من طرائف العرب

الوالد مريض والولد نحوي كان لبعضهم ولد نحوي في كلامه، فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت، فاجتمع عليه أولاده، وقالوا له: أندعو لك فلانا أخانا؟ قال: لا، إن جاءني قتلني. فقالوا: نحن نوصيه. فدعوه، فلما دخل عليه قال: يا أبت قل لا إله إلا الله تدخل الجنة وتفر من النار، يا أبت والله ما شغلني عنك إلا فلان، فإنه دعاني بالأمس فاهرس وأعدس واستبذج وسلبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل ولوزج وافلوذج، فصاح أبوه: غمضوني، فقد سبق كلامه ملك الموت إلى قبض روحي. مدح أم هجاء حكى الأصمعي قال: كنت أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابي يحمل قطعة من القماش، فسألني أن ادله على خياط قريب، فأخذته إلى خياط يدعى زيدا، وكان أعور، فقال الخياط : والله لاخيطنه خياطة لا تدري أقباء هو أم دراج. فقال الأعرابي: والله لأقولن فيك شعرا لا تدري أمدح هو أم هجاء. فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي، ولم يعرف هل يلبسه على أنه قباء أو دراج، فقال في الخياط هذا الشعر: خاط لي زيد قباء ..... ليت عينيه سواء فلم يدر الخياط أدعاء له أم دعاء عليه. عصامي وعظامي يحكى أن الحجاج ذكر عنده رجل بالجهل? فأراد اختباره فقال: أعظامى أنت أم عصامي؟ (أي أشرفت بآبائك الذين صاروا عظاما أم بنفسك) فقال الرجل: أنا عصامي وعظامي? فقال الحجاج: هذا أفضل الناس? فقضى حوائجه? ومكث عنده مدة? ثم اختبره فوجده أجهل الناس. فقال له تصدقني: كيف أجبت بما أجبتني حين سألتك؟ فقال: لم أعلم عصامي خير من عظامي. فخشيت أن أقول إحداهما? فقلت كليهما? فقال الحجاج عند ذلك: المقادير تصير الغبي خطيبا. المدرس والطالب المدرس: أعرب ما يلي: مات الرجل. الطالب: مات فعل ماضي مبني على فتح القبر، و الرجل فاعل مرفوع على النعش. ? طرفة المدرس: أعرب ما يلي:سرق اللص المال. الطالب: سرق فعل ماض. المدرس: وأين الفاعل ؟ الطالب: هرب بالمال ? نادرة زار أحدهم نحويا فقال: ما الذي تشكوه ؟ قال: حمى جاسية، نارها حامية، منها الأعضاء واهية والعظام بالية. فقال له: لا شفاك الله بعافية، يا ليتها كانت القاضية!