يعشق بعض السائحين معرفة الحياة اليومية داخل البيت الياباني، فهي حياة مختلفة عن بقية الشعوب الأخرى، فاليابانيون لهم تقاليدهم وعاداتهم التى يحافظون عليها، ويفاخرون بها، وهناك مكاتب سياحية في اليابان تنظم زيارات - لمن يرغب- للعائلات اليابانية، ويمكن تناول وجبة غداء أو عشاء من طبخ البيت في جو ياباني، مع أسرة يابانية. ويمكن أيضا ترتيب أمر السكن لفترة قصيرة عند بعض الأسر اليابانية. ولكن لمن لا يرغب أو لا تتاح له فرصة الاطلاع على الحياة اليابانية عن قرب، فإن هناك فنادق تشبع هذه الرغبة عند السائحين المحبين لكشف المستور من حياة اليابانيين. الفنادق الشعبية توجد فنادق تقليدية في اليابان، تقدم خدماتها للسياح على الطريقة اليابانية القديمة، وتسمى هذه الفنادق باسم فنادق (ريوكان Ryokan ) وهي فنادق فخمة وأنيقة، ولكنها تتبع تنظيمات خاصة نبعت من دور الضيافة اليابانية في العصور السابقة. وهذه الفنادق موجودة وبكثرة، ولا يزال يشيد منها الجديد كل عام، وتلقى إقبالا كبيرا من السياح ومن أهل البلد، بل إن هذه الفنادق لا تخلو منها بلدة أو مدينة من مدن اليابان. وهي مفضلة عند اليابانيين في أسفارهم. ويمكن للعائلة بكاملها أن تقيم عدة ليال في غرفة واحدة، فهناك غرف كبيرة وغرف صغيرة، والغرف تستخدم للجلوس والأكل والنوم، بتنظيم خاص وآداب خاصة للسكن في هذه الفنادق. آداب الفنادق الشعبية يتم استقبال الضيف استقبالا خاصا، بابتسامة وانحناءة كبيرة من قبل مكتب الاستقبال، الذي يكون عادة أمام المدخل الرئيسي، ومن الآداب الواجبة الاتباع خلع الحذاء عند الدخول إلى هذه الفنادق، لأن الزبون سيستخدم حذاء آخر خلال تواجده داخل الفندق. تتولى سيدة مدربة، العناية بهذا الضيف حال الانتهاء من تسجيله كضيف في الفندق، وتقود الضيف إلى غرفته، التي غالبا ما تكون غرفة نظيفة وأنيقة، ولكنها شبه خالية من المتاع، فهناك فرشة في الوسط عادة تكون من الحصير الياباني وليس من القماش، واما مقاعد الجلوس فهي طنافس أو مخدات كبيرة للجلوس عليها، كما أنه يجب أيضا على الزبون أن لا يمشي على الحصير وهو يلبس أي حذاء. وتقدم الخادمة للضيف ملا بس خاصة للإقامة والنوم خلال فترة بقاء الضيف في الفندق، وهي عبارة عن بيجاما وروب يغطيها. ويسمح للزبون أن يتجول في الفندق بهذا اللباس، ولكنه لا يخرج به خارج حرم الفندق. ويقدم شاي الضيافة حال استقرار الضيف في الغرفة، وذلك للترحيب به وليلتقط أنفاسه بعد السفر. حمام جماعي يأخذ اليابانيون الحمام عادة قبل الأكل في هذه الفنادق، حيث توجد حمامات يجتمع فيها المقيمون في الفندق، وتكون عادة جلسة حديث واسترخاء، قبل تناول الغداء أو العشاء، فهناك حوض ماء ساخن يتسع لعدد من الزبائن دفعة واحدة، ولكن يجب عدم استخدام الصابون فيها، فهي للاسترخاء فقط. ولكن يوجد حمام في كل غرفة في بعض هذه الفنادق الحديثة، إلا أن الغالبية يفضلون الحمامات الجماعية، للحديث والاجتماع بالآخرين. وهناك آداب عامة يجب على الزوار أن يراعوها، فالتنظيف وغسل الجسم يجب أن يتم في الحمام وليس في المغطس. كما يجب أن لا يستخدم الزبون أي أنواع من الكريمات أو الدهون خلال وجوده في هذه المغاطس، كما لا يفرك شعر الرأس لتنظيفه، ولا توضع المناشف على الرأس أو على الجسم في المغاطس. كما أن المغاطس تستخدم للجميع، لذا فلا يصرف الماء الموجود في المغطس حال الانتهاء منه، بل يبقى كما هو، ويستمر تسخين المياه فيه، ليستخدم من قبل آخرين. الأكل منفرد!! تناول الطعام، يتم إما في المطعم الذي يوجد في كل فندق من هذه الفنادق، أو يمكن، وهو أمر دارج وعادي، أن يتم تناول الطعام في الغرفة في مثل هذه الفنادق، فتقدمه الخادمة لمن هو موجود في الغرفة، ويقدم على الأرض، ولكن على طاولة قليلة الارتفاع، وتوضع هذه المائدة المتنقلة أو المتحركة على الحصيرة ليتناول الجميع عليها الطعام الياباني الذي يعد في الفندق، ويقدم للضيف. وعند الانتهاء تأتى الخادمة لتحمل الطعام الباقي، وتعيد ترتيب الغرفة مرة أخرى للنوم، حيث تفرش سرر النوم وهي عادة حصيرة خاصة للنوم عليها. لذا فإن غرفة الجلوس تتحول إلى غرفة طعام ثم تصبح غرفة نوم في ساعات معدودة. الإفطار في الغرفة أما الإفطار فانه يتم في الغرفة حيث تقوم الخادمة بإخراج حصائر النوم وإعادة ترتيب الغرفة مرة أخرى، لتقدم الخادمة وجبة الإفطار اليابانية، وهي طبق رز مع نوع من الفاصوليا، وقطعة من السمك، وتختم الإفطار بكوب ساخن من الشاي. وبعد ذلك يلبس السائح ملابسه العادية ليخرج من الفندق، لعمله، أو للتسوق في أسواق البلد، ولكن لا يلبس حذاءه إلا وهو خارج الفندق. ???