الرباط... عاصمة الثقافة ومدينة المتاحف البهية!!

أسس المرابطون العاصمة الحالية للمغرب في اواسط القرن الثاني عشر، فقد بنى فيها عبد المؤمن رباط الفتح وهي نواة مدينة محصنة شملت بالاضافة الى القلعة، مسجدا ودارا للخلافة، ويعتبر حفيده يعقوب المنصور، المؤسس الحقيقي لمدينة الرباط، فقد ذكرالمؤرخ المراكشي أن المدينة اكتمل بناؤها في عهد ابي يوسف المنصور، بما في ذلك السور والبوابات. مسجد حسان!! إن بابي الرواح والأوداية اللذان يقعان في الجانب الغربي من السور، ويتميزان بهندستهما التاريخية وزخارفهما المشبكة وأفاريزهما المنقوشة بعبارات كتبت بالخط الكوفي، يعتبران من الانجازات المتميزة للفن الموحدي في اوج ازدهاره، وقد تحول البابان حاليا الى صالات للمعارض. ويتعين ايضا إبراز مكانة انقاض مسجد حسان الضخمة التي تمتد على مساحة هكتارين ونصف، وقد بقي المسجد دون ان يكتمل انجازه، أما مئذنته الشهيرة فلاتزال شاهدا حيا على اكبر مشروع عمراني قام به الموحدون. مهاجري الأندلس!! كانت الرباط مدينة مضيافة آوت الأندلسيين الذين لجأوا اليها بعد طردهم من أسبانيا واستقروا فيها على موجات متلاحقة بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وجاءت أولى هذه الموجات عام 1239م وكانت تضم مهاجرين من بلنسية وانحاء أندلسية أخرى. وضمن الموجة الأخيرة، وصل آلاف الموريسكيين الذي طردوا بقرار من الملك فيليب الثالث في عام 1609م واستقروا في قصبة الأوداية وبنوا المدينة الحالية، ولايزالون يحتفظون بفنونهم وصنائعهم الرفيعة، ولاتزال كنية بعض العائلات اليوم شاهدة على أصلها الأسباني مثل ، تريدانو وبالامينو وبيرو وفينخيرو وبرغش وبالافريج وغيرهم. مدينة المتاحف!! وتعتبر الرباط عاصمة ثقافية، وهي أيضا مدينة المتاحف، فمتحف الأوداية المقام في مبنى يعود للقرن السابع عشر وتم ترميمه حاليا، يعرض قطعا فنية مختلفة من الخزف والحلي والمجوهرات والملابس التقليدية والمطرزات والسجاد والاسطرلابات وبعض المخطوطات من عصر الموحدين، أما على شاطئ النهر فيقع متحف الفنون الشعبية مقابل مجمع الصناعات التقليدية، حيث يمكن تأمل الحرفيين أثناء عملهم، ويقع متحف الآثار القديمة في المدينة الحديثة، ويعرض للزائر نماذج من القطع التي تعود إلى ما قبل التأريخ، وأخرى من العصر الإسلامي الوسيط.