بسبب الفراغ .. شباب يستوطنون الأرصفة!!

لا شك أن الشباب العربي يعيش أزمات خانقة تؤثر في تكوينه الشخصي والنفسي تأثيرا سلبيا كبيرا، والمشكلة أن هذه التأثيرات يتعرض لها الشاب في مرحلة التكوين، أي في سن المراهقة أو ما بعدها، مما يدفعه إلى سلك طرق قد تؤدي به إلى النهاية. والظاهرة التي بدأت تشهدها عدة دول عربية هي شباب الأرصفة حيث يجتمع مجموعات من الشباب العاطلين عن العمل أو ممن لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات، يتجمعون على الأرصفة بشكل ملفت،ويقوم بعضهم بإيذاء الغير أيضا لإفراغ ما لديه من شحنة سببها الإحباط غالبا. شباب زعران في لبنان مثلا تبرز هذه الظاهرة بشكل ملفت، حيث تأخذ مجموعات من الشباب على التجمع في أماكن معينة تحتوي مقاعد عامة مثلا أو بقرب الحدائق، ثم يتم تقاطر هؤلاء الشباب الواحد تلو الآخر حتى تكتمل الشلة التي تواصل تجمهرها هذا إلى ساعات متأخرة من الليل!!. وعادة لكل شلة طابعها الخاص، ومكان دائم لتجمعها اليومي، الذي غالبا ما يكون قريبا أو في وسط التجمعات السكانية والتجارية، وتتباهى كل شلة بعدد أفرادها وتعتبر نفسها الأقوى والأبرز ، وغالبا ما تقوم هذه الشلل بإيذاء الناس،رافضين في الوقت نفسه أن يطلق عليهم زعران وهي كلمة يطلقها اللبنانيون على من يقومون بالتحرش بالناس. بعض هذه الشلل تمارس هواية أقل إيذاء وتتخذ طابعا رياضيا،كأن تكون الشلة من مشجعي إحدى الفرق المحلية، مع أن الأمر لا يخلو أحيانا من تحرش هذه الشلل ببعضها البعض على قاعدة الاختلاف على تشجيع أحد الأندية. البطالة! قد تكون البطالة إحدى مسببات هذه الظواهر، أو قد يكون الخواء العام الذي يعيشه الشاب العربي بسبب سلسلة الإحباطات التي يمر بها إن على الصعيد الشخصي أو العام، وهي ما قد تدفعه أحيانا إلى سلوك غير سوي يعبر فيه عن إحباطه وملله. لا شك أن جزءا كبيرا من هذا الفراغ يتحمله الشاب نفسه، لكن أيضا أين دور المؤسسات في احتواء هذه الشحنة القوية التي قد لا يستطيع الشاب تفريغها إلا على الأرصفة؟؟!