إيطاليا تبحث عن بديل للسائح الأمريكي

?? في ظل غياب السائحين الأمريكان.. السياحة رخيصة في أوروبا!! بعد أحداث 11 سبتمبر توقف سيل السياح من أمريكا إلى العالم الخارجي، لأسباب عديدة منها الخوف من الطيران، والتحذيرات التي تبثها وزارة الخارجية الأمريكية لرعاياها، بأنهم الفئة المستهدفة في الخارج حاليا، وأن عليهم الحذر. إضافة إلى ذلك الشعور العام بوجود فترة قلق عالمي، توجب الحذر والبقاء قريبا من الأهل والوطن. وهذا الغياب والانخفاض الكبير في عدد السياح أدى الى إعادة هيكلة برامج السياحة في الكثير من الدول الأوربية، أهمها هو المحاولات الجادة لجلب السياح من أي مكان، لذلك فقد ظهرت عروض كبيرة ورخيصة ومشجعة في روما وباريس ولندن جميعها تسعى لاستقطاب السياح والتعويض عن شريحة السياح الأمريكان الذين لم يتواجدوا في موسم السياحة الهام وهو موسم الأعياد ونهاية العام، موسم الإجازات والشراء والترفيه المكلف. روما: فقدت السياحة الإيطالية نصف السياح الأمريكان منذ أحداث 11 سبتمبر، وهذا أدى إلى انخفاض في الإشغال في الفنادق والمطاعم والمسارح، بل إن فندق (اكسلسوار) الذي لم يكن من اليسير أن يجد السائح غرفة فيه إلا بحجز مسبق لأشهر، أصبح الآن يقدم غرفه للطارقين بابه من السياح، فنسبة الإشغال لديه نحو 75? من استيعابه. وأما فندق (موتزار) الموجود بالقرب من ميدان الدرج الأسباني المشهور، فقد اختفى اسم السائح الأمريكي من قائمة زوارهم لدرجة أن إدارة الفندق أصبحت ترحب بالزائرين الأمريكان باستقبال حار، وتصفيق حاد عند دخولهم للفندق، فلم يظهر في سجل زوارهم سوى مجموعة لا تزيد عن عشرة من السياح الأمريكان في شهر نوفمبر 2001م وهم عادة أغلب نزلائه. تخفيضات وبرامج: السياحة نشاط هام في إيطاليا، فهي تعتمد على تراثها الفني والديني، فاغلب السياح الزائرين لإيطاليا ينتهزون فرصة وجودهم ليقوموا بزيارات لمتاحف الفن الرفيع، الذي تمتلكه إيطاليا ويتواجد في روما بالذات، وفي الفاتيكان، والتصاميم المعمارية المدهشة، وهناك رسومات (ميخائيل انجلو) الشهيرة عالميا، وهناك الآثار الرومانية والتماثيل الحجرية الجميلة. لذا فإن هناك حملة سياحية كبيرة تقوم بها مؤسسات السياحة في إيطاليا لجلب مزيد من السياح، ويبنون دعايتهم ويركزون على: أولا: ما تتمتع به إيطاليا من جمال الطبيعة ولطافة الجو، إذ تتمتع بجو البحر الأبيض المتوسط المقبول جدا في الشتاء، لذا فإنها تعتبر مشتى للأوربيين من أهل الشمال، ونزهة شتوية جميلة لأهل الجنوب الساخن، الذين لا يكرهون التمتع بجو منعش بارد تتحمله أجسامهم المتعودة على الجو الحار. ثانيا: تركز الدعاية على أن إيطاليا وروما هي عاصمة الفن والرسم وعاصمة الفن الرفيع. إضافة الى ما لديها من آثار جميلة وآثار معمارية تعتبر مزارا للسياح، وتقدم صورا للسائح تجعله يتنفس الماضي، ويعيشه بإحساس مشوق ورفيع. ثالثا: تركز الدعاية على الأسعار الجنونية، التى تقدمها للسياح والتي تعتبر أسعارا خيالية، بل إن بعض الإعلانات يذكر السعر مرتين ليؤكد أنه لم يكتب خطا( نوع من الدعاية عن التخفيض الكبير في الأسعار). الفرصة السانحة: على الرغم من أن العروض السياحية كبيرة وكثيرة، لجميع السياح أينما كانوا شرقا أو غربا، إلا أن العروض المقدمة للأمريكان تعتبر عروضا مغرية جدا، فهناك عرض يمنح السائح الأمريكي إقامة لمدة ستة أيام شاملة الإفطار وتذاكر السفر، وبرامج زيارات للمتاحف بمبلغ لا يتجاوز 550 دولارا فقط. كما تقدم شركة الطيران الإيطالية عرضا مماثلا لذلك، ببرامج إضافية مختلفة.وهذه الأسعار والعروض الهدف منها هي إعادة الثقة للأمريكان وتشجيعهم على العودة إلى السفر والصرف. ومحاولة المؤسسات السياحية الإيطالية التعويض عن غياب السياح الأمريكان والفراغ الذي سببه غياب السياح الأمريكان مفتوحة للجميع، وهي تمثل فرصة للسياح الآخرين، ويمكن للسائح من غير الأمريكان أن يتمتع أيضا بالعروض السياحية المغرية، وأن ينتهز هذه الفرصة والتي تتوافق حاليا مع موسم الإجازات وموسم الأعياد، ليستفيد من البرامج المخفضة كثيرا لاستقطاب السائح. وجميع وكالات السفر العالمية تقدم عروضا سياحية مغرية جدا. وعلى السائح أن يختار من بين العروض العديدة، بل يمكنه أن يحصل على تخفيضات أكثر مما هو معلن، إذا كان لديه استطاعة الاتصال المباشر بالفنادق أو بمكاتب السياحة المغمورة. ???