اليابان ليست بحاجة إلى كأس العالم لجذب السياح!!

اليابان الدولة المشاركة في استضافة كأس العالم لعام 2002م مع كوريا الجنوبية، ستكون موضع الأنظار لنحو بليونين من البشر، حيث إن مسابقة كأس العالم هي أكبر مسابقة عالمية تستحوذ على اهتمام الناس. تاريخ وجغرافيا اليابان الدولة التي يرجع تاريخها الحالي إلى 1300 عام تشمل جميع جزر الأرخبيل الياباني، وتشتهر فيها أربع جزر كبيرة وهي هوكايدو وهنشو وشيكوكو وكيشو، وهي إمبراطورية لأن الإمبراطور يمثل زمر وحدة البلاد، والحكومة هي بالانتخاب الشعبي، حيث إن الحزب الحاكم هو من يحصل على الأغلبية في البرلمان. وتغطي مساحة اليابان 377 ألف كم مربع، وتزيد قليلا عن مساحة إيطاليا، وشواطئها تزيد عن 30 ألف كم. لذا فإنها تعتبر دولة بحرية، ولها نشاط بحري في صناعة السفن وفي الصيد البحري، حيث إنها الدولة الأولى في العالم في صيد الأسماك. تركيبة سكانية موحدة تتمتع اليابان بوحدة وطنية في كثير من مجالات الحياة، فاللغة اليابانية، هي لغة الجزر بكاملها، ويتعامل بها كتابة وتعليما جميع اليابانيين، وليس هناك لغات أو لهجات محلية تنافس اللغة اليابانية العامة. كما أن الديانة شبه موحدة في اليابان، فعلى الرغم من الحرية الدينية لكل اليابانيين، إلا أن ديانة الشنتو هي الديانة الغالبة، فهناك 85? من اليابانيين يدينون بها. عدد سكان اليابان هو 120 مليون نسمة، وجميعهم من اليابانيين أصلا ومنشأ، ولا توجد أقليات في اليابان، ويوجد بعض اليابانيين الذين يرجع أصلهم الى كوريا، ولكن هذه الأقلية لا تتجاوز 1? من عدد السكان. ويمثل الأطفال دون سن الخامسة عشرة 14.5? من التركيبة السكانية، وأما نسبة القوة العاملة من سن 15 إلى 65 فإنهم يمثلون ثلثي سكان اليابان. وتتميز المرأة اليابانية بطول العمر مقارنة بالرجل، فعدد السيدات يفوق عدد الرجال بعد سن 65 عاما، فهناك 12 مليون امرأة يقابلها 9 ملايين رجل في هذا السن. ثروة بشرية تعتبر اليابان من أغنى دول العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي من الدول الصناعية الأولى، بل تنافس الولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من الصناعات الحديثة، وخاصة الصناعات الإلكترونية والسيارات. إلا أن اليابان تعتبر من أفقر دول العالم بالمصادر الطبيعية، فهي تستورد جميع المواد الخام الصناعية من خارج أراضيها، وثروتها الرئيسية هي في شعبها، الذي يحترم العمل والزمن، مما عوض اليابان عن افتقادها للمواد الصناعية. بل إن الطبيعة تعمل ضد اليابان، كما تقول الأساطير اليابانية، فأرضها أرض زلازل، وأرض أعاصير بحرية قوية، إضافة إلى الجو القارس في الشتاء الذي يغطي أكثر جزر اليابان. ويعمل في الزراعة 5? من السكان، وفي الصناعة 35? أما بقية الأعمال وهي قطاع الخدمات والحكومة فإنه يأخذ النسبة الباقية وهي 65? . السياحة مهنة اليابانيين تهتم اليابان بالسياحة، وتقدم اليابان برنامجا سياحيا وإعلاميا ودعائيا، مصاحبا لدورة كأس العالم لكرة القدم الذي سيتم اللعب فيها على عشر مدن منتشرة على كل جزرها، وهي مناسبة تستغلها اليابان لتعويض ميزانها التجاري السياحي الذي يعمل لغير صالحها، فالسياح اليابانيون أكثر من السياح القادمين إلى اليابان. والحكومة اليابانية تسعى لتعويض هذا الفرق، ولديها الإمكانيات، بل إنها وضعت هدفا لها بتعديل الميزان السياحي على مدى عشر سنوات بدأت في عام 1996 وتنتهي في عام 2005م حيث يتوقع أن يتوازن عدد السياح القادمين إلى اليابان مع السياح اليابانيين في الخارج. معالم السياحة تستغل اليابان الطبيعة الجميلة المتوفرة في أرضها، والتي تحرص الحكومة اليابانية على الحفاظ عليها وتقديمها كجذب سياحي هام، فهناك الشواطئ الجميلة، والحدائق التي توجد في كل مدينة، والجبال البركانية التي جعلت منها اليابان مزارات ومناطق سياحية يقبل عليها السياح بشغف، بالرغم من وجود الأخطار. ولكن اليابان تقدم شيئا آخر يلفت الانتباه ويعشقه السياح، وهو الإنسان نفسه، فالاحتفالات والمهرجانات هي للإنسان، وتهتم به، لذا فإن اليابان تستغل هذه المهرجانات لتجعل منها جذبا سياحيا، وفي كل مدينة يوجد برنامج سياحي أسبوعي، وقلما يمر شهر بدون احتفال كبير في اليابان، وهذه البرامج والأحداث السياحية الهامة يعلن عنها في كل الفنادق السياحية. والسياحة في اليابان، هي في رؤية مقدرة الإنسان على التفوق على الطبيعة أو منافستها أو التكيف معها، وجميع هذه المظاهر هي إحدى عوامل الجذب السياحي التي تراهن عليها اليابان، فالسائح يرى العمران غير التقليدي في إعمار المدن الجديدة. ملاعب كرة القدم جهزت وأعدت اليابان ملاعبها التي ستقام فيها مباريات كأس العالم لتكون نموذجا للإبداع الياباني، وسيجد السائح الذي قدم لمشاهدة مباراة في كرة القدم، انه أسير لهذه المدينة، فجميع الملاعب جاءت بالجديد والفريد في التصميم أو في الخدمات، وما كان منها من قديم فقد أدخلت عليه التحسينات التي جعلته يفوق الجديد. فملعب سابورة، وملعب سأتاما يعتبران من أجمل الملاعب الحديثة في العالم، وستلعب فيهما السعودية مبارياتها. إن كل جديد في اليابان يستحق الزيارة، لأنها تبحث دائما عن الإبداع فيما تقوم به، فالعمائر الإسكانية الكبيرة، والعمائر المكتبية هي بذاتها تحف معمارية تستحق الزيارة. وكل مدينة من مدن اليابان تنافس المدن الأخرى بما يقدمه مهندسوها من تحف معمارية أو مشاريع حضارية، أو أفكار مستقبلية تسبق زمانها.