انعقاد الملتقى الخامس للأئمة والدعاة في بريطانيا

لندن / عقد المركز الثقافي الإسلامي في لندن بالتعاون مع مكتب الدعوة في بريطانيا أمس السبت الملتقى السنوي الخامس للأئمة والدعاة في المملكة المتحدة بحضور أكثر من 100 من الأئمة والدعاة في المملكة المتحدة.

وأشار المدير العام للمركز الثقافي الإسلامي الدكتور أحمد بن محمد الدبيان في افتتاح الملتقى إلى أهميته في تطوير كفاءة الأئمة وتحديث معلوماتهم حول القضايا الجديدة والمتعلقة بالدعوة ونشاط الجمعيات الإسلامية والمساجد. وسلط الضوء على أهمية دعم مجتمعاتنا والعناية بمبادرات للشباب للانخراط مع المجتمع لتحقيق التفاعل الإيجابي والتمثيل الصحيح للإسلام. وأهمية معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعديل صورة الإسلام في وسائل الإعلام وأهمية الإدارة الرشيدة للمنظمات الإسلامية في بريطانيا.

كما نوه مدير مكتب الدعوة عبد العزيز الحربي في كلمته بأهمية هذا الاجتماع لمناقشة القضايا الملحة والمعاصرة المرتبطة بالمجتمع، مؤكداً ضرورة التطوير والتأهيل والعناية بالتعليم لدى جميع الدعاة وأنه هو السبيل الأوحد لعرض صورة الإسلام الصحيحة والحفاظ على الهوية.

وتحدث في الجلسة الأولى سفيان إسماعيل رئيس جمعية (ميند) التي تعنى بصورة الإسلام في وسائل الإعلام .وناقش قضية الإسلاموفوبيا الملحة التي تواجه المجتمع المسلم، كما عرض وسائل مقترحة لمواجهتها وآليات عملية التنفيذ، وعدد تجارب سابقة ونتائجها الإيجابية، ودعا خلال الجلسة إلى إشراك الأئمة والدعاة في الحوار مع وسائل الإعلام والسياسة في بريطانيا لتحقيق أهداف المجتمع المسلم. ثم تحدث في الجلسة الثانية الخبير الاجتماعي أحمد عبد الغني الذي عرض نواحي من المشكلات الاجتماعية وتطور المجتمع وأثر ذلك على الشباب وأبرز النتائج . مشددًا على واجبات الأئمة، وأهمية زيادة وعي الدعاة ودرايتهم بقضايا اجتماعية عديدة وسبل توجيهها إلى الجهات المختصة مثل الصحة العقلية، ومشكلات المرأة والعنف الأسري وتفكك الأسر وقضايا تبني الأطفال المسلمين. مؤكدًا أهمية إشراك الشباب واعتماد تنظيمات لحماية الأطفال لدى المؤسسات الإسلامية.

وتحدث عياض زبيري في الجلسة الثالثة عن دور العلاقات مع المجتمع المحيط في دعم عمل الدعاة ونشر العلم وتطوير المساجد ورفع كفاءتها من خلال المشاركة والعلاقة مع الجهات ذات الاختصاص في الجهات الرسمية والمجتمع المدني. مشيرًا إلى أن مستقبل المؤسسات الإسلامية والعمل الدعوي سيستفيد كثيرا من منظومة العلاقات والروابط التي تكونها المؤسسات الإسلامية في هذا الوقت.

وتحدثت المحامية والمستشار الشرفي للمركز الثقافي الإسلامي عيناء خان في الجلسة الرابعة عن قضايا الأحوال الشخصية التي يتعامل معها الأئمة والمراكز الإسلامية كقضايا الزواج والطلاق. وأطلعت المشاركين على مستجدات الأنظمة والقوانين البريطانية في هذا الخصوص، مؤكدة أهمية دور المركز الإسلامي في قيادة الجمعيات الإسلامية نحو رؤية واحدة. ودعت إلى الاقتداء بالمركز في تعزيز استخدام الزواج المدني عند إجراء عقد النكاح الإسلامي كشكل من أشكال الممارسات الجيدة لضمان الحقوق لكل من الزوجين ولتجنب التعقيدات القانونية التي قد تحدث لاحقا وتؤثر على مستقبل الأسرة.

كما تناولت شرح بعض المسائل القانونية التي قد تواجه الأئمة مؤكدة مسؤولية الأئمة لتشجيع الناس على تسجيل زيجاتهم من الناحية القانونية، وهذا من شأنه حماية حقوق النساء والأطفال أيضا. وفي الجلسة الخامسة استعرض ثلاثة من دعاة مكتب الدعوة في بريطانيا التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تجاربهم الدعوية والتربوية وأوردوا بعض القضايا التي تهم الأئمة في جميع أنحاء بريطانيا كقضايا العناية بالبرامج الدعوية والتخطيط والتعامل مع المجتمع المحيط ومحاربة التطرف والغلو الفكري.

واختتم الدكتور الدبيان أعمال الملتقى بشكر مسؤولي مكتب الدعوة على الشراكة الإيجابية الفاعلة مع المركز الثقافي الإسلامي ، كما شكر المحاضرين والأئمة على مشاركتهم ورحب بهم في الدورات التدريبية المستقبلية وورش العمل المتخصصة التي اقترحها بعض الدعاة والأئمة لإثراء المعرفة والفهم لموضوعات مهمة مثل وسائل الإعلام، والخدمات الاجتماعية وغيرها. وأعلن المركز الثقافي الإسلامي للجميع موافقته على عقدها.

وفي الختام، قدم الجميع شكرهم وامتنانهم لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة على دعمه لنجاح الملتقى وتحقيق أهدافه في توعية الدعاة والأئمة ورفع كفاءتهم لمواجهة التطورات الجديدة. كما قدموا شكرهم لصاحب السمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد على دعمه واهتمامه البالغ بتوعية الجمعيات الإسلامية وتأكيده على ضرورة عقد الملتقى وتوجيهه في تحقيق التطوير المنشود.