السعدون يطالب الهيئة بمحاربة الدجل وكشف زيف المتاجرين بالأمراض البدنية والنفسية

الرياض: قال عضو مجلس الشورى عبدالله السعدون في مداخلة له على تقرير الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ ناقشه المجلس الثلاثاء الماضي ـ أن وجود مفهوم السحر ضمن أنشطة الهيئة و تشكيلها وحتى التعامل معه قد يسهم في نشر هذه الثقافة لدى دون قصد، بل قد يقدم خدمة مجانية لمن يدعون السحر والشعوذة، وهو ترسيخ لهذه الثقافة لدى العامة وللمزيد من السيطرة على عقول البسطاء من قبل هؤلاء المشعوذين، والهيئة لديها قسم لمكافحة السحر والشعوذة، وأشار إلى أن القرآن الكريم أورد السحر لنفي مفعولة وليس لإثبات ضرره، يقول تعالى "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"، أيضاً نجد ذلك في قصة موسى عليه السلام مع فرعون "يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى"، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل).

وأكد السعدون أن من واجب الهيئة توجيه هؤلاء المساكين إلى التوكل على الله ثم التوجه إلى الطب الحديث في المراكز المتخصصة، وهنا يأتي أيضاً دور وزارة الصحة في توفير الرعاية الصحية الأولية للجميع وتوعية المواطن والمقيم بضرر هذه الممارسات الخاطئة وخاصة بين الطبقات الفقيرة والبسطاء، وقال بأهمية أن تحتوي مناهج وزارة التعليم على الفكر الناقد والتساؤل والشك في المعلومة حتى يثبت صحتها، وأضاف: وإلا كيف نجزم أن ما يعاني منه المريض سحر أو مس أو عين أو حسد وليس مرض يمكن أن يشخصه الطب وخاصة الأمراض النفسية، وبين طبقات محدودة في فهمها وحالتها المادية، وقد يكون فيه تجني على بعض الأشخاص بأنهم يمتهنون السحر وخاصة الخدم في المنازل مما يسبب التضييق عليهن والشك في تصرفاتهن.

وتابع السعدون: ما هو العلم الذي لدى من تسميهم الهيئة المختصين في حل السحر والتعامل معه؟ وما هو التأهيل الذي لديهم للتعامل مع السحر وتشخيص المرض والجزم بأنه سحر أو مس أو عين، وأنه ليس مرض عضال أو مرض نفسي، وخاصة مرض الإكتئاب الذي يعاني منه الكثير وخاصة النساء، وشدد السعدون على أن أكبر دور يمكن قيام الهيئة به هو محاربة هذا الدجل والكذب والاحتيال والخداع والمتاجرة بصحة البسطاء و تفنيد الكثير من هذه الممارسات التي تهدف معظمها لسلب الناس أموالهم والإضرار بهم، وقال" إن للإعلام دور في تفشي هذه الظاهرة للأسف".

وفي شأن توصية اللجنة القضائية على التقرير السنوي الخاصة بالرقية الشرعية قال السعدون أن معظم الرقاة هم موجودون للتكسب من المريض أو أسرته، وعلى سبيل المثال يتم بيع قارورة ماء بـ 50 ريال وزيت لا يعرف نوعه ولا تاريخ انتهائه بـ 100 ريال، ناهيك عن الحبة السوداء والعسل، ودعا الهيئة أن تتابع وتكشف زيف الكثير من المتاجرين بالأمراض البدنية والنفسية، لا أن تبرزهم وتبرز دور الهيئة في كشفهم.

وطالب السعدون بإسهام الهيئة في تفنيد إدعاءات السحرة والمشعوذين، وأن تدل الناس على الطرق السليمة لمعالجة الأمراض وليس الجزم بأن ما يعانيه الشخص هو بسبب السحر أو العين أو الحسد مما يجعله عرضة للنهب والوساوس والدجل، وعبر عن شكره للهيئة على ما تشهده من تطور وحسن معاملة، وقد تجلى ذلك في منصة الهيئة في معرض الكتاب المقام حالياً في الرياض حيث اختفت أدوات ووسائل السحر وهذا شيء إيجابي تشكر عليه ونريد منها المزيد لتفنيد كثير من إدعاءات الشعوذة والسحر والعين والحسد.