لكي لا نموت تشجيعاً
مع كل مباراة كروية حاسمة نسمع عن ضحايا لنتائج تلك المباريات.. ضحايا يمكن أن تؤدي حالاتهم إلى فقدهم لحياتهم بسبب انفعال حاد..
وحالات الإغماء والذبحة الصدرية لدى الجمهور المشجعين تثير أهمية مراجعة كيفية التشجيع، أقول هذا بعد مباراة فريقي النصر والهلال الأخيرة التي انتزع فيها نادي النصر صدارة الدوري، ففي تلك المباراة حضرت سيارات الإسعاف وكانت الإصابات متعددة حتى أن أحد المشجعين (هلالي) توفي أثر تسجيل الهدف الثالث للنصر..
وقد أعلنت إدارة نادي الأهلي أن المباراة القادمة التي تجمعه مع نادي الهلال سيكون دخلها لصالح المشجع الهلالي الذي توفي بعد الهدف القاتل لنادي النصر.
وإذا كانت هذه المبادرة تشق قنوات الفعل الإنساني إلا أن هناك إشارة يجب الانتباه لها تتمثل في ترشيد انفعالات الجمهور والعمل على ذلك من خلال كل الوسائل، والحقيقة أصبح لدينا تعصب كروي فاق الحد، وعلى الجهات الرياضية بسط ملف التعصب وإقامة الندوات التثقيفية والطبية لشرح مخاطر الانفعال الزائد من أجل الحد من ذلك التعصب.. كما يجب على الإعلاميين الرياضيين الإسهام في نزع فتيل التعصب؛ لأنه يولد العديد من المشاعر السلبية، ولا يخفى على أحد أن البرامج الرياضية توزع الكره من قبل بعض من يعلق أو يتحدث في تلك المتابعات المتلفزة.. وإذ كان هذا الاستمرار في تفريخ المشاعر السلبية ولا تردعه التوصيات بنبذ التعصب فيمكن للقنوات الفضائية الإسهام والتقليل من فيضان مشاعر الكره، وذلك من خلال عدم استضافة أي ضيف لبرامجها الرياضية مادام شخصاً باثاً لمشاعر التعصب، ويمكن أيضا إسهام مديري القروبات في الواتساب في إيقاف وحظر من يتعصب ويولد الحساسيات بين أعضاء القروب..
يمكن فعل أشياء كثيرة -من قبل الكل- لكي لا نشهد وفاة المشجعين أو إصابتهم بما يؤدي بحياتهم إلى الخطر.
بقلم: عبده خال - عكاظ