لا شك أن بريطانيا هي من نشر كرة القدم على مستوى العالم، وصنعت لها هذه المكانة الشعبية التي لم تتحقق لأي لعبة أخرى، وصحيح أن اللعبة موطنها شرقي، إلا أن الاستعمار الإنجليزي الذي استمر لعدة قرون في آسيا، هو من اكتشفها ونقلها معه إلى بريطانيا، حيث وضعت لها قوانين وخطط وأصبحت لعبة عالمية. وبداية المنافسات على هذه اللعبة الجديدة، شهدت اعتماد الفرق الإنجليزية خطة لعب تتمثل في تكتل هجومي ضارب من الصعب رده، ويمارس هذا التكتل الهجومي الهائل تسديد الكرة على المرمى كيفما اتفق ودون طرق مدروسة إلى أن تسفر إحدى هذه الركلات عن هدف، وكانت هذه الطريقة تعرف بطريقة (9 ـ 1)، أي أن الحارس يرى أمامه مدافعا واحدا فقط، بينما يهجم تسعة لاعبين دفعة واحدة على الفريق الخصم!! ثم أدخلت أسكتلندا بعض التعديلات على هذه الطريقة، فصارت (8 ـ 2 )، أي أن يبقى مدافعان لحراسة منطقة الحارس، بينما يهجم ثمانية على الفريق الخصم. فيما بعد، ولدى توسع دائرة انتشار اللعبة، تطورت خطط اللعب وتعددت من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى? وفي نفس الوقت تنوعت المدارس الكروية وانتشرت بسرعة وصار لكل قارة، بل لكل فريق عريق مدرسته الخاصة في اللعب، كالكرة اللاتينية وتفرعاتها البرازيلية والأرجنتينية، والكرة الإنجليزية وتفرعاتها أيضا كالإنجليزية والإيطالية والألمانية والهولندية التي أنشأت مدرسة مستقلة بذاتها هي مدرسةالكرة الشاملة. ولكل مدرسة من هذه المدارس نكهتها الخاصة بطبيعة الحال، فالمدرسة الألمانية وصفت بأنها آليات ثقيلة? مدرعات بشرية تحتك ببطء? وتعتمد تمريرات متقنة لكنها قصيرة غير مقطوعة، تأخذ وقتا أطول في طريق الوصول إلى المرمى المنافس? و عادة يختار لها لاعبون أقوياء بمواصفات بدنية خاصة كالطول والضخامة. المدرسة الإيطالية تتميز بالأسلوب الدفاعي الصلب، والمهارة العالية للاعبين، والخشونة في الدفاع أحيانا لمنع وصول لاعبي الخصم من مرماهم، لذلك فمباريات المنتخب الإيطالي تنتهي عادة بأهداف قليلة بهم أو عليهم. المدرسة البرازيلية تتميز بالمهارات الفردية، ومرونة ولياقة بدنية لاعبيها? وأيضا سرعة انتشارهم في الملعب، وتبديل مراكزهم بحيث لا يعرف مركز محدد للاعبين، فكلهم هجوم وكلهم دفاع. و الدفاع البرازيلي سلس يمكن اختراقه? كما أن مستوى حراس المرمى البرازيليين أقل من مستوى غيرهم من الفرق العالمية نظرا لشغف البرازيليين بالهجوم، ولا شيء غير الهجوم !!.