المحتالون المتدينون ظاهرا... !!!

الالتزام بتعاليم الدين أصل في حياة الإنسان، والشخص المتدين يوثق به في الغالب، ويؤتمن على الأموال والأعراض لأنه أهل للأمانة والنزاهة. من المحتالين من يتظاهر بالدين، ويستغل ثقة الناس بالمتدينين، ويتخذ الدين سنارة لصيد شهوات الدنيا. ومن الناس من نشأ في بيئة دينية أو تلقى تربية دينية وارتاح لها واطمأن بالتدين، لكنه يغلب عليه طلب الدنيا والتحايل على الناس بالدين، ويغلب عليه التفكير المصلحي المنفعي والأنانية، ويكون فيه قدر من الذكاء والاحتيال مع ضعف في الضمير والحياء، فيتصف ببعض صفات الشخصية المحتالة وهو باق على تدينه وسمته الظاهر المقبول. وقد يستثمر معلوماته الدينية وعلاقاته الاجتماعية وثقة الناس به في تحقيق قدر كبير من المنافع الشخصية والتخلص من التبعات والمسؤوليات والواجبات الدينية والدنيوية، وقد وجدت شيئا من ذلك في العيادات النفسية، فبعضهم يعد فيخلف عمدا مرارا وتكرارا، ويخاصم فيفجر، ويحدث فيكذب، وقد يخادع نفسه فيصدق كذباته ويحلف عليها، ويظن أنه بتصديقه لخداع نفسه يلزم الناس بتصديق أقواله الكاذبة، وهؤلاء أكثر ما يفضحهم مواقفهم وأعمالهم ولاسيما مع أهلهم- الزوجة خاصة- ومع من يتعاملون معه معاملات مالية، وليس ذلك يقع منهم مرة أو مرتين بل مرارا وهم لايتوبون ولايذكرون، والسيرة تدل على السريرة، وروى عن بعض السلف قوله: انظروا إلى أفعال المنافقين ولاتنظروا إلى أقوالهم. وقد ترى عابدا تهتز لحيته وفي الضمير من كفر به سقر قدم أعرابيان غريما لهما محتالا إلى قاض، ولم يكن لهما بينة، فاستحلفه القاضي فحلف لهما، ثم لما خرج أنشدهما: ألم تعلما أني طموح عنانه وأني لا يقضي علي أمير طمست الذي في الصك مني بحلفة سيغفرها الرحمن وهو غفور