لا تقدم الورد للياباني!!

يتميز الشعب الياباني بعادات وتقاليد خاصة به، ولو أنها توجد لدى بعض الشعوب، إلا أن الشعب الياباني لا يفضل الاحتكاك أو الملامسة الجسدية للآخرين، لذا فإن المصافحة والتقبيل هو أمر نادر. على الرغم من الاعتراف وقبول العادات الغربية في اليابان، إلا أن الياباني لا يزال يفضل عاداته على غيرها، ومن أهم هذه العادات الانحناء للآخرين، وهو التحية التى يتبادلونها فيما بينهم، وهي تعني الكثير، وتستخدم للتحية والاحترام والاعتذار والتأسف والوداع والشكر والاستئذان للخروج أو للنوم. أصول التحية قد يبدو الانحناء أمر سهل ومعقول، إلا أن له أصولا وأعرافا يعرفها أهل البلد، فالسلام العادي يتم بإيماءة صغيرة وانحناء من الظهر والرأس تكفي للتحية وردها، في حالة التساوي أو بين الأصدقاء في وضع غير رسمي. وجرت العادة بأن تكون بداية الانحناء من الصغير للأكبر سنا أو مركزا، ويكون أكثر انحناء بدرجة 15 درجة عن وقفة الاعتدال. وعادة تكون الانحناءة أكثر زاوية وتحدد عادة بأن لا يقل مقدار الانحناء عن 45 درجة، ولكنهم لا يصلون إلى تلامس للأرض، وذلك في المناسبات الرسمية والدينية، وتكون أطول زمنا، ويعتمد نوع الانحناء على الشخص الذي تقدم له تحية الانحناء، فالمركز والكبر، والعلاقة تكون مهمة جدا في الحالات الرسمية أو التقدير والإكبار والشكر الكبير لإظهار الامتنان. وفي التحية والتكريم ينحني الشخص الأقل رتبة ويبقي يديه ملتصقتين بجنبيه إذا كان ذكرا، وإن كانت التحية من سيدة فإنها تنحني، ويداها يجب أن تكونا على الفخذين، وأصابعهما متشابكة. التحية في الجلوس وهناك أيضا أصول وتعاليم للتحية وردها في حالة الجلوس، فاليابانيون لديهم مقاعد خاصة للجلوس عليها، وهي منخفضة، وليست بارتفاع المقاعد العادية، ويأكلون على طاولات منخفضة، يجلسون حولها على الأرض، لذا فإن التحية وردها يتمان أيضا من الجالس، بدون أن يتوجب عليه القيام لذلك. وتعاليم الانحناء تقدم أسسه في مدارس خاصة، كما أنها تدرس في المدارس كمادة تربية. الهدايا ضرورية جرت العادة في اليابان على تبادل الهدايا، فالشخص المسافر أو الزائر لمدينة أو لأقاربه، توجب عليه التقاليد اليابانية بأن يقوم بتقديم هدية، فهي جزء من إظهار المحبة والتقدير، ولكن قيمة الهدية ليست بثمنها، بل إنها بقيمتها المعنوية، لذا فإن علبة من الحلوى أو مزهرية أو كتابا عن التراث الياباني، أو لوحة فنية من إنتاج اليابان تعتبر كافية لتكون الهدية المرجوة. وليست الهدايا للأقارب فقط، بل إنها تشمل الزملاء في العمل، وتشمل الجيران أيضا، لذا فإن الجيران ينتظرون الهدية من جارهم الغائب، ولا يكفي أن يبتسم لهم وينحني عند قدومه، فهناك واجب اجتماعي عليه الوفاء به. استبعد الورد من الهدايا جرت الأعراف في العالم أن الورد هو رسول المحبين، وهي أيضا عند اليابانيين، ولكن له رسالة أخرى عند اليابانيين، وهو أن الورد هو الهدية التي تقدم في حالة العزاء، لذا فإن الورد رسول الموت والحب في وقت واحد، وعلى ذلك يجب أن تكون هدية الورد بين العشاق فقط، لذا فإن تقديم الورد لأسرة يابانية، يفهم منه أن هناك عشقا يدور بين مقدم الورد وتلك الأسرة أو إنها رسالة تعزية. لا تنتظر الدعوة لا ينتظر الزائر لليابان أن يتلقى دعوة لزيارة أحدهم في المنزل، فالدعوة للبيت هي دعوة خاصة، تقدم للأقارب، ولليابانيين بين بعضهم، فالغريب لا يدعى للبيت، فأولا لهم عاداتهم التي يرون أنها يجب أن تحترم، وقد لا يعرفها الغريب، كما أن لهم عاداتهم التي يصعب على الغريب مجاراتهم بها، لذا فإنهم يعفونه منها لئلا يقع في الحرج، فهناك الأكل على الأرض، وهناك الأكل بالملاعق الخشبية، وطريقة الأكل والطعام ذاته. لذا فإن الضيوف يتم الاجتماع بهم، وتقام لهم الحفلات في المطاعم والفنادق، ونادرا ما يتم دعوة شخص غريب إلى المنزل إلا في حالة التقدير الكبير أو الضرورة الشديدة. وهناك أسر معينة لديها استعداد لاستقبال الزوار الأجانب والغرباء، الذين يرغبون في معرفة أسرار البيت الياباني، وطريقة المعيشة اليومية فيه، وكيف يعيش اليابانيون داخل بيوتهم ومع أسرهم، ولكن زيارة هذه الأسر تتم ضمن برنامج سياحي خاص، تقدمه بعض شركات السياحة في اليابان، وعلى الراغب أن يبحث عنهم، ففي كل مدينة توجد عدة أسر لديها رغبة في استضافة زائرين أو سائحين لمدة قصيرة، وقد تكون وجبة طعام أو ليلة واحدة في ضيافة أسرة يابانية.