#السعودية تصنع #السلام بـ"معادلة فريدة" في #القرن_الإفريقي

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

جدة: يمثّل النجاح السعودي المتنامي في منطقة القرن الإفريقي، أحد النتائج المهمة لسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يرعى اليوم الأحد، قمة استثنائية لقادة دول هذه المنطقة، تتضمن توقيع اتفاق سلام تاريخي بين إريتريا وإثيوبيا.

ولسنوات طويلة، ظلت المملكة تتعاون مع دول القرن الإفريقي في مجالات فنية وتجارية، فضلًا عن دعمها إنسانيًّا، دون أن تقترب من قضايا الصراع والتنافس القائمة بينها، الأمر الذي استغلته قوى إقليمية من خارج حوض البحر الأحمر لتحقيق أهدافها الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب تعويق محاولات السلام التي بذلتها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وقبل دخول الوساطة السعودية على خط الأزمات القائمة بالمنطقة، ظل القرن الإفريقي -الذي يشمل كلّا من؛ الصومال، وجيبوتي، وإرتريا، وإثيوبيا، إضافة إلى السودان، وجنوب السودان وكينيا وأوغندا، ساحة تنافس دولي، نظرًا للأهمية الكبيرة التي استمدّها من موقعه الجغرافي؛ حيث تطلّ بعض دوله على المحيط الهندي، كما يتحكم بعضها بالممرات الاقتصادية والعالمية كالبوابة الجنوبية لمضيق باب المندب.

وبحسب الباحث بمركز مقديشو للدراسات عمر حسن، فإن الاهتمام السعودي بالوساطة بين دول القرن الإفريقي شكّل تحولًا استراتيجيًّا في توازنات المنطقة، بعدما قامت الرياض بتعزيز علاقاتها بهذه الدول كافة، وبدأت في تحرك جادّ ومكثّف لإنهاء التوترات القائمة بينها، خلافًا لما تفعله الدول الأخرى، التي تعمل في الغالب على تأجيج الصراعات وإشعال الحروب.

يؤكد ذلك أن الرياض تحولت، خلال فترة وجيزة، إلى مركز للتفاعلات الإيجابية الخاصة بمستقبل القرن الإفريقي، فقد استقبل خادم الحرمين الشريفين قادة هذه الدول في أكثر من مناسبة، وأجرى معهم مباحثات مطولة، بينما نشطت الخارجية السعودية في تعزيز مساحات التفاهم المتاحة أمام تلك الدول، الأمر الذي أثمر -في نهاية المطاف- تحولات كبرى، قطعت الطريق على المتربحين من استمرار الصراعات والحروب.

ويعلق الكاتب الصومالي محمود نور على دور السعودية في منطقة القرن الإفريقي قائلًا: "تحتلّ المملكة العربية السعودية مكانة خاصة ومميزة في قلوب الصوماليين، ليس قط لأن المملكة تحتضن الحرمين الشريفين، وإنما أيضًا بسبب العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين والدور الذي لعبته المملكة شعبًا وحكومة في مساعدة الصوماليين، ووقوفها إلى جانبهم في محطات حَرِجَةٍ مرَّ بها الصوماليون عز خلالها الصديق وقل فيها الناصر، بدءًا من أيام الاستقلال؛ حيث كانت الصومال بحاجة ماسّة إلى من يدعمها وينقذها من الارتماء إلى أحضان مستعمريها، ومرورًا بحرب 77 مع إثيوبيا، وانتهاء إلى سنوات الحرب والمجاعة".

ويضيف الكاتب نفسه، عبر مقال نشره مركز "مقديشو للدراسات": "لم تكن السعودية يومًا تتردد في الاستجابة لنداءات الاستغاثة من إخوانها وأشقائها في الصومال، وكانت مشاركتها لم تكن تقتصر على المستوى الشعبي، وإنما كانت بتوجيهات من القيادات العليا للمملكة؛ إيمانًا منهم بضرورة وفاء حق المسلم على أخيه المسلم، ونظرًا لأهمية الصومال وموقعها الاستراتيجي، وباعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي السعودي".

ويتابع: "شاركت السعودية بقوة في جميع مؤتمرات المصالحة التي عقدت في كل من جيبوتي، وأديس أبابا، ونيروبي، بل استضافت في جدة قيادات من الحكومة الصومالية عام 2007، ووعدت بتقديم ملايين الدولارات لإعادة بناء المؤسسات الوطنية وإعمار البلاد، كما طرحت مبادرة للمصالحة بين حكومة الرئيس الراحل عبدالله يوسف والمحاكم الإسلامية.

ويؤكد الكاتب نفسه أنه "منذ ذلك الحين وإلى اليوم لا تفتأ تذكر الصومال، وتسعى إلى تحقيق هدفها السامي، وأن ترى الصومال قوية موحدة، ولهذا لا تدع تستضيف رؤساء الصومال إلى الرياض وجدة؛ لبحث تعزيز العلاقات وسبل التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتقديم مساعدات إنمائية غير مشروطة للصومال وشعبها".