ما تبقى من العالم
سئل عباس العقاد: لماذا تقرأ؟ قال: لأنني أريد أن أعيش أكثر من حياة..
ونفس الجواب تقريباً أقــوله لمن يطرح علي هذا السؤال: (لماذا تسافر؟)..
فأنا أسافر، ليس فقط بحكم المهنة، بـل لأنني أبحث عن تجارب ومواقف وخبرات مختلفة.. لن أنتظر سن التقاعد لأرى العالم، بل أريد أن أتقاعد وقد شاهدت كل العالم.. أعتبر نفسي محظوظاً أكثر من العقاد لأنني (بالإضافة لقراءة ألف كتاب) زرت 90 دولة، وتعاملت مع شعوب كثيرة، وشاهدت أغلب المعالم التي يراها الناس على التلفزيون.. وصلت لمرحلة أصبح فـيها (ما تبقى من العالم) أقــل مما شاهدته وسافرت إليه فعلاً..
ومن الرحلات والوجهات التي لم أزرها.. وأتـمنى زيارتها قبل وفاتي:
زيارة القدس الشريف (علماً أن معظم الناس يخلطون بين المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة الأكثر شهرة)!
ومن هناك أصعد لروسيا لأخذ (قطار سيبيريا) الذي يستغرق أسبوعاً في رحلته من موسكو إلى الصين!
وقبل القطار ربما أركب كاسحة الجليد التي تتولى فتح الممرات البحرية في القطب الشمالي (وللأسف لم أركبها حين زرت فنـلندا قبل أعوام)!
وكذلك ركوب زورق في النيل يبحر من القاهرة حتى منابع النهر في كينيا وأثيوبيا.
وكذلك الإبحار على خطى التايتانك في أضخم سفينة ركاب (كوين ماري2) من ليفربول حتى نيويورك!
وبعد أن حلقت فوق شلالات إجوازو في البرازيل أرغب بالتحليق بالهليكوبتر فوق شلالات آنجل أعلى شلالات بالعالم في فنزويلا..
وكنت في كتاب حول العالم في 80 مقالاً قـد تمنيت عبور قناة بـنما (وهي الأمنية التي حققتها في سبتمبر 2018) وبالتالي بقي قناة السويس وحلم العبور من البحر الأحمر للبحر الأبيض المتوسط!
ي العام 2015 حققت حلمي بزيارة مضائق النرويج الغـربية، ولكنني للأسف لم أدخل الدائرة القطبية، وتراجعت عن رؤية أضواء الليل الملونة التي تشكلها الرياح المغناطيسية في تلك المنطقة!
ولأنني تراجعت أيضاً عن زيارة الأندلس مرتين (أثناء زيارتي المغرب العام 2009 وإسبانيا العام 2011) أرغب بتكرار المحاولة وزيارة آثار أجدادنا في قرطبة وإشبيلية وغرناطة!!
ورغم أنني زرت كوريا الجنوبية مرتين (2009 و2012) لم أزر كوريا الشمالية ولم أنجح في زيارة الحدود العسكرية الفاصلة بين البلدين (أكبر منطقة ملغمة في العالم)..
وأخيراً؛ أتمنى (بعد عودة الاستقرار لليمن) رؤية صنعاء القديمة وزيارة ناطحات السحاب الطينية بشبام حضرموت (التي تأتي ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو)!!.
بقلم/ فهد عامر الأحمدي - الرياض