باريس: تعرض مشاهدة التلفزيون أكثر من 4 ساعات يوميًّا، الرجال لزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وفق دراسة فرنسية حديثة.

وأجرى الدراسة باحثون من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في فرنسا، ونشروا نتائجها، في عدد اليوم (السبت 10 مارس)، من دورية (British Journal of Cancer) العلمية.

وراجع فريق البحث، قاعدة بيانات صحية بريطانية، تضم أكثر من 500 ألف رجل وامرأة يقيمون في بريطانيا.

وجمع الباحثون معلومات عن عدد الساعات التي قضاها المشاركون في الدراسة أمام التلفزيون والكمبيوتر، بالإضافة إلى الأنشطة المصاحبة لجلوسهم خلال اليوم.

ووجد الباحثون -بعد مراقبة عينة البحث على مدى 6 سنوات- أن بين المشاركين، 2391 حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم.

ووجد الباحثون أن الرجال الذين شاهدوا التلفزيون لمدة لا تقل عن 4 ساعات يوميًّا زاد لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم 35% مقارنةً مع الرجال الذين شاهدوا التلفزيون ساعة واحدة فقط في اليوم.

الغريب أن فريق البحث لم يجد صلة بين الوقت الذي يستغرقه النساء في مشاهدة التلفزيون وخطر إصابتهن بسرطان القولون والمستقيم.

ومن المثير للاهتمام أيضًا، حسب الفريق، أن الجلوس أمام الكمبيوتر لم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الرجال.

وقال قائد فريق البحث الدكتور نيل ميرفي: "تشير الأبحاث السابقة إلى أن مشاهدة التلفزيون قد تكون مرتبطة بسلوكيات أخرى، مثل التدخين وشرب الكحول وتناول الوجبات الخفيفة بإفراط. ونعلم أن هذه الأشياء يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم".

وأضاف: "كون المرء جالسًا لفترات طويلة، أمر يرتبط أيضًا بزيادة الوزن وزيادة الدهون في الجسم. وقد تؤثر دهون الجسم الزائدة في مستويات هرمونات الدم والمواد الكيميائية الأخرى، التي تؤثر في الطريقة التي تنمو بها خلايانا، ويمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم".

وتابع مفسرًا إصابة الرجال دون النساء بسرطان القولون والمستقيم عند زيادة عدد ساعات مشاهدة التلفزيون: "ربما كان ذلك لأن الرجال قد يدخنون ويشربون الكحول ويأكلون بأسلوب غير صحي أكثر من النساء أثناء مشاهدة التلفزيون".

ويعتبر سرطان القولون والمستقيم ثاني الأسباب شيوعًا للوفاة المرتبطة بالسرطان في أوروبا؛ حيث يتسبب في وفاة 215 ألف شخص سنويًّا.

ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن سرطان القولون والمستقيم، هو ثالث أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة؛ إذ يُصيب أكثر من 95 ألف حالة جديدة سنويًّا، كما أنه رابع سبب للوفيات بالسرطان في جميع أنحاء العالم.