سياحة تعليمية صيفية منتظمة لدى الشباب في فرنسا
مع قدوم كل صيف، يذهب 300 ألف مراهق فرنسي لتعلم الإنجليزية والألمانية والإيطالية في بلادها الأصلية. وكل عام تقوم الصحافة بالدعاية لمثل هذه الرحلات وإكسابها قيمة تغطي أهدافها الحقيقية، فما الذي يبحث عنه المراهقون في الخارج؟! فرنسا اليوم تجتاحها حساسية شديدة من السفر للخارج، فقد أبدى الجميع دهشته من جدوى مثل هذه الرحلات، وبخاصة الغموض المحيط بها، والذي يختفي تحت شعار تعلم اللغات، ويؤكد عالم النفس جاك انجيليرك -الذي يرفض بشدة هذه الرحلات اللغوية- أن الآباء يرسلون أبناءهم تحت ستار تعلم اللغة، ولكن في الحقيقة يبدو أنهم ينتظرون شيئا آخر له الأولوية ضمنيا وهو العمل والترفيه. ويذهب المراهقون للانطلاق بعيدا عن أي رقيب حقيقي عليهم يربطهم بالهدف الحقيقي وهو تعلم اللغة، وبالفعل تمتلئ كتالوجات الرحلات بمدن تضمن للطالب ألا يتعلم لغة فحسب وإنما تكفل له فرصة للترويح. ومع ذلك يظل تعلم اللغة الهدف المعلن لهذه السفريات، وتقلل تكلفتها الغالية من مدتها إلى أسبوعين فقط، وهو مالا يكفي بأي حال، فنحن لا نتعلم لغة في بضعة أيام، ولكنها وسيلة للتغطية على الحقيقة. يذكر روبير هولييه -عضو المكتب القومي لضمان الرحلات والدورات اللغوية- أن من بين 350 إلى 400 مؤسسة تنظم رحلات لا يتمتع أكثر من نصفها بصفة قانونية، وبالتالي فهي مغامرة للنصب والاحتيال البريء! وقد وضع الجهاز محددات للتأكد من جدية المنظمين من خلال الرقابة والتعرف على مدى الاكتساب اللغوي المتحقق.. وتؤكد ماري فرانس هاسر -نائب رئيس الجهاز- بالنسبة لــ 95? من الشباب يحدث لديهم تطور فعلا خصوصا في المحادثة، ولكن يجب إمضاء 3 سنوات على الأقل للتعمق في اللغة. ففي المدرسة نتعلم قواعد اللغة، ولكن في البلد نفسها نتعلم اللهو، ونكتشف طرائق حياة أخرى بشرط ألا يوجد فرنسي في العائلة المضيفة للطالب! وإحدى المحددات المهمة للجهاز هي عدم وجود فرنسي في المنزل المضيف؛ وذلك لتقوية الروابط مع الشباب من إنجلترا أو اليابان والكوريين وغيرهم، فيتم التراسل بينهم بلغة شكسبير. وهذا هو الهدف المطلوب.