هداية السالم.. في أوراق حائرة!!

?? اسم الكتاب: أوراق فتاة حائرة اسم المؤلف: هداية سالم ?? الناشر: دار الفكر المعاصر بيروت 2001م يقول الناشر عن هذه الأوراق إنها لم تكتب على سبيل التأدب أو الترف الفكري، ولم تفكر كاتبتها في نشرها، وإنما أرادت أن تسجل خواطرها وما يجري معها من أحداث لترجع إليها من أجل الذكرى. ويقول الناشر وإذ وقعت الدار على هذه الأوراق فإنها رأت فيها تعبيرا صادقا عن نموذج فتاة ما زالت على مقاعد الدراسة، تتحدث إلى نفسها حديثا صريحا مغلفا بالنظرة السلبية التي تلامس الأحداث الجارية حولها .. ويواصل الناشر تقديمه لهذا الكتاب قائلا انه لم يتدخل في النص إلا بما تسمح به ضرورة التدقيق اللغوي، دون المساس بالأسلوب أو السياق .. إحدى وأربعون ورقة: يحتوي هذا الكتاب على إحدى وأربعين ورقة، يمتد بعضها ليغطي صفحات عديدة وبعضها تكفيه صفحتان، وتتنوع مواضيع الأوراق، فبعضها مثير أو حزين أو غاضب، وبعضها حالم وناعس وخيال شاطح، ومنها ما هو فكر وعلم، ومنها ما هو تعجب واندهاش!! الورقة 30 تقول الكاتبة إنها تعيش في بيت ينتسب إلى الإسلام بالاسم فقط، أسرتها تحترم القرآن الكريم، ولكنهم ليسوا من قرائه أو من المتعلقين به، وكانت تجده في بيتهم في كل مكان، وكانوا يعطونه القدسية والاحترام اللازمين، وكان القرآن مرتبطا في ذهنها بالموت والحزن، فهي تجد أن القران الكريم هو وسيلة الإعلان عن الموت والوفيات. وكان هذا كل شيء تعرفه عن القرآن الكريم، حتى أثارتها جارة لها فسألتهاعما تعرفه عن القرآن الكريم وما وموقفها منه، وعندما لم تجد الإجابة الشافية، قالت لها جارتها مبتسمة: لي عندك رجاء أن تقرئي في كل يوم بضع آيات من القران، مع محاولة لفهم ما تقرئين لإزالة الحواجز التي أقمتها بينك وبينه متناسية أنه مقدس لا يمكن الاقتراب منه، بل بيقين أنه كتابك الذي يخاطبك بشكل شخصي وخاص، بل على أنه رسالة موجهة من خالقك إليك. كم أساء المسلمون يا عزيزتي إلى قرآنهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا،عندما قدسوه فرفعوه فوق مستوى عقولهم، مما عطل فاعليته في حياتهم، ألغوا مهمته التي نزل بها، وهي مساعدتهم على اجتياز رحلة الحياة بسلام كل معجزة أو خارقة تزول بزوال صاحبها ..، إلا القرآن فقد ذهب من بلغه والقوم الذين بعث فيهم، ولا يزال نوره مشعا آمن به من آمن وكفر به من كفر.. ومن لم ينصت إلى ما يقوله القرآن ويحاول معرفة ما يريده منه فقد خسر نفسه بحرمانها الإفادة من هذا الخطاب الإلهي الذي يشرح له كيف يعيش على الأرض بسلام، وكيف يعود إلى السماء بأمان. الورقة 31 تقول الكاتبة إنها رأت في طلب جارتها مطلبا معقولا، وذهبت لتتصفح بعضا من آيات القران الكريم وتحاول أن تفهمه كما طلبت جارتها .. لقد اعترتني رهبة كبيرة عند أول خلوة مع القران، وتذكرت الموت عند محاولتي القراءة فيه انزويت داخل نفسي خجلا من غربتي عن القران، وسرحت بخيالي وأنا أضمه إلى صدري، كم قرأت في تاريخ الإسلام أن أشد الناس عتوا وكفرا كان ينصت خاشعا منصاعا إذا تليت عليه آياته، وعجبت لأمرنا نحن المسلمين اليوم، كيف أهملنا كتابنا الذي فيه حياتنا، والذي جعل لنا ذكرا ومكانة في التاريخ .. من المسؤول عن هذه الجفوة الحاصلة بين المسلمين وكتابهم؟ مع انه يتلى عليهم صباحا ومساء دون أن يخترق أكنه قلوبهم وعقولهم .. الورقة 32 تواصل الكاتبة أوراقها المنثورة،عن عودتها إلى قراءة القرآن الكريم، وتذكر محاولتها تفسير بعض ما غمض عليها منه، ولكنها تتعجب من إجابة مدرس الدين الذي كان يتهرب من التفسير الذي يخرج عما وجده في الكتب، ويخيفها بقوله إن هذا قد يخرجها من الملة إذا فهم أو فسر القرآن بغير ما فهمه الأولون .. وتقول إنها بحثت عن ضالتها عند مدرس الفلسفة، ولكنه زاد في حيرتها فإجاباته كانت الوجه الآخر والمناقض لإجابة رجل الدين، وذهبت عند إحدى الشيخات اللاتي يقدمن دروسهن الدينية، وعجبت أيضا أن الشيخة كان لا يهمها التفسير والمعنى، كانت تسعى بأن يحفظ الجميع آيات القران، فالأجر في الحروف وليس في الفهم كما أفهمتها هذه الشيخة.. وتواصل رحلة هذه الفتاة الحائرة بحثا عن إجابات مقنعة أو دالة على الطريق، ولكن تنتهي إلى الفشل، وتعود إلى نفسها تبحث عن الإجابة وتجدها في نفسها وفي بيتها .. كتاب قيم إن هذه الأوراق هي مذكرات لفتاة أيام دراستها، وفي عمر التفتح على الحياة وانطلاق الأسئلة الوجودية المصاحبة لمثل سنها! وما قابلها من حيرة فكرية في أسباب الحياة والوجود، والدين والدنيا، ولماذا هناك حياة سعيدة وحياة شقية، واصلت هذه الكاتبة هذه الرحلة الفكرية والروحية بأسلوب جميل ومشوق، يجعل القارئ يقلب الصفحات بحثا معها عما وجدته من نور لطريقها.. ???