدةً في اللحظة التي يقابلونك فيها، ويحكمون كثيرًا على ما يرونه، فيما كانت هناك فكرة مضللة مفادها أنَّ الأطفال هم أوعية فارغة تتدفق فيها الثقافة ببطء أثناء مراحل حياتهم.

الدراسة تمَّت على أربعة أجزاء، بدأت بجمع مجموعة من 99 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 11 عامًا، عُرِض عليهم صور لوجه ذكر تم التلاعب به بالكمبيوتر ليبدو إما جديرًا أو غير جدير بالثقة (تعبير مريح مقابل عيون عريضة) أو مهيمنًا أو خاضعًا (عيون مجرفة باهتة وشفاه ضيقة مقابل حواجب مرتفعة قليلًا وفم منخفض إلى حد ما) ومختصًا أو غير كفء (عيون مركزة بإحكام وفم محدَّد مقابل مظهر غير مركز وفم بلا تعبير)، وشاهد الأطفال الوجوه على شاشة الكمبيوتر وطُلب منهم الإشارة إلى الوجوه اللطيفة وبشكل عام تقريبًا، قام الأطفال بتحديد اللطيف والجدير بالثقة والخاضع والكفء بشكل جيد وبنسبة 84% حتى في سن الثالثة، وأصبحت النتائج أكثر ذكاءً عندما سُئِل الأطفال عن السلوكيات التي يمكنهم استنتاجها من الوجوه في الصور، وكافح الأطفال الأصغر سنًا مع هذا الجزء، وبحلول سنّ الخامسة تعامل الأطفال مع هذه المفاهيم بشكل أفضل.

وكانت الدراسة الثانية متطابقة بشكل أساسي مع الدراسة الأولى، فيما عدا أنَّه تمَّ التلاعب بصور الوجوه بحيث كانت الاختلافات في التعبيرات أكثر ذكاءً، وأصعب من الناحية النظرية، لكن الأطفال قاموا بنفس ما قاموا به في الدراسة السابقة..

في الدراسة الثالثة عُرِض على الأطفال صور للوجوه الأكثر تطرفًا وأقل هيمنة أو الخاضعة للثقة أو الجديرة بالثقة أو غير الجديرة بالثقة، وتم إعطاؤهم مجموعة مختارة من الصور من الأشياء المرغوبة كالحلوى والموز والشوكولاته، ثم عرضوا الوجوه وسألوا: لمن تعطي ما معك؟ وجمعت الدراسة النهائية بين تلك السابقة، وطلبت من الأطفال تحديد الوجوه الأكثر إيجابية واختيار تلك التي يجب أن تتلقى الهدايا.

لتخلص الدراسة بأنَّ الأطفال يتسمون بالتمييز، ويعرفون تمامًا ما يحلو لهم ومن يحبون، كما أنهم يتخذون تلك القرارات بسرعة ويتصرفون وفقًا لذلك، ويتحسنون مع تقدمهم في العمر.