برج بيزا يعتدل !!

احتفلت إيطاليا ومدينة بيتزا والسياح في إيطاليا في نهاية شهر ديسمبر لعام 2001م بافتتاح برج بيزا الشهير بالبرج المائل، والسماح للسياح بزيارة البرج بعد أن أغلق لمدة 12عاما، بسبب الخوف من سقوطه لازدياد ميلانه، الذي زاد عن 13 قدما عن الوضع العمودي للبرج، مما يجعله قابلا للسقوط والانهيار، وبدون إنذار. مما قد يسبب كارثة قومية، وقد تكون عالمية، لوجود سياح داخل البرج. تكلفت عملية تعديل البرج مبلغ 27 مليون دولار، ولم يعتدل الاعتدال السليم، لسبين هامين كما يقول المنفذون: إن تعديله تعديلا كاملا سيكلف كثيرا، ولكن الأهم هو أن ميزة البرج وشغف الناس والسياح به هو وضعه المائل، فلو اعتدل فلن يكون هناك أعجوبة ولا سياحة، فيوجد آلاف العمائر والمباني التي تفوقه ارتفاعا وجمالا وأهمية، ولكن ليس فيها ما يثير دهشة السائح وتعجبه. علما بأن الإصلاح الحالي يكفي للمحافظة على البرج لمدة 300 عام أخرى، حيث ينتظر عودة الميلان التدريجي إلى نفس مقدار الميلان السابق مرة أخرى على مدى القرون الثلاثة القادمة. تنظيمات سياحية جديدة في محاولة للحفاظ على سلامة البرج والسياح، وعلى جعل هذا المزار تحت رعاية وعناية وصيانة دائمة، فقد تقرر أن تكون زيارات السياح ضمن برامج محددة، ولا يسمح للأفراد بالدخول والصعود بمفردهم، بل يجب أن يكونوا ضمن مجموعة لا تزيد عن 30 شخصا، وتحت إشراف الدليل السياحي للمجموعة. الرسوم المطلوبة للشخص الواحد هو 13 دولارا للزيارة الواحدة والتي تستغرق 45 دقيقة، وتبدأ الزيارات من الساعة 9 صباحا إلى 5 بعد الظهر في فصل الشتاء، وأما في الصيف فهي من الساعة 8 صباحا الى 8 مساء. صيف سياحي منتظر! تحتفل مدينة بيزا بمهرجانها السنوي والذي يعقد عادة في شهر يونيو من كل عام، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وسيكون الاحتفال في هذا العام 2002 احتفالا غير عادي، بمناسبة افتتاح البرج، وافتتاح معارض ومتاحف خاصة بالبرج بالجوار من هذا البرج التاريخي العجيب. وستكون كل المنطقة، وهي منطقة تسكانيني الإيطالية، بما فيها المدن المجاورة وخاصة فلورنسا الإيطالية، في موسم سياحي هام وكبير، وقد تم الإعداد والتجهيز لعروض وبرامج سياحية في كل مدينة من المدن المجاورة لمدينة بيزا حيث يوجد البرج. وهناك عروض سياحية منوعة تقدمها شركات الطيران ومكاتب السياحة لفنادق من نجمة واحدة إلى خمس نجوم، وأسعار تبدأ من 20 دولارا للغرفة للفرد لتصل الى مائتي دولار للفرد في سياحة شاملة وجميلة. نحس تحول إلى كنز يتندر الإيطاليون من برج بيزا، ويرون أن النحس يصاحب هذا البرج في ذاته، فمنذ أن نشأ وهو يعاني من مشاكل هندسية، ومعمارية، وتاريخية، ويرجون أن يكون زمن النحس انتهى، وأن يكون هذا البرج مصدر سعادة ورزق لأهل المدينة، كما يتوقعون، وتتوقع المؤسسات السياحية في البلد. فإعادة افتتاحه ستكون أحياء للسياحة، ليس في المدينة فقط بل في إيطاليا كلها، فقد كان هذا البرج من أهم مزارات إيطاليا السياحة، ويزور البرج ملايين الزوار سنويا، وتوقف هذا المورد أثناء إصلاحه الذي امتد طويلا وزاد عن 12 عاما، وكان من المفروض أن يفتتح في 1-1-2000م أي مع احتفالات بداية القرن، ولكن الانتهاء من ترميم العمل امتد طويلا، ولم ينته العمل منه إلا في نهاية عام 2001م. بداية النحس تم التفكير في إنشاء هذا البرج في عام 1173م ليكون أعلى برج في العالم، فقد كانت منطقة بيزا في عصرها الذهبي في ذلك الزمان، وصمم البرج المهندس المعماري (بنانو بيزانو) وهذا الاسم يعني ان بنانو من أهل بيزا إشارة إلى أصل منشئه من بيزا ذاتها. والغريب أن هذا البرج مال قليلا إلى الجنوب خلال بنائه، ولم يكن هناك عيب في التصميم أو في التنفيذ، ولكن الأرض التي بني عليها كانت أرضا رخوة، مما استوجب وقف البناء في ذلك الوقت، ولكن هذا البرج أصبح موضع تحد للمهندسين المعماريين الذين قدموا الأفكار العديدة لإكمال بناء هذا البرج، وبعد قرن من الزمان اكتمل البناء، بعد أن وجد الحل في أن يكون الطرف الآخر أطول من الطرف المائل ليحدث التوازن. وبعد الانتهاء من بنائه مباشرة وقبل الاحتفال بافتتاحه، انتهى السبب الذي بني من أجله، وهو أن يكون علامة على مجد مدينة بيزا سيدة البحار، فقد انتهت أمجاد المنطقة، وأصبحت تابعة للقوة الجديدة وهي جنوة الإيطالية، التي استولت عليها، وقضت على مجدها الذي لم يعمر طويلا. محاولات إصلاح وتدمير فاشلة وعلى مدى أربعمائة سنة ازداد الميلان من 1.6 درجة ليصل إلى 5 درجات، وفي عام 1838 رغبت حكومة ذلك الزمان بالمحافظة عليه، وصيانته وتعديل ميلانه، ولكن العملية انتهت إلى هبوط البرج قدما كاملا إلى أسفل. ومحاولة أخرى قام بها دكتاتور إيطاليا الفاشي (موسيليني) أدت إلى زيادة الميلان في البرج. والغريب أن مدينة بيزا تعرضت لهجوم وغارات جوية عنيفة من الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان من الممكن أن يسقط البرج من جراء الغارات، ولكن ذلك لم يتم، فاعتقد الإيطاليون أن هناك حماية سماوية لهذا البرج العجيب الذي لم يسقط من محاولات الهدم العديدة، وفي الوقت نفسه يستعصي على الإصلاح. ??