هبوط النفط ينعش بعض القطاعات الاقتصادية

النفط

لندن / يؤكد خبراء الاقتصاد أن العديد من القطاعات الاقتصادية في العالم تنتظر انتعاشاً متوقعاً في حال استمر الهبوط في أسعار النفط، خاصة تلك القطاعات التي كانت تعاني من ارتفاع أسعار المحروقات والوقود.

كما توقعوا أن يرتفع الطلب أيضاً على العديد من السلع التي ستتأثر هبوطاً بانخفاض أسعار النفط، مثل السلع الصناعية التي تؤثر أسعار الوقود على تكاليف إنتاجها.

يذكر أن أسعار النفط كانت قد منيت بهبوط حاد الأسبوع الماضي وسجلت أدنى مستويات لها في أكثر من خمس سنوات، قبل أن ترتد صعوداً مطلع الأسبوع.

فقد كان خام برنت قد هبط عن مستوى 70 دولاراً للبرميل، أما الخام الأمريكي فنزل عن مستوى 68 دولاراً، وذلك في أعقاب انتهاء اجتماع منظمة "أوبك" الأخير والذي انتهى بالتمسك بمستويات الإنتاج الحالية والتي تزيد عن 30 مليون برميل يومياً.

ويتحدث العديد من المحللين عن أن هبوط أسعار النفط سيؤدي إلى انتعاش أكيد في بعض القطاعات الاقتصادية، خاصة في القطاع الصناعي الذي تدخل المحروقات في تكاليفه التشغيلية بصورة مباشرة.

وقالوا: سيؤدي هبوط النفط إلى تراجع تكاليف الإنتاج فيه، وهو ما سيؤدي إلى هبوط في أسعار السلع وبالتالي ارتفاع في الطلب عليها من قبل المستهلكين.

في هذه الأثناء، قال الخبير النفطي عبد الصمدي العوضي: إن الأسعار ستعاود الارتفاع في حال شهدت الولايات المتحدة وأوروبا موجات من الثلوج والبرد القارس، مشيراً إلى أن استمرار الأجواء على حالها ستعني مزيداً من الهبوط في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

في حين يقول "نيك كونيس" المحلل المالي ومدير البحوث في (ABN Amro) إن "هبوط أسعار النفط كان خبراً رائعاً للاقتصاد العالمي، وسوف يؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي في العالم خلال الشهور المقبلة".
وأضاف: إن هبوط أسعار النفط إلى هذه المستويات قد يوفر على الاقتصادات المستوردة للطاقة أكثر من 550 مليار دولار، وهو ما يشكل 0.7% من حجم الاقتصاد العالمي.

وشهد اليوم الأربعاء ارتفع سعر النفط أكثر من 1%، ليصعد برنت متخطيا 71 دولارا للبرميل متعافيا قليلا من خسائر في الجلسة السابقة في السوق المضطرب الذي يكافح ليجد استقراراً سعرياً.

وقد تأرجح السوق بين مكاسب وخسائر حادة منذ إعلان منظمة أوبك الأسبوع الماضي أنها ستبقي على الإنتاج مستقرا في سوق لديها وفرة في المعروض.

ووصل برنت لمستوى 71.46 دولار للبرميل في 16:71 بتوقيت جرينتش، وارتفع سعر الخام الأمريكي إلى 68.67 للبرميل.

وكانت أسعار النفط قد عاودت تراجعها منخفضة الثلاثاء نحو 3%، تحت ضغط من اتفاق سيضيف مزيدا من الخام العراقي إلى الأسواق المتشبعة بالمعروض وزيادة متطلبات الهامش للتعامل في العقود الآجلة للخام الأمريكي وصعود الدولار الأميركي، وجاء تراجع النفط بعد أن سجل اليوم السابق أكبر انتعاشة له في عامين.

وكانت الحكومة العراقية قد توصلت إلى اتفاق مؤقت مع سلطات إقليم كردستان الثلاثاء لإنهاء الخلاف بشأن صادرات النفط، ومن المقرر تصدير 300 ألف برميل يوميا من النفط من كركوك عبر خط أنابيب يقطع الأراضي الكردية ليصل إلى تركيا إضافة إلى 250 ألف برميل يوميا من حقول المنطقة نفسها.

ونزل سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت الخام عند التسوية دولارين أو 2.76%، إلى 70.54 دولار للبرميل.

وهبط سعر العقود الآجلة للنفط الأمريكي الخام عند التسوية 2.12 دولار أو 3.07%، إلى 66.88 دولار للبرميل بعد أن هوى خلال الجلسة إلى 66.72 دولار، وارتفع الخام 4% يوم الاثنين الماضي مسجلا أكبر صعود يومي له منذ أغسطس عام 2012.