التفحيط... هواية السرعة إلى درجة الانتحار!!

كما أن الفقر والبطالة يمكن أن ينعكسا سلبيا على تصرفات الشاب وسلوكه، كذلك الغنى وسعة الحال، فهما يفرزان حالة من اللامسؤولية أحيانا، خاصة إذا ما ترافقا مع الفراغ. وبعض الشباب يلجأ إلى كسر ملله وفراغ وقته بهوايات قد تكون قاتلة،مثل التفحيط في الشوارع العامة أو الساحات. وفي السعودية،تنتشر هذه الظاهرة على نطاق واسع، رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات السعودية المختصة للقضاء على هذه الظاهرة، ورغم الأرقام المخيفة التي تصدرها الجهات هناك عن الوفيات التي تتسبب بها السرعة وعدم احترام الأنظمة المروية. وكما ورد في كتيب لجنة التوعية الصحية في منطقة الرياض: إن نسبة الحوادث المرورية في المملكة قد زادت بنسبة 400? خلال عقد واحد، وبأن هناك 1200 إعاقة دائمة و 8000 مؤقتة و 4200 حالة وفاة سنويا. طلاب مدارس وسيارات!! كشفت دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن 70? من طلاب المرحلة الثانوية يقودون السيارات، وتزيد النسبة على 50? من الحوادث التي يتسببون فيها نتيجة التفحيط والسرعة غير النظامية. ونتائج هذه الدراسة تؤكد بلا شك أن النتائج المهلكة التي تنتج عن هذه الظاهرة ليست بسيطة، فمعدل النصف من إجمالي الحوادث يشير كم هي قاتلة فعلا، وليست مجرد طيش شباب واستعراض مهارات وتقضية وقت فراغ بصحبة شلة المفحطين. والظاهرة لم تعد تشكل خطرا على ممارسها فقط، بل على العامة من المشاة أو السائقين، بل حتى سكان الأحياء الآمنين. الظاهرة أصبحت تثير القلق بانتشارها فعلا، فبرغم حملات التوعية المتكررة وبرغم دور الأمن في ملاحقة هذه الظاهرة، إلا أن عددا كبيرا من الشباب يرى أنها فن وذوق ومهارة، وأن على السلطات توفير ساحات مخصصة لممارسة هذه الهواية ... القاتلة!!.