لندن: اعتبرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن المملكة العربية السعودية تمثل طوق النجاة للحكومة البريطانية لتجاوز أي أزمات اقتصادية قد تواجهها عقب اكتمال مفاوضات انسحاب بريطانيا من الاتحاد البريطاني أو ما يعرف بـ"بريكسيت".

وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة البريطانية -متمثلة في وزير خارجيتها بوريس جونسون- تحاول أن تقوم بخطوات هادئة فيما يتعلق بعلاقاتها التجارية والسياسية مع المملكة العربية السعودية، لا سيما في معالجتها الأزمة الخليجية الراهنة بين المملكة والإمارات والبحرين ومصر مع قطر حتى تحافظ بعلاقات متوازنة مع جميع الأطراف.

وقالت الوكالة: إن رئيسة الحكومة البريطانية "تريزا ماي" ووزير خارجيتها "بوريس جونسون" -الذي يقوم بدور صانع السلام حاليًّا في الأزمة العربية القطرية– يسعيان إلى أن يساعدهما أصدقاؤهما الخليجيون في أن تكلل جهودهما بالنجاح، في طرحهما التصالحي.

وذكرت الوكالة أن المملكة العربية كانت جزءًا من أول زيارة دولية لرئيسة الوزراء البريطاني في مايو الماضي بعد 5 أيام فقط من بدء عملية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وأكدت الوكالة أن الخطر الذي يهدد مساعي بريطانيا حاليًّا لا يقتصر على الحصول على التوافق الدول الخليجية التي تسهم صادراتها النفطية الرئيسية في دعم اقتصادها، لكن هناك أيضًا صفقات الأسلحة التي تصل قيمتها مليارات الدولارات التي يمكن أن تعزز الاقتصاد البريطاني بعد استكمال عملية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وكان آخرها قرار المحكمة العليا في بريطانيا رفض تعليق تسليح المملكة.

وذكرت أن محاولة التوازن البريطانية تتضح من خلال التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني السبت الماضي، ودعا فيها إلى إنهاء الحصار ووقف التصعيد من الجانبين لتحقيق تقدم نحو معالجة تمويل الإرهاب في المنطقة، وأشار إلى أن حل الأزمة لن يأتي بين عشية وضحاها.

وذكرت الوكالة أن مهمة جونسون لم تكن هي المرة الأولى التي يقوم فيها مسؤول بريطاني كبير بمحاولة تحقيق التوازن بين الاهتمام بحقوق الإنسان في المملكة، في مقابل الحاجة إلى التعاون الاستخباري لمكافحة الإرهاب، وهو المزيج الصحيح الذي فشل كثير من الرؤساء في الوصول إليه الصحيح في هذا الصدد.

لكن لندن في الوقت ذاته لا تريد أن تخسر علاقتها مع قطر مع اقتراب خروجها من الاتحاد الأوروبي؛ حيث إن الدوحة استثمرت بكثافة في بريطانيا وهي حليف ومصدر لرأس المال لا يمكن أن تخسره بسهولة.