نشاطات وتظاهرات عربية لتشجيع السياحة في تونس
تكثف الحكومة التونسية نشاطاتها الإعلامية والتسويقية للسياحة في تونس لاستقطاب المزيد من السياح العرب، وتطوير الحركة السياحية بين تونس والبلدان العربية بشكل عام ودول الخليج العربي بشكل خاص. وقد اعتمد لذلك أكثر من 30 ألف دينار لتمويل البرامج الترويجية في الأسواق الأوروبية التقليدية للسياحة التونسية، والمشاركة في العديد من التظاهرات الإعلامية والثقافية والتجارية التي تشهدها بلدان عربية لمزيد من التعريف بالمنتج السياحي التونسي في تلك الدول. ففي مطلع العام الحالي شهدت أربع دول عربية هي الإمارات وقطر والجزائر وليبيا حضورا سياحيا وثقافيا تونسيا مكثفا، وذلك سعيا إلى تقريب المنتج السياحي التونسي من السياح في هذه البلدان، وتعريفهم بثراء هذا العرض وتنوعه، ولاسيما في قطاع السياحة الأسرية والصحي. وتشارك تونس في مهرجان حياة البادية العربية الذي يقام هذا العام 2003 في دبي، وهي تظاهرة إعلامية وثقافية وسياحية تتزامن مع مهرجان دبي للتسوق، وتتمثل المشاركة التونسية في هذا المهرجان في جناح يمتد على 500 متر مربع، أقيمت فيه خيمة مجهزة بمختلف لوازم البادية التونسية، وتنشطها فرقة فولكلورية بتقديم عروض فنية تراثية وشعبية. وستكون السياحة التونسية ممثلة أيضا في الكرنفال الشتوي الذي سيقام لأول مرة في دولة قطر. وستشارك الدوائر السياحية التونسية في هذه التظاهرة بفرقة للفنون الشعبية، وبعدد من الحرفيين في قطاع الصناعات التقليدية من مختلف الاختصاصات. وتعيش الجزائر العاصمة أجواء تونسية بمناسبة إقامة أسبوع سياحي ثقافي خلال الفترة من 23 إلى 30 يناير الجاري، يشمل عروضا موسيقية وأخرى للأزياء التقليدية ومعارض مختلفة للمنتج السياحي والصناعات التقليدية والفن التشكيلي، إضافة إلى إقامة ورشتي عمل وتعاون المهنيين التونسيين بنظرائهم الجزائريين. وفى ليبيا أدت الجهود الترويجية التي قام بها الديوان الوطني التونسي للسياحة ومكتبه الجديد في ليبيا إلى إدخال نظام جديد للرحلات السياحية المنظمة للسياح الليبيين إلى تونس، ساهم في دفع الحركة السياحية التي شهدت تطورا ملحوظا بين البلدين الشقيقين المتجاورين. يذكر أن العائدات التونسية من العملة الصعبة المتأتية من القطاع السياحي بلغت في العام الماضي حوالي 2.23 مليار دينار تونسي، بتراجع قدره 13.5 في المائة مقارنة بالعام الذي سبقه طبقا لإحصائيات رسمية نشرت في تونس في وقت سابق. وسجل عدد الليالي السياحية التي قضيت في تونس خلال نفس الفترة تراجعا، بواقع 17.4 في المائة ليبلغ حوالي 30 مليون ليلة، وذلك نتيجة لتأثيرات أحداث الـ 11 من سبتمبر 2001 وتداعياتها على القطاع السياحي وحركة الطيران في العالم. إلا أن الدوائر المعنية بهذا القطاع في تونس تأمل في التغلب على هذه الصعوبات الظرفية خلال هذا العام لتحقيق نتائج أفضل، سواء بالنسبة إلى العائدات أو عدد الليالي التي قضيت، وذلك بالسعي إلى تعزيز النشاطات الترويجية والتسويقية للمنتج السياحي التونسي فان العربية إضافة إلى دعم السياحة الداخلية في البلد.