بالأرقام.. النظام الجديد لـ #كأس_آسيا ينجح من الجولة الأولى

كأس آسيا

أبو ظبي: "عشرة انتصارات وتعادلان، 36 هدفًا ومفاجأتان".. هكذا يمكن تلخيص الجولة الأولى من مباريات الدور الأول بالنسخة السابعة عشرة لبطولة كأس آسيا لكرة القدم المقامة حاليًّا بالإمارات.

إلى جانب كونها نسخة تاريخية حيث تشهد مشاركة 24 منتخبًا للمرة الأولى، كانت الإثارة حاضرةً فيها منذ اللحظة الأولى ما يمنح صك النجاح مبكرًا لقرار الاتحاد الآسيوي بقيادة الشيخ سلمان بن إبراهيم بشأن زيادة عدد الفرق المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخبًا بداية من هذه النسخة.

وعلى مدار 12 مباراة أقيمت في الجولة الأولى من مباريات دور المجموعات، تحقّق الفوز في عشر مباريات وانتهت مباراتان فقط بالتعادل، وكان طرفا كل من هاتين المباراتين من المنتخبات العربية حيث تعادل المنتخبان الإماراتي والبحريني 1 / 1 في المباراة الافتتاحية للبطولة بينما تعادل منتخبا سوريا وفلسطين سلبيًّا.

وعلى عكس بعض الانتقادات التي وُجّهت مبكرًا إلى قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة بداعي أنّ هذا قد يضعف مستواها رغم نجاح التجربة على مستوى كأس الأمم الأوروبية في 2016 التي كشفت النقاب عن منتخبات قوية مثل المنتخبين الأيسلندي والويلزي، كانت الإشادة قوية بمستوى معظم مباريات الجولة الأولى والتي ظهرت فيها الندية والتكافؤ في المستوى.

ويتضح من مستوى الأداء ونتائج المباريات أنّ الفوارق بين المنتخبات العملاقة في القارة الآسيوية لم تعد كبيرة كما كان في الماضي.

وشهدت أكثر من مباراة دليلًا دامغًا على ذلك، حيث كان من المتوقع أن تكون هذه المباريات محسومة تمامًا لكنّها شهدت صراعًا قويًّا على نقاط الفوز، ويأتي في مقدمتها مباراة كوريا الجنوبية والفلبين في المجموعة الثالثة والتي انتهت بفوز صعب 1 / صفر للمنتخب الكوري العملاق الفائز بلقب البطولة مرتين من قبل.

ولم يتحقّق الفوز على المنتخب الفلبيني الذي يخوض البطولة للمرة الأولى إلا من خلال هدف في منتصف الشوط الثاني بعدما أحرج النمر الكوري على مدار الشوط الأول ونصف الشوط الثاني.

ولم يختلف الحال كثيرًا في مباراة المنتخبين العراقي والفيتنامي التي انتهت بفوز العراق 3 / 2 بفضل هدف في اللحظات الأخيرة من المباراة علمًا بأنّ المنتخب الفيتنامي يخوض البطولة للمرة الرابعة فقط، لكنه أحرج نظيره العراقي الفائز باللقب الآسيوي في 2007 .

وتقدم المنتخب الفيتنامي مرتين وتعادل أسود الرافدين في المرتين قبل تسجيل هدف الفوز والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وشهدت المجموعة السادسة ما يشبه هذا السيناريو وذلك خلال مباراة منتخبي اليابان وتركمانستان، حيث كان المنتخب التركماني هو البادئ بالتسجيل وأنهى الشوط الأول لصالحه بهدف نظيف قبل أن يقلب المنتخب الياباني النتيجة لصالحه 3 / 2 في الشوط الثاني.

وقدم المنتخب التركماني الذي يخوض البطولة للمرة الثانية فقط في تاريخه، عرضًا قويًّا أحرج به نظيره الياباني صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب (أربع مرات).

وكان منتخب قيرجيزستان الذي يشارك للمرة الأولى في البطولة ندًا قويًّا لنظيره الصيني في المباراة التي انتهت بفوز الأخير 2 / 1 ضمن منافسات المجموعة الثالثة.

وفجر المنتخب الأردني أبرز مفاجآت الدور الأول عندما انتزع فوزًا غاليًّا 1 / صفر على نظيره الأسترالي حامل اللقب ليوجه لطمة مبكرة إلى أحد الفرق المرشحة للفوز باللقب.

ورغم التقارب في المستوى بين الفريقين المتنافسين في أكثر من مباراة، شهدت مباريات الجولة الأولى حصيلة جيدة من الأهداف حيث بلغ عدد الأهداف المسجلة 36 هدفًا بمتوسط تهديف بلغ ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة وهو ما يزيد على متوسط التهديف في الجولة نفسها من النسخة الماضية من البطولة التي شهدت تسجيل 20 هدفًا في ثماني مباريات بمتوسط تهديف بلغ 2.5 هدف للمباراة الواحدة.

لكن ارتفاع متوسط التهديف في الجولة الأولى من النسخة الحالية لا يمكن ترجمته على أنه انعكاس لفارق كبير في المستوى حيث انتهت مباراتان بالتعادل كما انتهت ست مباريات بفوز أحد الفريقين بفارق هدف واحد ومباراة واحدة فقط بفوز أحد الفريقين بفارق هدفين.

وكانت الحصيلة الجيدة من الأهداف نابعة من تميز واضح للمنتخبين السعودي والإيراني اللذين سبق لكل منهما الفوز باللقب ثلاث مرات حيث حقق الأول الفوز على كوريا الشمالية 4 / صفر والثاني على المنتخب اليمني 5 / صفر كما فاز المنتخب الهندي على نظيره التايلاندي 4 / 1 لتشهد المباريات الثلاثة 14 هدفا وهو ما يزيد على ثلث أهداف هذه الجولة.

ورغم أنّ البطولة ما زالت في بدايتها، أسفرت الجولة الأولى عن إقالة أحد مدربي الفرق المشاركة وهو الصربي ميلوفان راييفاتش المدير الفني للمنتخب التايلاندي بعد الهزيمة الثقيلة أمام الهند لكون النتيجة ليست معبرة عن تقارب مستوى الفريقين بل والمستوى الرائع للمنتخب التايلاندي.